مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova
(Marwan Hayel Abdulmoula)
الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 03:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جورج غالاوي النائب البريطاني السابق قال ( اي عروبه تلك التي تطلب من روؤساء امريكا وبريطانيا و فرنسا ان ترمي القنابل على بلادانكم اي نوع من الثورات العربيه تكون هذه ؟ هذا شخص غير مسلم وغير عربي ومن اكبر المناصرين للقضيه الفلسطينيه والقضايا العربيه ولكن ما جعلنا استشهد بهذه المقوله للسيد جورج غالاوي هو ذلك السرور الغريب الذي ظهر على وجوه بعض الشخصيات والشيوخ العربيه بعد الضربه الجويه الإسرائيليه لمواقع في العاصمه السوريه دمشق وكأن الضربه استهدفت عدو للعرب والمسلمين ويجب ازالته حتى بالتحالف مع الشيطان أية نفوس ساقطة متعفنه تلك التي تفرح بلحوم الأطفال والنساء والشباب والشيوخ التي نرى اشلائها بسبب الانفجارات والقتل اليومي في سوريا والعراق وفلسطين وشعوب المنطقه نائمه و لماذا تستهدف البنى التحتيه والعسكريه في دولنا والتي ما ان تظهر بوادر ازمه او ثوره في دوله من دولنا العربيه إلا وترى وتيرة تسارع البحث و التحالفات الغربي مع المسلمين الجدد من رجالات القتل على الطريقه الاسلاميه وشيوخهم الذين يحللون لهم جرائمهم عن الذرائع والاسباب لتدمير ذلك البلد على روؤس شعبه وزعيمه او برغبة مبطنه تطلب القوى الدوليه النافذه من الحكام العرب وجماعات الاسلام الجديد على البدء في سياسة تحريض شعوبهم ذو الاغلبيه الجاهله على القتال ضد الذي لايسير في فلك التغير الذي يجبرون عليه قادتهم ولايقدرون على الخروج عن ذلك الخط بسبب قواعد لعبة المصالح الجيوستراتيجيه ولعبة الابتزاز الدولي وماخفي كان اعظم لان السياسه والعلاقات الدوليه تسير على قانون المصالح , فترى الذين يقودون هذه السياسات مع من يريدون ازاحته بالطرق السلميه والضغط المباشر يفعلونها دون الحاجه للعمليات العسكريه مثل ماحصل مع مخلوع اليمن علي صالح ومبادرة الخليج , او تقديم المساعده للتنازل دون القتل مثل مبارك بعد ماإيقنوا من انتصار ثورة الشارع المصري , او تسهيل هروب مثل زين العابدين اما القذافي والاسد وصدام حسين فهما رغم انهم على رأس انظمه ديكتاتوريه عائليه إلا انهم يشكلون عقبه مصالح قويه ويملكون جيوش قادره على القتال ولهذا تدمير هذه الانظمه لابد ان يبداء من الداخل وبمساعده عربيه من قبل زعامات لاتقول لهم لا وتلبي شروطهم و اوامرهم دون نقاش مع ان هذه الانظمه تحمل نفس الصفات الوراثيه السياسيه للانظمه التي سقطت والتي سوف تلحق بها لكن القوى الدوليه راضية عنها وتدعمها بسبب لعبة المصالح الدوليه فترى هولاء الفئه من الشواذ السياسيين اصحاب الوراثه السياسيه الشموليه والعائليه ومعهم بعض المحللين وشيوخ التكفير واتباعهم من مثيري الفتن المذهبية يكتبون و يعرضون على شاشات القنوات التلفازيه التابعه لهم لقطات وصور لناس ابرياء قتلوا إما بالرصاص وإما ذبحا ويتهمون الجهات الرسميه والنظام الحاكم وجيشه وخاصه مايدور الان في سوريا ولايتركون للمشاهد العربي فرصة طرح اسئله مثلا لماذا تستهدف الدفاعات الجوية السوريه بشكل مكثف من قبل المعارضه ولماذا لم يكن هناك اتجاه الذبح للابرياء على اسس طائفيه ومذهبيه قبل دخول الجماعات التكفيريه على خط القتال مع المعارضه السوريه , صحيح ان الجاري في سوريا الجميع يشارك فيه من نظام ومعارضه ولكنها مجرد اسئله وعلى الجميع ان يعرف ان من يرتكب مثل هذه الجرائم الشنيعه سيحاسب إن كان النظام واتباعه او المعارضه او القتله من المسلمين الجدد وشيوخهم لان المجتمع الدولي يراقب مايدور هناك عن كثب , جميعنا ضد الحرب وضد العنف وضد اي حلول مفروضه ومعلبه وجاهزه من الخارج للشعوب عبر القنوات المصلحيه او عبر ماكنة الحرب ويتفق الجميع مع ثقافة الحوار وفتح ابواب التفاوض وازاحة الظلم عبر ادوات الضغط السلمي الفعال عبر بوابة الديمقراطيه لاي تسويات سياسيه تشمل كل مكونات الشعب ولكن مع عدم اقحام الدين في السياسه لأن بعض من رجال الدين لايفهمون ان عليهم بتقوى الله في اقوالهم وافعالهم ويكفوا عن النزول الى الحضيض في اخلاقهم وخطبهم واستغلال حالة الاميه والجهل المنتشر في اواسط الشعوب العربيه لحضها على الفتنه الطائفيه حيث وصف الشيخ القرضاوي حزب الله والمقاومة في جنوب لبنان بانه "حزب الشيطان والطغيان"، لانه يعتقد ان الحزب يقاتل الى جانب النظام الشعب السوري وهذا ليس سراً، دون ان يشير الى وجود و قدوم عشرات الالاف من المقاتلين من غير السوريين الى سوريا لقتال النظام و ما يأتيهم من دعم عربي وغربي على مستوى التسليح والمال والاعلام.
او قصة الشيخ العريفي الذي تصلح سيناريو لفيلم هندي حينما قال إن الملائكة تقاتل بجانب ثوار سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي يقتل أبناء شعبه ويستحل حرماتهم، وأسقط منهم آلاف الشهداء والجرحى وفي مقطع فيديو للشيخ العريفي يقول فيه: إن رجلاً سورياًّ أخبره عن قصة "فرسان" يركبون أحصنة بيضاء تقاتل إلى جانب ثوار سورية .
ولا ادري لماذا لاتقاتل نفس هذه الملائكه الراكبه على الاحصنه البيضاء في بورما الى جانب المسلمين الذين يتعرضون للقتل اليومي والتهجير من مناطقهم ومنازلهم او لماذا لا تقاتل هذه الملائكه الى جانب حركة حماس وحزب الله في معاركها ضد العدو الصهيوني ولماذا هذه الملائكه هي ضيفه في بعض الدول العربيه تربط خيولها الى جانب الخيم العربيه وتشرب القهوه وتنعم بالضيافه بداخلها رغم الظلم الحاصل للناس في اماكن قريبه من تلك الخيم .
النظام السوري لايمكن ان تقوم له قيامه مثل السابق بسبب ضعفه والجرائم التي ارتكبت بحق شعبه ولايمكن ان يمارس وجوده مثل السابق بسبب تمزق البلاد وسقوط مناطق بيد المعارضين له لكنه لن يسقط بسبب القوه العسكريه التي يمتلكها والدعم الصديق من دول كبرى كالصين وروسيا والدعم المباشر من ايران وحزب الله لأن الذي يدور على الارض في سوريا هو صراع عربي ومحاور اقليميه ودوليه , حيث التقاء وزراء الخارجيه الامريكي والروسي واتفقا على عقد لقاء بين ممثلين من نظام الاسد والمعارضه لتشكيل حكومة ائتلاف والاتحاد الاوروبي يؤيد اللقاء والحل السياسي في سوريا , لكن ياترى بماذا يشعرون اولئك العرب الذين راهنوا على سقوط الاسد ونظامه على شاكلة القذافي وكيف سيبررون مواقفهم المخزيه على صفحات التاريخ وتلك المؤامره ضد سوريا وشعبها ومشاركتهم في تدمير بلدان عربيه سبقتها فالحسم العسكري لن يكون سهلا على ارض المعركه السوريه وموقف إدارة الرئيس أوباما هو عدم تسليح المعارضة السورية بأسلحة قتاليه خوفًا من أن تقع هذه الأسلحة في أيدي الجماعات الجهادية المرتبطة بتنظيم القاعدة , وروسيا وايران لاتريدان سقوط نظام الاسد , سوريا في الاصل هي ضحيه ومستهدفه ومؤامره ضخمه تحاك لتفكيكها والاسد يتحمل الجزء الاكبر من المشكله لانه حارب شعبه الذي طالب بااصلاحات سياسيه والحل هناك في المستقبل لن يكون عسكريا وانما سياسياً والواضح ان الاسد لن يكون مشاركاً في الحل ولن يشارك في السلطه الجديده التي ستشكل بعد وقف القتال.
ان الأحداث اليومية الكارثية المتلاحقة في سوريا والعراق و فلسطين والصومال والسودان وليبيا واليمن والجزائر وتونس وسائر أرجاء الوطن العربي المنكوب تُعرفنا مدى ضعف الادراك السياسي والاستراتيجي لدى الحكام العرب وان التركيبه السيكولوجيه للمواطن العربي تعاني من اختراقات خطيره وضعيفه وتفتقد الى الحكمه ودائمة الانجرار وراء العاطفه و التسرع في الاحكام وعدم دراسة الاوضاع من جميع الزوايا المرئيه والمخفيه , والاحداث الان تتجه نحو ضحيه قادمه وجديده فالقائمه حبلى بالاهداف حزب الله ... حركة حماس ...العراق ... وكأن التخلف والحرب مصطلحان يلازمان العرب والوضع العربي .
#مروان_هائل_عبدالمولى (هاشتاغ)
Marwan_Hayel_Abdulmoula#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟