ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)
الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 14:23
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مايحدث في الاحواز هذه الايام تاكيد جديد وواضح على فشل مشروع الاسلام السياسي في ايران ، فهذا المشروع الذي بدأ مع عودة الامام الخميني ( رحمه الله ) الى ايران من باريس مستثمرا حالة الغليان السياسي التي كانت تعيشها ايران أيام الشاه الاخيرة ، والتي قادتها مختلف الفعاليات السياسية وفي مقدمتها اليسار الايراني بمختلف فصائله والحركات القومية التي كانت تأمل بحلول جذرية لقضاياها في ضوء ماكان يطرحه الامام في باريس ومن حوله من الانصار وفي مقدمتهم ابو الحسن بني صدر من افكار عامة للحلول المستقبلية لمشكلات الشعوب الايرانية ، ومع وصول الامام لايران وسيطرة تيار الاسلام السياسي على مقاليد الامور تسارعت الاحداث فدفع اليسار ثمنا باهظا دفع مثله الليبراليون الذين عارضوا الشاه ، اما الحركات القومية فقد تم تجميد مطالبها اولا تحت مسميات اسلامية ملتبسة ( الحل الاسلامي ) رغم ان الامام نفسه ظل متمسكا بقوميته الفارسية وهناك اكثر من دليل على هذا فقد رفض رفضا قاطعا تغيير اسم ( الخليج الفارسي ) قائلا لمطالبيه انه لن يتحمل مسوؤلية تاريخية في التلاعب بالجغرافية الايرانية ، كما انه ظل متمسكا بالحديث مع ضيوفه بالفارسية ويذكر الصحفي المعروف اريك رولو هذه الحقيقة عنه حين زاره في بيته اول ايام الثورة قائلا ( كنت احدثه بالعربية التي يتقنها واتقنها انا وكان يجيبني بالفارسية فاستعين بالمترجم ) ، وانتهى المشروع السياسي للامام بالطريقة المعروفة ، هرب اقرب النس اليه بني صدر واصبح معارضا في باريس بعد ان وصل الى طريق مسدود مع المعممين ، واحتجز منتظري في بيته عدة سنوات ، ضرب الحزب الديمقراطي الكردستاني مباشرة وبالواسطة ، واغتيلت قيادته التاريخية المتمثلة بالباحث الدكتور عبدارحمن قاسملو ورفاقه ، وضربت الحركات القومية الاخرى ومورست معها سياسات لاتختلف كثيرا عن ممارسات سلطات الشاه المخلوع اذا لم تكن أسوأ منها أحيانا ، اما القضايا الاساسية الاخرى (البطالة ) و ( الفساد ) و ( مشكلة الحريات ) فقد تفاقمت الى الحد الذي وصل بمواطنين ايرانيين الى تغيير ديانتهم للحصول على تسهيلات من جماعات دينية اخرى لاغراض اللجوء والهجرة وهو مالم يحدث ايام الشاه وقد التقيت شخصيا بايرانيين فعلوا هذا بعد ان كفروا بسلطة المعممين والتضييق على الحريات الشخصية في ايران .
لقد فشل الاسلام السياسي الشيعي في ايران في حل مشكلات الجماهير الاساسية ، وفشل الاسلام السياسي السني في السودان ودفع البلد الى المشهد الذي نعيشه اليوم ، التجربتان استثمرتا الدين الاسلامي للوصول الى السلطة ثم مارستا كل مايدينه الاسلام كدين بحق مواطنيهما فوصلتا الى طريق مسدود.
ان حركات الاسلام السياسي خارج السلطة التي تطرح اليوم مشاريع تؤكد التعددية والالتزام بالحريات وحقوق الانسان مطالبة اليوم أكثر من اي وقت مضى بالخروج عن صمتها وتقييم التجربتين بتجرد وعمق ومصداقية وبعيدا عن منهجية ( انصر أخاك ظالما او مظلوما ) التي مارستها العروبة السياسية فسلمت العراق لقمة سائغة للاحتلال !!
وتحية للاحوازيين في انتفاضتهم الجديدة القديمة لتحقيق مطالبهم الوطنية المشروعة
#ليث_الحمداني (هاشتاغ)
Laith_AL_Hamdani#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟