أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان ملال - هل للكتابة أن تحرر شعباً؟














المزيد.....

هل للكتابة أن تحرر شعباً؟


إيمان ملال

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 16:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لمن يتساءل : ما فائدة الكتابة؟ لماذا نكتب؟ وهل تملك الحروف أن تغيّر واقعا؟

تحدّث الفرنسي رولان بارت في "درس في السّيميولوجيا" عن اللغة قائلا قائلاً : "اللغة سلطة تشريعية، اللسان قانونها." رغم أن أعمال بارت ليست الوحيدة التي تحدثت عن علاقة اللغة بالسّلطة، من حيث أن هذه الأخيرة تستعمل اللّغة لأغراضها كما أن اللّغة في حد ذاتها تستعمل سلطتها لأجل ممارسة نوع من القهر..
غير أن ما يمكن استخلاصه من أحداث التاريخ أن للّغة (والكتابة شكل من أشكالها)، استطاعت غير ما مرّة أن تغيّر واقعا بأكمله، دون الخوض في مسألة "المنطق الرّوائي" الذي تحدث عنه نسيم نيكولا طالب في "البجعة السّوداء" والذي يقول بأننا نميل في رواياتنا للأحداث إلى ربط الأسباب بالنتائج رغم جهلنا في الغالب بأسباب قد تبدو تافهة غير أنها هي المحرك الأساسي للأحداث، ودون الخوض في مسألة التاريخ وعلاقة الفكر بالواقع، نستطيع أن نقول بأنه، خلافا لما يعتقده الكثير، هناك قصيدة تستطيع أن تحرّر أرضاً، وبهذا الصّدد نذكر ما قاله الشاعر سميح القاسم الملقب بـ "هاملت الفلسطيني" حين سُئل عن بقائه في اسرائيل فقال : " لم أبقَ في إسرائيل بل بقيت في وطني، وأنا باق لأن لدي سلاحاً هو أفضل من أسلحة التدمير الشامل التي تحدثوا عنها في العراق، ويتحدثون عنها في سوريا، وأخطر من السلاح النووي الإيراني المتوقع. لديّ قصيدتي، وهي سلاح فتّاك كما تعلم. فتاك باليأس، فتّاك بالمذلة، فتّاك بالهوان، فتّاك بالتّشرذم، بالإقليمية، بالطائفية، بالقبلية، بالجاهلية الجديدة، وهي نظام الحياة العربية الراهن، من المحيط إلى الخليج. أنا أحارب هذه الجاهلية الجديدة ولديّ هذه القدرة بقصيدتي. أنا محدود الإقامة محدود الحركة ولكن قصيتي تفعل ما تستطيع."
ثمّ سُئل مرة أخرى :"هل أنت متأكد من أن قصيدتك تزعج إسرائيل؟"
يردّ سميح القاسم: "قبل سنوات، في السبعينيان، صودرت مجموعة شعرية لي واعتُقلت. تجمّع بعض الفنانين والكتاب، يهود وعرب، للمطالبة بإطلاق سراحي. وُجهت برقيات من شخصيات ثقافية عالمية، من سارتر وجان باييه، وأطلق سراحي. ناقد اسرائيلي يميني معروف قال: من الصعب ان ندافع عن قصيدتك، لأنها قصيدة جيدة.
هم يعرفون أن هذه القصيدة تنطلق من الشخصي والذاتي الفردي لتُكوّن وعياً ووجدانا وطنياً وقومياً. هم يعلمون أن قصيدتي تشجع طفلا في النقب، وامرأة في المثلث، وشيخا في الجليل على التشبث بما تبقى من تراب. قصيدتي إذن تزعج إسرائيل ! "
إن الكتابة بهذا المعنى، ليست ترَفاً فكرياً أو هواية سطحية لملأ وقت الفراغ وحسب، إنها وسيلة ضغط تؤدي بصاحبها إلى الموت أو السجن في أحسن الأحوال. والتاريخ شاهد على أحرار الكلمة الذين أدّت بهم أقلامهم إلى غياهب النّسيان خلف جدران السجون والمنافي.

وبين القصيدة التي تزعج إسرائيل واللّغة التي تمارس سلطةً هناك أيضاَ نفوذ قوّة القلم في تاريخ الأدب..
يُذكر أن الشاعر والكاتب الإيطالي "بييترو أريتينو" أبرز أعلام عصر النهضة قد دُعي مرّة لمقابلة الإمبراطور شارل الخامس في "بدوا" فلما أقبل على المدينة خرجت جموع كبيرة تحييه كما تحيي العظماء، وآثر الإمبراطور شارل الشاعر أريتينو على جميع الحاضرين، فاختاره للركوب إلى جانبه وهو يطوف بالمدينة، وقال له: "إن كل سميذع (سيد كريم وشريف) في أسبانيا يعرف كتاباتك، ويقرأ كل ما يصدر منها فور طبعه". وجلس ابن الحذاء في تلك الليلة عن يمين الإمبراطور، الذي دعاه لزيارة أسبانيا، فرفض بيترو بعد أن عرف ما هي البندقية. وكان أريتينو وهو جالس إلى جانب فاتح إيطاليا أول مثل لما أسماه الناس بعدئذ قوة القلم، فما من نفوذ شابه نفوذه في الأدب حتى جاء فولتير. رغم أن هذا الشاعر قد اشتهر بهجائه القوي لأصحاب السلطة في زمانه، كما أن أشهر مسرحياته كانت "الحياة في البلاط".



#إيمان_ملال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيء الأوّل للمرأة المغربية هو المغربي وليس الخليجي !
- عصير بنكهة البؤس !
- فنّ إسالة المداد بدلَ الدّماء
- للوقت الضائع فلسفته!
- قراءة في رواية -من أنت أيها الملاك؟- لابراهيم الكوني


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان ملال - هل للكتابة أن تحرر شعباً؟