أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آلان كيكاني - عماة البصيرة














المزيد.....

عماة البصيرة


آلان كيكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 14:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عماة البصيرة

لي صديق موال للنظام السوري ومعجب برأسه، كلما اتصلت به قال إن الشعب السوري لا يستحق بشار الأسد، معيداً إلى ذهني حديث عضو مجلس الشعب السوري الذي قال لبشار الأسد على الملأ : " أنت قليلة عليك سوريا وإنما كان يجب أن تكون رئيساً للعالم كله " وإن سألته عن السبب قال " إن بشاراً مثقفٌ، ومتمدنٌ، ووسيمٌ، وطويلٌ، وأبيضُ، وذو عينين خضراوين، وطموحٌ يريد أن يجعل من سورية في مصاف الدول المتطورة في العالم!.....، بينما جل السوريين ريفيون، وذوو هيئة كهيئة الأعراب، وتفكير لا يختلف عن تفكير البدو، بعيدون عن الحضارة والتمدن، متدينون، ومتطرفون، يريدون إعادة سوريا إلى القرون الغابرة..." وإن قلت له أن هتلر وموسيليني وفرانكو كانوا مثقفين ومتمدنين ووساماً وبيضاً وطوال القامة وذوي عيون زرقاء وطموحين يريدون أن يجعلوا من شعوبهم أسياد العالم ، رد يقول أن أحكامي على بشار إنما تعود إلى خلفيتي الكردية الكارهة للعروبة وحزب البعث، متهماً إياي بما في نفسه من تبعية عمياء طائفية وقومية، وملبساً إياي رداءه القائم على الحب الأعمى لشخص مجرم لمحض أنه ينتمي إلى طائفته.
وأكثر من هذا فإن أعرابية ذات حسن وجمال في الريف السوري ندرت يوماً، وعلى الملأ، أن تهب نفسها لمن يريدها أو تمكث على قارعة طريق عام وتشبع رغبات المارة الجنسية كصدقة منها لوجه الله إن نجح صدام حسين في إبادة الأكراد والقضاء عليهم نهائياً. صدام الذي أسر قلوب الملايين رغم ارتكابه لمجازر بشعة ضد الإنسانية وشنِّه حروباً شعواء على أهله وجيرانه راح ضحيتها الملايين، والذي هرب ذليلاً واختبأ حقيراً في جحر صغير عندما ضاقت به الأرض وتهددت حياته عشية الغزو الأمريكي للعراق، صدام هذا لا يزال يعيش في نفوس الملايين من العنصريين كبطل قومي وقائد تاريخي قلما أنجبت بطن مثله، فصوره وعبارات تمجيده وتعظيمه بل وتأليهه لا زالت تملأ الآلا ف المؤلفة من حسابات الفيسبوك والمواقع الإلكترونية، ولا زالت هناك جيوش تجند نفسها طوعاً للدفاع عنه بشراسة وعناد في العالمَين الأفتراضي والواقعي.
وإبان الانتفاضة الكردية على نظام الأسد في عام أربعة وألفين كنت الطبيب الكردي الوحيد الذي يخدم في مستشفىً حكومي في حلب، وقد سمعت، آنذاك، الكثير من اللغو واللغط والثرثرة والهراء من أناس من حولي، يلومون الأكراد بشكل لاذع على كل ماجرى حينها، ويحملونهم مسؤولية تطاولهم على نظام عروبي يعيش في أعماقهم ويوافق أهواءهم وغرائزهم الفكرية ويشبع ميولهم القومية المتطرفة، وكانت الآراء كلها تجمع على أن الدولة يجب أن تتعامل بشدة وحزم مع أولائك الذين آوتهم مهاجرين وأشبعتهم جياعاً وكستهم عراةً، وعليها إما أن تبيدهم عن بكرة أبيهم أو تطردهم إلى الصحراء ليلقوا مصيرهم الأسود هناك.
هكذا يمارس بعض الناس أحقادهم العمياء وضغائنهم الشعواء دون سبب وجيه، ذلك أن الكراهية في مجتمعاتنا الموسومة بالجهل والتخلف والولاء الأعمى للصنم لا تحتاج إلى أسباب كي تبرز قرنيها. فلو تساءلنا ما السوء الذي فعله الكرد بالعرب، وما الجريمة التي ارتكبوها بحقهم حتى يحصدوا كراهية البعض منهم، لجاء الجواب أن لا سوء ولا جريمة، فالكرد من أكثر الشعوب التي تعايشت مع العرب على مر التاريخ دون تداعيات سلبية أو حروب طاحنة أو صراعات عرقية مريرة رغم امتداد نقاط التماس من أهواز إلى عفرين، اللهم إذا استثنينا العصر الحديث جداً، فهم لم يحكموا العرب باسم الدين لقرون كما فعل الأتراك، وهم لم يحتلوا أرضاً عربية أو يخططوا لاحتلالها، كما فعل الفرس واليهود، فلمَ الكراهية إذاً؟
أقول، بل وأعيد ما قلته في أماكن سابقة، أن مشكلتنا الكبرى لا تكمن في أشخاص بحد ذاتهم، بل هي كامنة في بصيرتنا العمياء القائمة على مواقف مسبقة مستندة إلى إنتماء قومي أو طائفي أو قبلي أعمى. مشكلتنا هي في دفاعنا عمن تهواه قلوبنا ولو كان مجرماً وسفاحاً، ومحاربتنا لمن تكرهه وتبغضه نفوسنا ولو كان كاملاً في أدبه وخلقه وسلوكه، وفي ظل مثل هذا التفكير تختلط القيم ويخبو الضمير وتغيب العدالة ويتحول المجتمع إلى قطعان في الغابة يأكل فيها القوي الضعيف، وهو ما يحدث الآن في بلداننا.



#آلان_كيكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تمنيع العقل
- المسلمون وفوضى الحواس
- ثورات الشباب ونصيب الكرد منها
- ثورة تحطيم الأصنام
- اللهم زدني كفراً
- المسلمون مصانع للشهرة
- إلى الأخ آرام في الثوارالبيشمركة
- مرحى للحوار
- والحقد في الصغر كالنقش في الحجر
- مام علي
- أمي
- ملاك الوحي
- ضريبة الزقوم
- كرديستوفر كوردلومبس يكتشف جزيرة كوردسيكا *
- ريح الشمال
- آه يا مصطفى
- أنا وجدي
- حين ينمو الجسد وتتوقف الشخصية عن النمو
- يوم خجلت كوني طبيباً
- عيشو وجانيت


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آلان كيكاني - عماة البصيرة