نبيل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 01:32
المحور:
الادب والفن
لا تَنْفخـي في بَقيِّـةِ عُمْـري،
فقد تشقَّق خَطًّ العُمْرِ وتيبَّسا،
وشَارَفَ إشْـتِعالُه آخِرَهُ .
كلُّ قطـْعَـةٍ فيهِ قدْ تَفَحَّمَـتْ،
وحامـتْ فوقها ذكرياتٌ باهتهْ،
كالدخانِ المتلاشي فوق موْقِدٍ يخْبو،
بعد رِحْلةٍ صاخبهْ .
تبعْثَرَتْ مُخَلَّفات الصِبا،
وتَهَرَّأتّْ حقيبة ُ الروحِ،
وتَقَطَّعَتْ أنفاس المغنَّي،
عندَ النهايةِ المُوْحِشَهْ...
.....
لا تَنْفخـي في بَقِيِّـةِ عُمْـري،
فلمْ يَعُـدْ فيهِ حَطَـبٌ يَكفي إشْـتِعالاً جديداً...
والحطّـابُ أدْرَكَــهُ التَعَـبُ،
ونالَ فَأسَـهُ العَطَـبُ،
فأنْتَبَـذَ رُكْـناً قَصيَّاً،
يُقَطـِّـعِ حُزْمَـة ً مِنْ خَشَـبٍ يابِـسٍ قديمٍ،
يُقايِضُ بهاِ أيّـاماً قِصاراً،
ويُرْهِـفُ سَمْعهُ لهَسِـيـسِ القَفْـرِ...
.....
لا تَنْفخـي في بَقِيِّـةِ عُمْـري،
لقدْ أسْـرَفْنـا شبُّانـاً،
ونَقْـتَصِــدُ شُــيوخاً،
فعِلاقَـتُـنا بالزمانِ بَسْــط ٌ وقـبْـضُ،
ولمْ نَرْبَـحْ مَعَـهُ قـطُّ،
تجّـاراً فاشِـلينَ كُـنّــا،
وكانَ مالكـاً فَظّـا.
.....
إنَّ هزيعَ الجَمْرِ الأخيرِ تَوَهُّـجٌ فأنْطفاءُ...
فلاتَنْفـخِي في بَقِيِّـةِ عُمْـري !
فقـدْ تَـبَــدَّدَ في كَفِّـي،
كُـلُّ ما أدَّخَـرْتُهُ من زمانْ.
بات الرمادُ نُعاساً زاحفاً،
يُطْفئُ الألوانَ،
وصارالعشْبُ الأصْفرُ أرَقَـاً،
يطاردُ الأحلامَ،
فأتدفَّــأُ مُتَقَوِّساً على وَهَجِ الجمْرةِ الأخيرهْ.
حامَتْ في فضاءِ الـروحِ،
جَـوارحُ الوَقْـتِ،
فلا تَنْفـخـي،
وأتْرُكِـي لِيَ آخِـرَ اللَحَظَاتِ،
ألـْـبــثُ فيها،
مُنْصِـتِـــاً للمُغنِّـي يُغنِّـي:
(( هوى آخِـرِ العُمْـرِ قَـتَّــــالُ ...
......................))
فلا تَنْفـخــــــي،
فهزيعُ الجمْرِ الأخيرِ تَوَهُّـجٌ فأنْطِفاءُ...
#نبيل_محمود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟