خيانة الناخب وأبو الاغلبية

ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 22:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لم تنتظر القوى السياسية طويلا لتبدأ بالتنكر لوعودها وتعهداتها حتى قبل اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات وبعد اعلانها أيضا، فقد أصرت القوائم المتنافسة على صم آذانها عن النداءات والدعوات الموجهة اليها لازالة دعايتها الانتخابية من ساحات المدن وجدران البنايات العامة والخاصة، في انقلاب سافر على التعهدات بالسعي الى الالتزام بالقوانين والانظمة وهي تعهدات شكلت جزءا من الدعاية الانتخابية فضلا عن تعهدات العمل على تنظيف المدن والاحياء السكنية والحفاظ على جمالها او ما تبقى منه.
القوائم المختلفة، بانتماءاتها المتعددة وعقائدها المتناحرة واحزابها الكثيرة، اتفقت على خيانة الناخب مقدما باهمال ملصقاتها وتركها للزمن يمزقها ويحيلها الى نفاية، وهذه الخيانة المجمع عليها من القوائم المتصارعة تثبت رأي أغلبية العراقيين الذين قرروا عدم الادلاء باصواتهم وتجاهل الانتخابات وحملاتها الاعلامية الصاخبة واعلان يأسهم من الجميع، فالكل سواء في الخيانة والتنصل، ويبدو إن القادم أسوأ.
أول ملامح القادم السيء هي العودة الى الصفقات السياسية المحاصصاتية لتوزيع مواقع السلطة في المحافظات، حيث تنفذ القوى السياسية مناورات سمجة في ابتزاز بعضها البعض من أجل الوصول الى صفقة ما، صفقة ترضي طموح القائمة الانتخابية وزعماء القوى الفائزة دون مراعاة للاستحقاقات الخدمية والعمرانية والاقتصادية للمحافظات ودون اهتمام بالناخب الذي أدلى بصوته استجابة لبرنامج او تعهد قدمته القائمة وغالبا ما كان ذلك التعهد يتلخص في التخلص من وجوه الفساد والفشل لكن المؤشرات الراهنة تؤكد ان التحالفات لن تتجاوز هؤلاء بل ستسمح لهم مجددا بالمشاركة في ادارة المحافظات، وهناك ما يشير الى ان الصفقات سيتم حسمها من قبل زعماء التحالفات في المركز بعيدا عن المحافظات وسيتم عقد صفقات معقدة يتم من خلالها تسوية قضايا لا علاقة لها بادارة المحافظات ومشاكلها.
وفي استذكار التعهدات والوعود، يبرز اليوم التحدي الاول والمهم لمن دعا الى تشكيل حكومات اغلبية في المحافظات ظنا منه إنه سيكون سيد الاغلبية، وقال حينها ان حكومة الاغلبية هي الاقدر على تحقيق النجاح، ويبدو انه رفض نفسيا ان يتوقع حصول خصومه مجتمعين على الاغلبية التي يمكنهم من خلالها تحقيق النجاح وفقا لنظريته هو، فهل سيسمح لهم بتشكيل حكومات أغلبية تخلو من قائمته أو على الاقل دون منح مواقع السلطة المتقدمة في المحافظات لأعضاء قائمته وخاصة ممن ثبت فشلهم لو (ما ينطيها)؟.

#ساطع_راجي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات