أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمينة النقاش - وزيران للعدل














المزيد.....

وزيران للعدل


أمينة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


روي المستشار الراحل «يحيي الرفاعي» الحكاية التالية حول ما عرف بمذبحة القضاء ، وأسفرت عن عزل نحو مائتي قاض من وظائفهم ، وحل مجلس إدارة نادي القضاة المنتخب، وتعيين مجلس إدارة جديد بديلا له، قال المستشار «الرفاعي» إن زميلا له من القضاة المعزولين كان متزوجا من سيدة ألمانية، وحين تم عزله ضمن آخرين في مذبحة القضاء، ثارت عليه زوجته، وقالت له أنت خدعتني وكذبت علي، لأنك لست قاضيا، فالقاضي لا يعزل في أي دولة من الدول، ولولا أنها تأكدت بنفسها من هذه الحقيقة من الصحف الأجنبية لحلت الكارثة علي هذه الأسرة.

والمستشار «يحيي الرفاعي» كان واحدا من ضحايا هذه المذبحة التي جرت بالمخالفة للقانون في 31 اغسطس عام 1969 بعد نحو عامين من هزيمة يونيو 1967 ، وقد أشاد بموقف وزير العدل آنذاك «عصام حسونة» ، ولأن التاريخ قد يعيد أحداثه مرة علي شكل مأساة، وأخري علي شكل مسخرة، فما جري للقضاة في عام 1969 بزعم أنهم معادون لثورة يوليو، وأن الدولة لابد أن تحشد كل جهودها لمعركة التحرير، لا يختلف عما يجري الإعداد له الآن بالضبط بهدف الاستئثار بجميع السلطات، وأخونة السلك القضائي.

ففي عام 1969 أعيد تشكيل الهيئات القضائية، وتم دمج بعضها في النيابات الإدارية وإدارة قضايا الحكومة التي باتت تعرف الآن بإدارة قضايا الدولة، وجرت حركة تعسفية للتنقلات بين القضاة، ودعوات من أعضاء النظام بخفض سن الإحالة للمعاش للقاضي إلي 55 عاما للتخلص من أعداد غير قليلة منهم، كما تم توجيه اتهام للقضاة بالاستقواء بالخارج والاتصال بالسفارات الأجنبية، تماما كما يجري الآن في الغارة الإخوانية علي القضاء وعليه المستشار «أحمد الزند» رئيس نادي القضاة الذي يقود مع أعضاء النادي معركة جسوراً للدفاع عن استقلال القضاء المصري الذي صدر قانون استقلاله في عهد حكومة الوفد عام 1943.

الفارق بين المذبحتين، هو وزير العدل إبان أزمة القضاة مع نظام «عبد الناصر» ووزير العدل أثناء الازمة الراهنة.

عين المستشار «عصام الدين حسونة » وزيرا للعدل في الأول من أكتوبر عام 1965 وأعفي من منصبه في 20 مارس 1968، تعاقب عليه ثلاثة رؤساء وزارة هم زكريا محيي الدين وصدقي سليمان وجمال عبد الناصر، ويقول «حسونة» في أنه مذكراته حين تولي منصبه تفرغ لتحقيق مهمتين رئيسيتين هما إحاطة القضاء بسياج حصين من الاستقلال، ودرء مخاطر التيارات السياسية التي يطمح أصحابها في احتواء القضاء وتطويعه لأغراضهم، ومراجعة التشريعات الأساسية التي تحكم جوانب الحياة المصرية وتقدم الشعب. وفي هذا السياق رفض الوزير طلبا من زكريا محيي الدين بإقالة النائب العام وتعيين نائب عام جديد، وأصر علي أن يكون القانون هو السلطان الوحيد في وزارة العدل، فشكل لجانا لترشيح الأكفأ في مناصب النيابة والقضاء، دون تدخل منه في أي حركة قضائية، ورفض طلبا من جمال عبد الناصر بأن يشكل تنظيما سريا للقضاة داخل التنظيم الطليعي، واعترض علي تشديد العقوبة علي قادة الطيران في حرب 1967 بإعادة محاكمتهم لمخالفة ذلك للقانون، وأسهم في إعداد قانون الكسب غير المشروع، وطالب باخضاع رئيس الدولة له واقتدي بكلمة الجاحظ حين قال «إن عقلي وكيلي الله عندي»، وهو يراجع قانون الأحوال الشخصية ويجرده من أحكام منسوبة ظلما إلي الشريعة الإسلامية وتتنافي مع جوهر الدين والتفسير الصحيح لأحكامه، فأصدر قرارات بالغاء تنفيذ أحكام الطاعة جبرا بقوة الشرطة.

وفي الغارة الإخوانية الحالية علي القضاء، كان وزير العدل الذي تولي منصبه في اغسطس الماضي من مهندسي النصوص الدستورية التي تستهدف تصفية المحكمة الدستورية، ومن مهندسي الإعلان الدستوري الذي تم به عزل النائب العام بالمخالفة لأحكام القانون، وتعيين نائب عام جديد، ويجري فيه علي قدم وساق هدم مؤسسات الدولة، والاعتداء شبه اليومي علي دولة القانون.

أعفي «حسونة» من موقعه كوزير للعدل لتمسكه باحترام دولة القانون قائلا: «انني افضل أن ادخل جنهم إذا كان يحكمها قانون، فأنذاك يبقي لي أمل الخروج منها، علي أن ادخل الجنة إذا كانت الأمور فيها فوضي لا ينظمها قانون قد تحرمني منها نزوة فرد تردني إلي جهنم، بينما اعفي وزير العدل الحالي من منصبه بعد أن أدي دوره في إهدار دولة القانون، فما اقسي المقارنة بين الوزيرين!



#أمينة_النقاش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرائم بلا مساءلة
- من «الوسط»إلي اليمين در
- المتهمون بإحداث الفتنة
- فضيحة دولية
- الشيطان يعظ
- عودة الوعي للجماعة الصحفية
- ظاهرة نجيب ساويرس
- وحدة اليسار ضرورة وطنية
- تعظيم سلام للجيش المصري
- ليته يبگي علي حالنا
- دستور الشيخ برهامي
- مصر تقاوم
- أزمة سياسية لا قانونية
- الشرعية الانتخابية لا تحمي النظم
- انسحب يا فضيلة الإمام
- مليشيات الإخوان الفضائية
- خيمة علي النويجي
- فضيحة من القاهرة
- أخونة نصر أگتوبر!
- ليس بإسمي


المزيد.....




- قد تكون الأولى لرئيس أمريكي منذ 2009.. ترامب يدرس زيارة تركي ...
- ما فرص التوصل لاتفاق بشأن برنامج إيران النووي؟
- ترامب يعلق الرسوم الجمركية على الدول العربية ودول أخرى وزياد ...
- محادثات روسية-أمريكية في إسطنبول لتطبيع العلاقات الثنائية
- قائد فيلق القدس الإيراني: أمريكا وإسرائيل عاجزتان عن إدراك ا ...
- موسكو وواشنطن تتفقان على تسهيل حركة الدبلوماسيين وإجراءات ال ...
- حركة حماس: ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي إبادة وأسلوب نازي ...
- البنتاغون: تعزيز التعاون بين روسيا والصين وكوريا الشمالية يش ...
- مندوب الجزائر لدى مجلس الأمن: على الجميع احترام السيادة الوط ...
- هل يستغل زيلينسكي القبض على جنديين صينيين في أوكرانيا كورقة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمينة النقاش - وزيران للعدل