جوري الخيام
الحوار المتمدن-العدد: 4083 - 2013 / 5 / 5 - 22:44
المحور:
الادب والفن
تأخذ عيونك من حياتي كل يوم نصفها...
كما أخذ حبك من عمري جله و ورده ...
ويبقى ما تبقى مني فوق أغصان شجر أرغان حبا عاصيا...
يعصر زيتا معطرا يجمل خدود العرائس...
تغزو بسيفك الصدئ حياتي العاجية كلها...
تعيد ترتيبها حسب قوانينك الدجلية...
تمحو الوانها وتجعلها رمادا يذوب بين راحتي..
أذوقها فلا مذاق إلا لعابك ...
ولاأشياء حولي أتعلق فيها إلا أوامرك...
و انا أستاء لكني عبادة فيك لا امانع...
أمضع لساني و أهديك عقلي سبحة...
اصير جارية عند نفسي المزدحمة بك....
الملتصقة بقضاياك و رهاناتك الخاسرة...
و اصير جزءا من نفسك المتسلطة ....
بعد كل الحروب ...لك النصر دائما أنت...
أما أنا فأبقى أسيرة كبرياء الأنثى,
و ما دونتَه في دفاترك الأثرية عن باقي النساء ...
تخرجني حافية الأفكار من قصر الماس ,
وتطرد كل الخدم...
تأخذني إلى أرضك وقرارك البور...
تقول لي نافشا ريشك :
أدخلي إنها الجنة
تقول لي شاهرا سيفك:
أدخلي حيث أنا و ربِك نرأف ,نحبك و نرضى...
ودخلت...
حيث لا مكان للحرير ....
و لا لزهو النهود...
لامكان للدلال ...
لامكان للشفاه ...و لا لحمرتها!
لا مكان لطفلتي...
لامكان لحليب امي في وطنك ولا خبز جدتي ...
لا مكان لخلوة عاطفية ولا للشيطان...
لا مكان للمكان في وقت يسيل دراهم
ندفع نحن ثمن سيلانه جزية بعد جزية ...
مثلهم أنت....
لا وقت عندك للدفئ والصور التذكارية...
لا وقت لديك لإعراب نون النسوة!
لم تعد تملك فؤاذا ولامهجة...
آه! شهريار ...يا أنت...
لم تعد تعرف أين يقع الضمير !
و حتى أنا بعدك لم اعد أنا ...
غدوت كالعقدة في حنجرة الطفولة...
لم يبقى عندي مكان لظفائرالدمى و دموع التماسيح ..
ضجرت منك..ومن ولائي لتقاليدك العمياء!
سئمت مني ومن صمتي,
وسئمت أكثر من مجاملاتنا ومشاجراتنا المكررة ...
ولم يعد ثديي يريد لمستك وصراخ نشوة...
بل إنه يريد قتل إله الذكورة ......
إنه يريد ثورة !
#جوري_الخيام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟