أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)














المزيد.....

مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)


سلام كاظم فرج

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 01:37
المحور: الادب والفن
    


مأزق البطل في رواية ( الخلوي)
لتوفيق حنون المعموري..
( الحرية بالإكراه !!)..
سلام كاظم فرج..
يكاد القاريء لرواية( الخلوي) للأستاذ توفيق المعموري يخرج برأي قاطع إن الراوي العليم هو الكاتب نفسه...
وذلك يرجع الى كم الصدق في تناول ثيمة العذاب في رحلة طويلة بدون جواز سفر من العراق الى الاردن وقطع الصحراء بمساعدة دليل احترف مهنة تهريب من ضاقت بهم سبل العيش في بلدهم الغني العراق لاسباب تتعلق بالحصول على وظيفة او هروبا من مضايقات السلطة لاسباب تتعلق بالحرية.. حرية الفكر وحرية العيش.
و(الخلوي) إصطلاحا يعني من اضطر إلى السكن في بلد غير بلاده بدون جواز سفر وبدون موافقات رسمية بالاقامة والعمل.. وهذا ماكان عليه بطل الرواية (حازم ..) حيث استقر في الأردن وهو العراقي ليعمل في مطعم بسيط كعامل خدمة رغم حصوله على شهادة البكالوريوس في قسم اللغة الانكليزية..
ولم يكن سفره الى الاردن بالأمر الهين فقد تخللته صعوبات ومجازفات ومرارات لا تخطرببال . سطرتها يد كاتب قدير . وكانت الرحلة تضم مجموعة من الشباب العراقيين الذين ضاقت بهم سبل العيش في بلدهم الغني والذي بددت ثرواته مغامرات طائشة وحروب مستمرة طالت اكثر من جيل.. ولم يكن استقراره اسهل من سفره فقد احتاج اياما من المعاناة والمطاردة ليستقر في غرفة بسيطة ملحقة بالمطعم الذي يشتغل فيه..
ما يهمني في الرواية ثيمة ( الحرية ..) الحرية التي كان ينشدها البطل وإشكالية التمتع بها. او العيش في ظلها.. فالرواية قد تناولها الناقد صباح محسن الجاسم بالشرح والتحليل ولم يبق لي الا البحث عن موضوعة مغمورة في عمق النص الذي تجاوزت صفحاته اكثر من المائة صفحة من الحجم المتوسط.. تلك الموضوعة تتعلق بجدلية الحرية وفهمها وممارستها . وهل يمكن ان تكون هناك حرية بدون (وطن ) يعترف بك ويمنحك حقوقك في العمل والعيش والحب والتفكير ..؟؟؟
وإذا كانت الحرية التي يريدها جان بول سارتر اوسع بكثير من الحرية ( المتواضعة ) التي طمع بها حازم والتي تتلخص بلقاء محبوبته الاردنية( بسمة) في بلده العراق.. فلقد عبر الاستاذ المعموري الى اكثر الضفاف التهابا في التنبيه الى افتقاد العراقي الى أبسط مقومات العيش الكريم. بما هو أمر من العبودية بدرجات.. حيث ليس ثمة أمل الا بالهروب.. الهروب من صحراء الحصار والقمع والعسف في العراق الى جحيم الغربة والتشرد والحرمان في الأردن.. ورغم اللقطات الانسانية التي وفرتها طيبة اردنيين شرفاء احتضنوا البطل الا ان كل ذلك لم يوفر ما يمكن ان يوفره العيش في الوطن . وهنا تكمن معضلة فهم الحرية بلا وطن.. حرية بالاكراه تجعل من نظرية سارتر عن الحرية ترفا بل ضربا من العبث واللامعنى. فبينما يرى سارتر ان من متطلبات الحرية ان يكون المرء على قدر كبير من الامكانيات تتيح له ان يكون شبه إله. لا تحد حرياته حدود.. وتصل حدود حرياته على امتلاك القدرة على ان يبتدع لنفسه اية طرق يشاء وله القدرة على ان يكون غير الذي كانه او ما هو كائن فيه في اية لحظة وفي اي زمان ومكان.. نجد ان حرية حازم المطلوبة تكمن في قراره الحاسم ( والحازم!!).. في العودة الى العراق في نفس تلك الظروف. بمعنى ان يعود الى الجوع والاضطهاد والقهر وربما السجن والموت . ومفارقة فتاة هواه ( بسمة ..) التي شاءت الاقدار ان يعشقها وتعشقه .. الى درجة الهيام.. وهو على تلك الحال من عدم امتلاك اوراق سفر رسمية.. قراره الحازم في ترك بسمة معلقة دون وعد. ( لأنه لا يملك الغد. ولا يملك القرار. القرار الوحيد الذي يمتلكه العودة من ذات الطريق الذي سلكه.. العودة عن طريق التهريب مقابل ثمن.. وليس في البال سوى ترنيمة يرددها وهو محشور بين صفائح السمن واكياس الرز القادمة الى العراق .. بيتا شعريا لبدر السياب ( فالملتقى بك. والعراق على يدي,, هو اللقاء..)
يا لهذا العراق!!. كم سياب شردته ياعراق. وكم سياب اغترب ومات. !!.. ومات قبل ان يتذوق معنى الحرية سوى بالكلمات.. او حرية اختيار السجن او الموت..
ولكن..( في العراق ...)..
رواية الاستاذ توفيق حنون المعموري لا يمكن ان تمنح نفسها بسهولة ففيها اكثر من ترميز واكثر من ثيمة.... لم يسلك المباشرة في شتم النظام الدكتاتوري القمعي او سنين الحصار.. لم يشتم احدا.. لكن. روايته تستحق ان تكون وثيقة ادانة دامغة لكل من تسبب في ذلك الضياع وتلك الحرية بإلاكراه. حرية ان تموت جوعا ورعبا ومعاناة. رواية تستحق اكثر من وقفة. لغة عالية. شفيفة.. امتزاج الرومانس بالواقع.. شخوص من لحم ودم.. عراقيون واردنيون. فيهم الطيب والشرير والبين بين.. قصة حب ترمز لتخطي الحب كل حواجز التاريخ والجغرافية.. لكن.. الوطن يبقى موضوعة لا تقبل المساومة عند المعموري .. ورغم مسحة اليأس والتشاؤم التي غلبت على النص. لكن كانت ثمة مساحات شاسعة للأمل .. أمل بوطن يكون فيه العيش ممكنا والحرية ممكنة والعدالة ممكنة .. وطن يستبدل الموت بالحياة لا العكس..



#سلام_كاظم_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجلات ميتة ... قصيدة نثر
- إنطباعات عن الفلم الكردي (نصف قمر )
- عن الوردة ثانية وثالثة ورابعة (قصيدة نثر..)
- وجهي القديم , قصائد نثر
- قراءة في مجموعة قصصية
- إقتياد الحروف الى المعنى
- وعن حلبجة تحدثنا
- قصيدة نثر, لانثر شعري
- إشكالية مستحقات شركات التنقيب عن النفط في كردستان العراق
- أسوأ من غريب كامو
- مابين ( استير وجبير) خاصمتني القصيدة.....(مقاصة..)
- انا وجريدة التآخي ( ذاكرة صحفية)
- بلا ورد.. بلا أزهار
- فوضى السرد الخلاق
- الكاشيرة
- قراءة انطباعية في مجموعة انمار رحمة الله القصصية ( عودة الكو ...
- قراءةإنطباعية في مجموعة فاطمة الفلاحي الشعرية....رسائل شوق.. ...
- قصص ليست بقصص لكنها قصيرة جدا
- نداء الى المثقفين العراقيين ..
- مدان في مدن وعقدة الشعور بالاضطهاد


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام كاظم فرج - مأزق البطل في رواية توفيق حنون المعموري ( الخلوي..)