|
الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة - 2
زوهات كوباني
الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 10:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن مصطلح الرفاقية الذي استخدم في الأحزاب بكثرة واستطاع عن طريقه تحقيق الكثير من المكاسب والاهداف عندما يتعرض الى التفسخ والانحلال فان هذه الاحزاب تتحول من مجموعة من الرفاق تجمعهم الاهداف والامال المشتركة الى مجموعة عصاة لا مبادئ ولا اهداف وروابط مشتركة تربطها، بل تعمل على استغلال مثل هذه الروابط والمفاهيم من اجل التاثير على الاناس المخلصين والاستفادة منهم ووضعهم في خدمة ماربهم التي لا علاقة لها بالحرية والمساوة والعدالة، وكل هذا يتم باستخدام الديماغوجيات واللعب بالعواطف الصادقة للرفاق وذلك بتكرارهم شعارات رنانة لا يثقون هم بها، فقط يعتبرون الاناس حمقى يمكنهم خداعهم بهذه الشعارات والاستفادة منهم، وبين كل فترة واخرى عندما يرون ان اساليبهم لا تجدي اية نتائج او بدأ الكشف عنها من قبل المحيط يعملون على تغيرها والانطلاق بشعارات جديدة ومرادفات اخرى. ان هذه الظاهرة شبيهة تماما كما في ظواهر الطرق الصوفية والمريدية التي يحاول الشيوخ فيها التاثير على مريديهم، وهؤلاء يظهرون هذه المفاهيم في المراحل الصعبة او عندما يرون ان الانحلال والاندثار ينتظرهم لذلك يبدؤون بالتركيز على الرفاق والرفاقية ورفاق النهج والخط والصادقين والمخلصين اي ان الرفاق لا يتم ذكرهم الا في فترات رؤية ان الخطر يداهمهم وهذا الذكر ماهو الا محاولة خبيثة من اجل امتداد العمر والتخلص من الخطر. وهم ينسون الرفاق في الامور الحاسمة او عندما يرون ان الامور تسير على هواهم. فمثلا يتخذون القرارات ويتصرفون في كل الامور ويرتكبون الاخطاء والنوقص وحتى الجرائم وحتى لا يهمهم ان كان هؤلاء الرفاق موجودين ام لا، وينسوهم سواء من حيث انهم رفاق ولهم ظروف وامكانيات وحتى احيانا يريدون التخلص منهم او تهميشهم وقذفهم في زوايا ميتة او منفى حسب منظورهم البعيد عن المشاعر الرفاقية الخالصة وحتى الى القيام بالكثير من التقييمات غير الصحيحة التي تؤدي بذلك الرفيق اما الى الهروب او الى الانتحار والتصفية بذاته لانه يتم المس بكرامته وشرفه ويضعها موضع النقاش ولا يتهرب من الاتهام بالكثير من التهم التخوينية فقط من اجل الحفاظ على مكانته و سلطته دون ان يوضح مقاييس الخيانة والعمالة او السقوط وغيرها وكذلك دون ان تكون هذه المقاييس هي صحيحة من اجله نفسه، اي انه يقترب بمنظار كيفي من الامور فعندما يحلو له يصف الكثير من الاتهامات وكأنه الرب الآمر الناهي عن كل شيء. ان كل هذا يفسر شيء واحد هو ان هؤلاء لا ينظرون الى رفاقهم سوى نظرة انهم اقزام وقصيري العقل وحمقى لا يفقهون بشيء. عندما يدخل الحزب او الحركة في مواقع الضعف او ارتكاب المسؤولين الاخطاء والجرائم او الهروب او الانفصال يتم مخاطبة نخبة في الحزب وذلك بفتح ملف هؤلاء الهاربين وانهم لم يكونوا سوى متطفلين على الحزب والنهج، ولا بد من الاعتماد على الرفاق المخلصين والصادقين المرتبطين بخط الحزب والقيم والذين هم اصحاب الكدح الحقيقيين. فاذا تم القبول بصحة هذه الاقوال هنا يرد سؤال الى الاذهان الا وهو من وضع هؤلاء على دفة الحكم ومن جعلهم في موضع المسؤولية واذا كانوا فعلا ليس لهم ثقة بهم فكيف يبقونه على الامور لان بقائهم وحسب تعريفهم لم يفيد سوى الى الخراب والسوء والتفسخ ومعاداة الحزب وابعاد الجماهير من الحزب والحركة. اي ان الحقيقة ليست هكذا ولا يتم قراءة الحدث بهذا الشكل ،مثلما انهم اقتربو من هؤلاء ومن ثم اعتبارهم متطفلين وغدا سيقتربون منهم ايضاً ويدعونهم مرتبطين ومخلصين لان هذا هو منهجهم واسلوب اقترابهم. وهذا ما يخرب الوسط الحزبي ولا يبقي الثقة فيه ولا يعرف احد ان غده كيف سيكون هل بان يظهر بمتطفل ام انه خائن او عميل او متعاون مارق ام ماذا؟ لانه عندما كان هؤلاء موجودين وعلى دفة الامور لم يتم اتهامهم او على الاقل توجيه التهم بهذه اللهجات وكانوا هم الاساس وهم المرتبطين واصحاب النهج الحقيقين لان الذين يكونون على سدة الامور هم الذين يتصرفون ويتحركون باسم الحزب او النهج ربما كانوا يحاكمون الاخرين باسم النهج والخط ولكن الان تحولوا الى الخندق المعادي. ان كل هذا يفسر العقلية الموجودة في الاحزاب او الحركات الشمولية والتي تقوم على ثلاثية "السلطة والدولة والطبقة". وهنا يظهر عدم الاقتراب الحقيقي والصحيح من القاعدة الحزبية، اي ان الرفاقية والعلاقات الرفاقية شيء والاسلوب المتبع لدى الاحزاب والحركات الكردية شيء اخر. يتطلب الاضاءة على هذه الجوانب في الاحزاب والحركات الكردية وتعريتها لانه اذا لم يتم تعريتها سيتم استخدامها لفترات اطول وهي بدورها لن تجلب الا التراجيديات، ويتم اختلاط الحابل بالنابل بحيث لايمكن ادراك الصالح من الطالح والمذنب من البريء والمصح من المخطأ. ربما هناك من ذوي النوايا الحسنة الراغبة في توجيه الامور نحو الصحيح ولكن هذا يتطلب تحليلها الجوهري والموضوعي فلا يكفي النيات لان الموجود عبارة عن نظام ويتطلب تجاوز النظام بما فيه عقليته واسلوبه وطرازه وكل ما يتعلق به . بالرغبة فقط في تغيير وتحسين الاوضاع لا يكفي ولن يكون الحل وحتى اذا لم يتم تطوير البديل لها لا يمكن الصراع معه لان المفاهيم الموجودة مترسخة وهي على شكل مؤسسات وتحولت الى جينيات في الجسم. فهناك نقطة في هذه الاحزاب وهي ما يتعلق بالديمقرطية داخل الحزب من حيث الانتخابات والاقتراب من التعيين والترفيع وعلاقة هذا مع الرفاقية وحقيقة التزييف الموجودة. معروف ان مثل هذه الانظمة تعتمد على التوازنات الثانوية والتعيين والترفيع هي من ثمار هذه التوازنات رغم ادعائها بالديمقرطية، والخداع يظهر هنا لنسلم ان الديمقراطية قد قبلت ورشحت مثل هذه المهام والتعيينات اذا فلا بد من الاصرار عليها واعطاء الفرصة للقيام بدورهم ولكن من جانب اخر يتم الادعاء ان من وصلوا الى هذه المراكز لا يمثلون الحزب او بعيدين من حقيقة الحزب والرفاقية ولا يستطيعون تمثيل الحزب والنهج في الممارسة ويجب عدم النظر الى الامور الشكلية وان القضية هي الخدمة والجوهر. هو هذا اذا كان هكذا فهناك خداع مزدوج فمن جانب يتم خداع المرفعين بانهم الاساس واصحاب السلطة ومن جانب اخر عدم الثقة بهم كونهم جدد والاقتراب بمنطق الشك والشبهة منهم ، والموروث من عقلية الانكار التي لا تعترف بالغير وانا المركزية التي لا ترى سوى ذاتها. وعند ادراك اصحاب هذه المناصب بهذه الحقيقة فيخلق نوع من التاثير السلبي عليهم حتى نفسيا ومعنويا وتبدأ مرحلة ضعف روحهم المعنوية في الاقتراب من الامور والممارسة العملية. ولا تعطي أعمالهم ثمار تذكر لانهم لا يَرَ وَنَ الصدق والاخلاص مع من يعملون معه اي انه هناك فئة ترى نفسها انها المدير والناهي والامر لكل ما سيجري ضمن التنظيم واذا حدث هذا فانه يعكس عن تاثيرات سلبية بعدم بقاء الوسط الرفاقي ضمن الحزب او الحركة وبالتالي يتحول الى الاتكال على مثل هذه العلاقات وبالتالي فان الحركة تخرج عن كونها حركة حزبية تسودها الرفاقية والاهداف والمبادئ الى مجموعات احباب جاويشية كلٌ يعمل وفق هواه ويعمل على القريب منه وبالتالي يعمل كل على ترسيخ دعائمه ضمن الحركة وذلك بتعيين القريبين منه في المهام والتعيينات وبالتالي يتحول الحزب الى شبكات وبالتالي فان القاعدة المتبقية من التنظيم عندما ترى هذه الامور بام عينها لا يبقى امامها الا فقدان الثقة بالحركة وحتى المبادئ وغيرها وحتى التنظيم. ان تكرار الجمل الشبيه مثل " الرفاقية ليست بالمناصب والصلاحيات وغيرها من الامور " يثير الكثير من الاسئلة والشكوك، اذا كان هذا صحيحا فلماذا لا يتخذ الرفاق الحقيقيين اماكنهم في مراتب المسؤوليات وعلى راس الامور اليس من الافضل لو كان هؤلاء على راس الامور الم يكن في خدمة الحزب اكثر هذا اذا كان الادعاء صحيحاً بانهم رفاق النهج والمبادئ لما لا يرشح الرفاق الحقيقيين الى المهام اليسوا لائقين بالمهام ام انهم يحاولون امورا اخرى لما يتم الترشيح على من ليس اهلا بالوظيفة ولما يراد من وراء ذلك ازدياد القضايا والامور والمشاكل والاعباء على راس الحركة فمن جانب يدخل الشك في عقول الكثير من الرفاق بالاقتراب غير الصحيح الموجود ضمن الحزب ومن ناحية اخرى يتم هدر طاقات الذين لهم امكانيات فعلية او انه يتطلب قول الحقيقة والاقتراب من كل فرد وفق حقيقته وان الذين يدعون بانهم يمتلكون امكانيات لا حاجة الى مثل هذه الجمل العسلية ويتطلب التصريح لهم حول حقيقتهم وبانهم ليسوا بالاهل لذلك ولم يرَشحوا لكي يعرف الكل حقيقته وان لا يخدع نفسه كثيرا لانه اذا كان الاقتراب بهذا الشكل فان الشخص اما سيعمل على تغيير وضعه وذلك بالعمل على تلافي نواقصه او التفكير بحل اخر لوضعه اي ان لا يخدع نفسه ، فالرفاقية الحقيقية والمصداقية في الرفاقية يتطلب هذا الاقتراب ان يفسر كلٌ وفق حقيقته وتبيان ماذا يمثل دون ان يوهم البعض ببعض الامور والاشياء الفارغة وغيرها.لان الشخص في هذا الوضع لا يعرف حقيقته ويتوهم انه افضل من وضعه الموجود ولا حاجة للتطور والتغير والتحول ورؤية النواقص وهذا له تاثير سلبي على مستقبله. ان كل هذه الاقترابات يقود الفرد الى السؤال : ما الهدف الكامن وراءها ؟ اهل هو ترك الانسان في الظلام والجهل والتخلف والتقزم من اجل ان تتمكن حاشية من ادراتهم وتوجيههم ؟ ولخوفهم اصلا من تطور وعيهم ورؤيتهم لحقيقتهم ومعاناتهم عندها سيفكرون بالبديل .
#زوهات_كوباني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرفاقية في الاحزاب بين التزييف والحقيقة -1
-
سورية بين المطرقة والسندان
-
حلبجة لطخة الانظمة الفاشية السوداء في جبين التاريخ
-
تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغي
...
-
تاثير الدوغمائية والفوضوية على الحركة الكردية في مراحل التغي
...
-
وقفة مع شهر اذار وسورية
-
تجاوز العقلية الذكورية المهيمنة هو الطريق نحو تحرر المرأة وا
...
-
نحو 12 آذار
-
مستقبل العرب والاكراد ليس بالانكار والامحاء والعصيان تجاه ال
...
-
كيف يمكن قراءة الاحداث والتطورات في العراق الحديث
-
شهداء مجزرة موصل في سطور
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -3
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -2
-
العلاقة بين الكل والجزء في الواقع الكردي -1
-
مكانة عملية المضربين عن الطعام (مروان ورفاقه الذين انضموا ال
...
-
حوار نثري مع شيلان
-
قراءة في لوحة شيلان
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
العلاقة الجدلية بين العمل التنظيمي والعمل الفردي في الواقع ا
...
-
شيلان ،عرس في مغمور ،قنديل وحلب
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|