أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - صفحة من دفتر النشر الخاص في مصر - بقلم / مؤمن سمير














المزيد.....

- صفحة من دفتر النشر الخاص في مصر - بقلم / مؤمن سمير


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


في تسعينيات القرن الفائت كان المشهد الإبداعي في مصر يتحلق حول ثلاث كلمات .. مؤسسة ، ورجال ، وسياسة : مؤسسات حكومية عتيدة وراسخة ومنتشرة ، يسيطر عليها رجال تم اختيارهم بعناية فائقة ، لتنفيذ سياسة محددة ومنهج معلوم تم التوصل إليهما كصيغة أكثر عملية وواقعية – بعد تجربة العديد من الصيغ في العهود السابقة - في التعامل مع الفئة الخطرة المسماة بالمثقفين .. هذه السياسة أو الغرض أو الخطة هي صنع دوامة بالغة العمق والتجليات والزوايا ( ضجيج ثقافي دائم وإن كان بلا طحين معرفي حقيقي ) فيتوه المثقف في جوانبها وأركانها ومراياها الوهمية بينما الجالس في الأعلى يبتسم ثم يضحك بكل قبح .. ينشغل ذلك المثقف عن طموحه ودوره – كفاعل عضوي في مجتمعه وفي نوعه الأدبي أو الفكري وتنظيره وصياغته الخ .. – أو بالأحرى ينشغل بدوره الجديد الذي آن أن ينفذه .. فيظل يجري من هنا لهناك طمعاً في طبع كتاب أو حضور مؤتمر أو سفرة خارجية .. وما إلى ذلك من الأنشطة التي لا تتوقف أبداً وتشده شداً للحظيرة وبريقها الذي يعمي القلوب .. وأصبح من العادي أن يتحول الجدال بين المثقفين من مناقشة القضايا المُلِحَّة في كل الاتجاهات إلى الخلاف على المناصب العديدة والمتشعبة و" البَدَلات " ! وهكذا تتخلص الدولة من خطر" الأفندية الأرازل " ! بتعبير المرحوم السادات ، بطريقة ناعمة تليق بالوزير الناعم !! وتحقق " شكلاً " للدولة راعية العلم والأدب والفنون التي نجحت إلى حد كبير في أن تنسى أي خطر قد يحدق بخططها من جهة هذه الفئة بالذات ، وتتفرغ بالتالي لمهامها الاستبدادية المتلونة الأخرى .. كيف وقد حولتهم لشكل عصري من العبيد والشُطَّار والعَيَّارين الذين يبدلون أيدلوجياتهم كل صباح بما يلائم المغنم الذي يلوح أو مزاج السيد الذي يبدل مسامير مقرعته كل لحظة .. ومن ضمن أدوات هذا المخطط كان النشر بالطبع .. فتم تنشيط سلاسل متعددة ازدحمت عن آخرها بالمبدعين الذين ينامون وهم يحلمون بأن يأتي الدور عليهم بسرعة وأن تمر تلك الأعمال من بين فَكَّيْ اللجان التي تستطيع أن تعطي الصك أو توقف القطار .. لم تستطع الدولة أن تتسامح مع أي خروجات دينية أو أخلاقية كيلا تفتح بوابات الحرية للانتقاد السياسي الذي قد ينذر بتنبيه الغافلين .. لا أخلاق ولادين للدولة – أي دولة – وإنما الخوف كل الخوف – طول الزمن – لا يكون إلا من طائر الحرية الذي إذا دخل من فرجة في النافذة فإنها لا تنغلق بعده أبداً .. لذلك لم يكن هناك سبيل إلا النشر الخاص الذي يهرب فيه المبدع من قوائم الانتظار و من كلاَّبات الرقابة .. تساوق هذا الأمر مع ظهور أجيال جديدة من الكتاب كانت تكتب بطريقة مختلفة وعصرية وأكثر ميلاً للتجريب وأكثر انفتاحا على كل الثقافات والمتغيرات التقنية .. وهكذا تقاطعت بعض دور النشر الخاصة بالكتابة الجديدة فارتبطت دار مثل " شرقيات " بقصيدة النثر وكتابة التفاصيل ودار مثل " ميريت " بالمشهد الروائي الجديد .. الخ ... لكن الأمور كعادتها لا تخلو من سلبيات عملية تليق بالواقع العشوائي .. منها رفض غالبية الدور كتابة عقد مع المبدع اعتماداً على العلاقة الشخصية فيعيش الكاتب قلقاً عجائبياً ورخيصاً إلى أن يستلم نسخ كتابه .. النسخ التي لايتم الاتفاق إلا على عدد الألف منها والذي واقعياً لا ينفذه الناشر ، لأنك يا عزيزي " لا تعد النسخ وراءه " ! ثم إنه يكفي عليكم مائتي نسخة .. " يعني من كُتْر القراء ياخَيْ " !! وبالأساس فكرة أن يُكَلِّف المبدع كتابه ويدفع للناشر نقوداً جعلت الأمر أقرب لشخص يتم خداعه برغبته هو .. فأنت تدفع لقاء اسم الدار فقط ولا تستطيع في كل الأحوال أن تجد نسخاً والعدد المطبوع القليل لا يسمح بالتوزيع الذي ليس في طموح الدور أصلاً !! لأنها تكتفي بالمعارض وبمن تعرفهم من الصحفيين وبنقاد معينين .. إذن الأمر محض نشر سري ... تسمع عن كتب ولا تراها وأصحابها لا يملكون منها نسخاً .. لكنك لاتنكر أبداً ، أنه عن طريق شبكة من الأصدقاء المنتشرين في المؤسسات الإعلامية يتم " التخديم " على الكتاب !! هذه هي الحقيقة التي تجعل الكثيرين يحسمون ترددهم .. فيتم ترشيح الكتاب لجوائز ويحظى بكتابة نقدية وما إلى ذلك .. نعم هو نفس الكتاب الذي لم يقرأه إلا القلة المعنية فقط ، المعنية ليس باختيارها ولكن وفق نشاط وحركية الناشر في الواقع الثقافي ...
النشر الخاص مفيد ؟ بالطبع ..
وهو ضرورة لا حياد عنها خاصة مع بزوغ أفكار تفكيك وزارة الثقافة وهيئاتها البيروقراطية وما إلى ذلك ...
يحرك المياه الراكدة ويفتح آفاقاً ومساراتٍ من دونها الحياة الثقافية ميتة ؟ يقوم بهذا بالتأكيد ... يتواشج مع فكرة الحرية التي لابديل عنها للمبدع ولعملية الإبداع ذاتها ؟ بالضبط ..
قاسٍ وبهلواني ويقترب من العبث ومستغل ....؟ نعم للأسف ...



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - مُنْحَدرٌ ولُهَاثٌ - شعر / مؤمن سمير
- * أنا حبيبُ حبيباتِ أصدقائي * شعر / مؤمن سمير
- * نَخْبٌ لتشخيصِ المحبة * شعر / مؤمن سمير
- * أماكنُ للتخفِّي * شعر / مؤمن سمير
- * بجوار الملاحات * شعر/ مؤمن سمير
- * إذن ، هي أحاديثُ بَيتِنا الذي تحتَ الشجرةِ * شعر / مؤمن سم ...
- * بُحَيْرَةٌ أخرى في سماءِكَ *
- قصيدة النثر : عن جحيمي في البَرّية بقلم : مؤمن سمير
- * مديحُ الضآلةِ * شعر / مؤمن سمير
- - عن حَواف الحكايات ..عن رائحتها الضالة - كتابة .. بقلم / مؤ ...
- - كاريزما الألم - كتابة.. بقلم/ مؤمن سمير
- * نَفْرُكُ العِظامَ ، ونَلُمُّ الأحاسيسَ الهَشَّةَ * شعر
- - القاسي - شعر: خالد محمد الصاوي ( إلى مؤمن سمير )
- * توابيت تبص على الزلزال * شعر / مؤمن سمير
- - على هامش نهر الحكيم - ( إلى مؤمن سمير ) شعر: د. وحيد لطفي
- * نفسُ المدينةِ *
- - صائد الفراشات - ( إلى مؤمن سمير ) شعر: أحمد هيكل آدم
- * هالةُ رأسها من أصولِ المسألة * شعر / مؤمن سمير
- * نورٌ ضيق * شعر / مؤمن سمير
- * رعشة الحنين * شعر/ مؤمن سمير


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - - صفحة من دفتر النشر الخاص في مصر - بقلم / مؤمن سمير