|
انتخابات اتحاد الغرباء في ذي قار
علي شبيب ورد
الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 09:25
المحور:
الادب والفن
لا يختلف اثنان على إن الأدباء من أكثر الناس ميلا للتحرر 0 لأنّهم يداعبون ارق المشاعر الإنسانية 0 ويحاكون في نصوصهم أصدق هواجس النفس البشرية 0ويدافعون في منجزهم الإبداعي ،عن نبل القيم وكونية المثل وعدالة الوجود 0 وعن حق الإنسان الطبيعي في حياة آمنة وعيش رغيد 0 وذلك من خلال خطاب معرفي ينتج في عوالم المخيلة المبدعة الخلاقة للأديب 0 وقد حاول الأدباء التجمع مثل غيرهم في كيانات متنوعة للدفاع عن حقوقهم المسلوبة أبدا من قبل السياسيين الذين درجوا بتأثير نفوذهم السلطوي على تحجيمهم ضمن خانات ورفوف مصالح الساسة ومضارباتهم النفعية 0 وكان إن برزت إلى الوجود اتحادات للمبدعين ومنهم الأدباء وفي كل دول العالم ومنها العراق 0 غير إن الدكتاتورية مارست فعلها الإجرامي في حرف اتحاد الأدباء عن دوره الحقيقي لا على المستوى المهني حسب ، بل على كل المستويات ، بغية تحقيق الهدف الأسمى للدكتاتورية ، وهو خدمة مصالحها القمعية 0 وآلية تحقيق الهدف تقوم على مبدأ التبعية الهرمية للمركز ( بغداد ) باعتبارها عاصمة السلطة الشاملة آنذاك 0 ويوما بعد آخر أخذ اتحاد الأدباء يكشف عن وهن آليات عمله 0 وعن لا جدوى وجوده كتجمع حضاري وإنساني يدافع عن حقوق مبدعين يشتغلون في حقل هو من أرقى ثمار الحضارة الإنسانية وهو الفن ومنه الأدب 0 فتحول إلى مؤسسة تابعة إلى مؤسسة القمع الأم 0 والمنضوون إليها تحولوا إلى غرباء 0 بسبب أنها صارت مرتعا للباحثين عن الوجاهة والحضوة لدى ذوي النفوذ 0 ومكانا لتبادل الألقاب والتزلف والإعجاب ، بالأبطال من اللاهثين وراء الجوائز والحوافز السلطوية التي ولى عهدها 0 واليوم وبعد التغيير 0 بات لزاما على الإتحاد 0 القيام بإدارة شؤون الأدباء على أساس فهم شامل وبناء للمتغير السياسي الجديد 0 فالحبيس تحرر من القمقم والنصوص ما عادت تذعن للرفوف 0 والبعيد عن المركز بات يرفض الإقصاء 0 والفدرالية في الثقافة قبل كل شيء مطلب حضاري وإنساني تفرضه المرحلة 0 الشمال اخذ حقه ثقافيا 0 غير إن الجنوب لم يأخذ حقه في الوجود الثقافي 0وهو كطائر عنقاء نهض توا من رماده ، فدعوه يطير بسلام 0 ففي الجنوب أيها الأحبة طفولة إبداع الكون 0 وفيه نطق الماء فلسفة الضوء 0 ومنه أشاع ذوي الرّؤوس السّود شريعة العدل والمساواة بين البشر 0 وفيه مزجت الألهة الأم الماء والدم والتراب ، فكانت الخليقة 0 وفيه ذرف أبونا آدم أول دمعة له بعد ( فضيحة ) التفاحة 0 الجنوب لا يطالب بحقه الثقافي ( انطلاقا من سفره السيادي كونيا ) فهذا لا يتفق والديمقراطية 0 بل يطالب بحقه الثقافي ( انطلاقا من سفره الميثيولوجي ) 0 باعتباره ينتج نصوصا تعبق بنفس أولى حضارات الكون 0 ومن حقه إن يحرر من حقول النفي والتهميش موروثه السابق 0 وان يفتح فضاءات أرحب لنتاجه الإبداعي اللاحق 0 وهذا لن يتحقق إلاّ بالسماح له في ترميم بيته الثقافي اجتماعيا وإداريا وقانونيا ، وبدعم من المركز ( العاصمة ) انطلاقا من الفهم الجديد لتحمل المسؤولية ( للمركز العام ) ونحن لا نرى في ذلك تقليلا من شأن أحد بل على العكس 0 إعلاء" لشأن المركز 0 لماذا لا يغرد طائر الجنوب في مكانه ؟! لماذا تحمّلوه متاعب الرحيل والهجرة إلى مواطن أخر ، تفقده بعض صفاء صوته ؟ لماذا لا نعدد مناطق البوح ، ونتخلص من المركزية المقيتة ؟ ما أجمل أغاني طائر القصب في أهوار الجنوب ، وما أرق نغمات طائر الجبل في الشمال ، وما أعذب تغاريد طائر البساتين في الوسط 0 دعونا نرمي ثقل تركة الفائت وراءنا ، ونقرأ بعضنا بعيون العصر لا بتوجيهات الهرم الجبرية 0 لنورق مهج احتفاء بنص جميل لمبدع قصي 0 ولننحني إجلالا لنص جديد مشرف لمبدع أخطأ سابقا 0 ولنشدو مع نص مشرق لشاب واعد 0 ولنقف معا ، وقفة فاحصة لما حصل في انتخابات اتحاد الأدباء ، أو بالأحرى ( الغرباء ) في ذي قار 0 الذين أهملهم اتحاد أدباء ( العاصمة ) أو ( الأدباء النجوم ) الذين يتقاتلون على الفوارق والأمتيازات الكبيرة ، بينهم وبين أدباء ( المحافظات ) أدباء الدرجة الصفر والغرباء أيضا 0 فلم يكلف احد أعضاء المكتب التنفيذي نفسه لتحمل أعباء السفر للإشراف على الانتخابات 0 لولا تطوع الأخ الأستاذ الناقد حاتم العقيلي عضو المجلس المركزي ورئيس اتحاد أدباء البصرة ( مشكورا ) للحضور صديقا مشرفا على الانتخابات 0 والذي أنقذهم من حرج الموقف في التهرب من تحمل عبء المسؤولية 0 والتساؤل التالي لا يزعج إلاّ النفعيين 0 إلى متى تظل العاصمة تهيمن على حقوق المثقفين في إصدار المطبوع وتسويقه 0 والنشر في وسائل الأعلام 0 وفي التبادل الثقافي 0 وفي غيرها ؟!! إن عقود التهميش والتعتيم الماضية 0 وتداعيات مرحلة ما بعد التغيير 0 ساهم في وأد الألفة بين الأدباء اجتماعيا وكتابيا 0 فما عادت وسائل إنجاز أنشطة اتحاد الأدباء القديمة تقنع الأدباء بجدواها لهم 0 إنهم بحاجة لاتحاد أدباء للمبدعين الحقيقيين 0 لا اتحاد غرباء للطارئين والموهومين 0
#علي_شبيب_ورد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أبطال ما بعد الحفرة
-
حرية الصحافة العربية
-
( قصيدة ( صيادون
المزيد.....
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|