|
السموعي- قرايا صورة 11
مسعد خلد
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 16:57
المحور:
الادب والفن
قال ابو محمد محمود سْليم :"... بلدي السموعي قضاء صفد.. بِحِدّها من الشمال: الجش، الصفصاف، كفر برعم، سعسع، صَلحة، فارة، وقَدَسْ.. ومن الشرق:الظهرية، عكبرة، ميرون، قدّيثة، عين الزتون، دلاّثة، علما وبيريا.. ومن الجنوب فراضية وكفر عنان، ومن الغرب بيت جن.. كُنّا عايْشين على الزِراعَة وتَربِيِة الحَلالْ..السموعي كانت مشهورة بزِراعِة الدخان والذُرَة الصَفرَه والذُرَة البيضَا وكلّْ أنواع لِحبوبْ... كانت قَعْداتْ ودَواوينْ الناسْ، أكثر إشي عِند مُختار السموعي، العبِد صالح (أبو صالح).. كان أخو المختار احمد صالح (أبو عادل) يُضرُبْ عَ المهباج، وتِلْتَمّْ الناسْ عِندو، وكل واحَدْ يِحكي اللي صار معاه في النهار. أوّل يوم، هجيج، مختار السموعي، أخذ أهل البلد على بيت جن، وناموا ليلِة في المدرسِة. وِبْحُكُمْ العِلاقَة لِمنيحَة بين مُختار السموعي مع مختار بيت جن كنجْ قَبلانْ الله يِرحمو، حَطَّت الناسْ أغراضها وأماناتها في بيت المختار كنج..." وهنا قاطَعَته ابنته سميحَة قائلة: "الحقيقة، إنّو ولاد المرحوم كنج قبلان، حافظوا وصانوا الأمانِة لليوم.. وفي بيتهم العامر، صندوق أمانات (اوراق ومُستَندات) لأهل السموعي، وْمِعتِرفين فيها، وحاضرين يِوَصّلوها لَصحابها، ولَكُل مين يُطلُبها من السَمّوعيِّة... أنا رُحت مع أختي، وسألنا ولاد المختار، واستقبلونا بالتِرحاب، وقالولنا خُذوا اللي بدّكو ايّاه، على راحِتكو". رِجِع أبو محمد تابَع: " طلب مختار بيت جن، من مختار السموعي، وقالو: خلّيكوا عِنّا! أنا بَعمَلْ مَكتوبْ لَضابِطْ المنطِقَة، عَشانْ تِرجَعوا عَ بَلدكو... بَسّْ المختار ابو صالح رَفَضْ، وسَحَبْ الناسْ على لِبنان، على بُنى جُمعة جُمِعتينْ ويِرجَعوا، ولليوم ما حدا رِجِعْ.. وِبْـقينا أُختي غزالِة، اللي تجوَّزت بعدين في قرية الجْديدِة (لقاسم المصري)، وأنا ، وإمّي حميدَة، الله يِرحمها، في بيت جن، وسجّلونا على أساسْ إحنا من أهل البلد، وما ظَلّْ حدا من السموعيّه غير إحنا". لقد فتحت بيت جن العامرة بأهلها الكرام، في (موجة الهجيج)، أبوابها (على وِسْعِـها) أمام الآلاف من الجيران، وحاول البيتجنيون، ثني عزم المغادرين، باتجاه الشمال، ولكن باءت محاولات اقناع معظمهم بالفشل، فغادروا على أمل العودة...)، وقد اخترت فقرة بعنوان: "خيرُ الإخوانِ مَن أقبلَ عليكَ إذا أدْبَرَ الزّمانُ عنكَ" من (يوميات برهوم البلشفي- للدكتور خالد داوود تركي- حيفا) للدلالة على دور بيت جن التاريخي:" ... هاتفني في الأسبوع الماضي د. شكري عرّاف، المؤرّخ المعروف، يسألني فيها عن أسماء، وردت في الحلقة الأولى من يومياتي، وأسباب بقاء (برهوم البلشفيّ وعائلته)، في أرض الوطن، وحالت دون ضياعهم في مخيّمات الشّتات، في العام 1948. تلك الأسماء المحفورة في ذاكرة برهوم وعائلته وأولاده وأحفاده، هم الشّيخ الجليليّ الجليل، أبو مالك حسين سلمان صلالحة، والشّيخ الجليليّ الجليل، المرحوم أبو شفيق عبد الله صالح نجم (أبو عبسه)، من بيت جن، بزابوده الصّامد، في أعالي الجرمق الأشمّ كأهله. حيث ضربوا لبرهوم وأهله، المثل في الكرامة والشّهامة، وعزّة النّفس والإباء، والمحبّة والتضحية، والتّسامح والرّجولة والكرم. وكما جاء في الحديث الشّريف: "من عامل النّاس فلم يظلمهم، وحدّثهم فلم يكذّبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو من كملتْ مروءته، وظهرتْ عدالته، ووجبتْ أخوّته". وبقيتْ جُملة أبي مالك، محفورة في ذاكرة جميع أحفاد برهوم: "ياللي بيصير عليكو بيصير علينا. مصيرنا وطريقنا مشترك، فنحن شعب واحد، ولنا وطن واحد، غالٍ وليس لنا سواه". حينَ ذكر برهوم أسماء الشّيخين الجليلين ، تذكّر النّساءَ، اللواتي رَجِعْنَ من صفد، (بعد أنْ هُجِّرنَ وقت الشّتات)، إلى قرية بيت جن. كنّ خائفات ومستنجِدات، بعد أن تعرّضن للاعتداء والسّرقة، فتجمّع مشايخ البلد الشّرفاء، وذهبوا مع شباب البلد، إلى ذلك المكان، حيث تعرَّضْنَ للاعتداء، ووجدوا قُطّاع الطُّرق ما زالوا هُناك، فأرجعوا للنّساء ممتلكاتهنّ المسروقة، وأبلوا "بلاءً حسنًا" بالسّارقين". وكتب د. خالد تركي:" تواجد في كلّ قرية، وفي كلّ بلد، أمثال هؤلاء الأبطال، من أهلنا من بني معروف، أحفاد سلطان باشا الأطرش ومجيد أرسلان، الّذين كانوا وما زالوا، رغم الدّاء والأعداء، من "لحمنا ودمنا وعظمنا"، ففي ذلك العام المشؤوم، كان بنو معروف، صمّام الأمان، والدِّرع الواقي لشعبنا، وحالوا دون تهجير الآلاف من ابناء الطّوائف الأخرى".. وأضاف:"ها أنا استشهِدُ بما أوصى قائد الثّورة العربيّة السّوريّة الكُبرى، سلطان باشا الأطرش: (واعلموا أنّ الإيمان أقوى من كُلّ سلاح. وأنّ كأس الحنظل بالعِزِّ، أشهى من ماء الحياة مع الذّلِّ. وأنّ الإيمان يُشْحَنُ بالصّبر، ويُحْصَدُ بالعدل، ويُعزّزُ باليقين...)! _________________________________ للمراجعة: - صحيفة الحقيقة/باب ذاكرة وطن- لقاء الصحفي رفيق بكري مع عائلة الحاج محمود سليم في بيت جن (2007). - لمسات وفاء ولكن... د. شكري عرّاف
#مسعد_خلد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اليامون- قرايا صورة 10
-
عكبره- قرايا صورة 9
-
الصفصاف وعيلبون- قرايا-صورة 8
-
القباعه - قرايا -صورة7
-
قرايا: صورة 6 -عكا-
-
قرايا - -الكابري-- صورة 5
-
قرايا- حطين- الصورة 4
-
قرايا :-اللد والرمله- الصورة الثالثة
-
قرايا - بيت جن - منفى الأحرار- الصورة الثانية
-
قرايا- مارون- الصورة الأولى
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|