أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البيت المندائي أشعل قلب الوردة بالحب















المزيد.....

البيت المندائي أشعل قلب الوردة بالحب


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 08:39
المحور: الادب والفن
    


أنر بضوء الآس أمنياتي أنا السمك الطيب ..منذ بدء ريح التكوين وروحك تخط بالقلم قصيدة الحب ونجمك يسطع فوق البيت مثل عبارة عم يرشدنا الطريق إلى الجنة ..
وبالخيال وبذهب المثقال صغنا دموع أمهاتنا قلائدا وعباءات ..
كل مندائية حلمها جنح بطة . وكل بطة خفقة موج ..وكل موجة رسالة عشق تكتب في أوتاوا ويقرأها أهل الكحلاء والناصرية ..
قرأنا كنز ربا وعرفنا طريق النهر وطريق الضوء ونسجنا قمصان الرستة بيضاء كقبلة أم فقدت مندائيتها في ساحة حرب بجبل الكرد أو في قصب الهور أو من وحش تطرفت به همجية الذئب فصار يبحث عن خيال يوسف في دمعة يحيى ..ويحيا منشغل في تعميد روح القدس وروح القدس تبعث أشواق الأديرة والأبخرة إلى ليل ميسان . هناك كانت لنا زيتونة غفا تحتها زيوا وقرب رأسه أنشد العراق المندائي :
موطني ..موطني ..سالما منعما ..وغانما مكرما ..موطني..
قرأنا وصايا يحيى ..
عمرنا مثل بطيخة ورغيف خبز وشمعة لم يذب حزنها بعد ..
في الطيف القدسي رأيتك تمشي حافيا إلى أضرحة الأجداد
تلبس الرستة وتعد الغداء الروحاني وتغني لجنوب أعذب من نغمة كارمن
تتألق كما قلب المعنى
تصف الموصوف بشدو أعذب من لحظة وصل بين الطين وبين الوردة
طيب كما رغيف الشعير في المساء المطير دعانا الكاهن لنحتمي في قلبه فالدنيا برد وأميرتنا هيفاء تطل من نافذة الورد لتقرأ في القداس جمال الحب والكتب .روحك لاتشبه روحي لكن جروحك مثل جروحي...
سوية على أريكة مقهى في ضفاف الفرات السومري شربنا الشاي وعزف القمر بأحلى ناي سمعته أوربا فقررت أن تتحد وتعطي للمندائيين دولة وحمامة .
بين عطرك ونحرك وقبرك وقلبك وربك مددت جسدي أتوسد بارقة أمل نورانية كي تعيدني إلى وطن الماء والسنونو ..
في الناصيروثا وهي فلسفة الديانة المندائية قول يبعث على المسرة :

هذا فضاء يشبه ليلة العرس . أطراس لوصف يشفع في الرغبة مداولة الذهن من أن الخالق معنا حتى في يقظة تدوين رسالة حب ، هو مشع كموقد خبز يسير بموكبه القدسي إلى قرى الطيب فلا يترك غريب إلا وأطعمه التمر والفلسفة وعلمه إنشاد هواجس حلم المندائيات لهذا تراهن يتقلبن كما الحمامة على وسادة عش القلب فنطير من الفرحة والمزحة وموسيقى بيتهوفن .
كم من القبلات ننجب كي نصنع منديا واحدا وجوقة مؤمنين ؟
كم من الورد نشم حتى نصنع قرى من دون مذابح وتأريخا روحانيا يؤطر دمعة إبراهيم بمعنى التكوين ؟
كم ....كم ..كم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يسأل المندائيون أجفان الكاهن الممددة على سواد العين
فتجيبهم دموعه
بعدد قبلات أم مندائية
يسأله قلبي .وكم عدد قبلات الأم المندائية ؟
يرد بشفتين ضاحكتين كعصافير سدرة بيت في الفريجية
بعدد سكان الصين مرتين !
تلك البهجة ما عادت موجودة مثلما كانت
ورغم هذا يقول العم أبو نبيل : علينا أن نعيدها على ضفة النهر وقت التعميد مرة أخرى ..
مرة أخرى وأخرى وأخرى
متاعنا طفولة أرق من نسمة
وعبيرها رائحة التراب ووسائد نومة فوق السطح
كان الصباح المندائي يشق فسحة الفجر بصلوات القلب < الناصورايي > فتتعلق أشواقنا بخد النجمة
ومن يتعلق بخد نجمة تعطيه السماء تعويذتها
هذا يعني أننا جميعا مصنوعين من تعويذات
فسلاما له وله الشكر ..
الطيب ، الغارق في أدق تفاصيل لحظة تعميد التلميذ
لقد أشرق بروحه ونسى عذابات جروحه
كبير هو مثل تفاحة هبطت بمعنى الخلق مع آدم الذي قال لنا أنتم من بعض رحيق الوردة فشع النور في بيتنا وأستقبلنا نعش شهيد الطائفة
أولا وثانيا وثالثا والى ما شاء للحرب أن تبقى ولكن في النهاية سيبرق لنا عبد الجبار عبد الله جملته الشهيرة ألبسوا المعاطف وأمسكوا المظلات فسيمطر حزيران بعد حين مطرا غزيرا
وسيباركه زيوا ويحيا ويسوع لأنه صار رئيسا لجامعة بغداد
روح المندائية وروح الفلك واحدة
روح المندائية وروح آدم واحدة
روح المندائية وروح نوح واحدة
روحك وروحي يا حبيبتي واحدة ..
هم كتبوا هذا في ألواح الرصاص
ونجن كتبناها في ألواح الذهب
غير أن بريق الرصاص ظل أكثر بهجة لأن روح الأجداد فيه
عبرنا إلى الشاطئ الآخر نسأل عن مرسى سفينة
فوجدنا المندائية الطيبة أمينة تطبخ هريسة للحسين
سألناه اهو الحب ؟
قالت : نعم وجورة المسلمين ..
هكذا هو شوقك أيها العم الطيب
قلبك مثل هواء الغابات معطر بموسيقى الشجر وروح الآس وتعاليم الدين الثمين
قلبك مثل صحن القيمر وسطور الدفتر وقيثارات ليالي سومر
قلبك معبر
يخلصنا من الثلوج الاسكندنافية والكندية والإنكليزية ويعيدنا مشيا على الأقدام إلى الوطن
نغني للقطارات وللحبيبات وللمساءات
أناشيد من فضة ولهفة
من يسمعها يبكي وينام ..
< نمنا على السوباط وقت المغربية
غنى لنا الشبوط لحن الناصرية
أرجع وأرد أردود وعينك عليه
وبكل صباح وليل وجهك ضوية
ولمن يهل أسهيل بنوره البهية
أسمع ونين الروح من أم صبية
وقتها أوربا تصير دمعة
وحزني صحن رز
وبيتي كله سمك بنياً >
هذا هو البيت المندائي يا عمنا الطيب ..تلك روحه الموشحة بالحنين وبذكريات الوطن وتعاليم الأجداد..
نحن ولدنا كي نوصل الأمل بالقبل والقبل بروح الضوء والضوء بدموع حبيباتنا وحبيباتنا بباب المندي والمندي بقلب الله ..هكذا ينبغي أن يكون الأمر ..من شجن الروح يصنع الخبز وشهادة المدرسة والانتماء إلى الحزب ، هكذا ينبغي أن يكون الأمر وإلا سنرمي الذكريات في خانة الحزن ونمشي صامتين إلى المنفى كمن فقد ثوب الرستة قبل التعميد بلحظة ..
هو البيت يا عمنا ..صورة الوجود الموجود وعطر المعمدان يوحنا . يغسله بماء قلبه ويشفع لنا في العلا إنا ترك الفرات جبرا وغسلنا بماء الحنين وجه دجلة قسرا ..
ستبكي الطيور وتمضي الدهور ويكبر الرضع ويئن المولع غير أن وجه الصاحب المصاحب سيبقى مشعا بنور الانتباه إلى الذين كانوا يجوبون مدن الماء وبقلوبهم رحمة النور أجدادنا الغارقون في الصباح والمساء كما يغرق الماء في طين دهلة بين شدو القراءة والتطريس بنينا بيت القصب الأخضر وقلنا هذا مندينا لنصلي صباح مساء ولنشعل للقادم كل الأنواء ولنغني للحب المندائي أحلى غناء ولنرقص في صحو الموج وصحو الأشياء فالروح تقرا وتحب وتموت من العشق ..
بيته صار بيتنا ونوره غسل عنا غبار الطرق البعيدة ..
عطر وردته نسمة في القلوب الوحيدة .
عاطفته كتاب الوصايا الرشيدة ، حكمه تسري في الشريان قطرات ضوء الماء ، في ثوبه الناصع كوضوح الجملة في كنز ربا يقرأ المستشرقون فكرة التكوين المشرقي لقد كان يمشي بجوار الماء وعيناه تنظر إلى الشمس كان يقول لها أشرقي ببركة الواحد في صباحات قرى المندائيين فهم يدركون معك السر والمسرة كان يعمد كل الموحدين بماء رغبتهم أن يكون الصفاء نشيدنا ونحن نمشي إلى سدرة البدء حفاة وعراة وصامتين كان المندائي الأول يستبشر برؤياه فيجد روحه معلقة مع كتاب ونبي وموسيقى عندها نحتفي بالرقاد إلى الماء ونعمد أحلامنا ببركاتهم أولئك المنصورين بالنصر والعابرين على جنح الظهر واصلي الشروق بالغروب ومكتملين في الليل الجنوبي عند دعاء الكاهن وهو يصحب ضوء النجمة إلى قلبه هناك سنرى ملائكة النور وهي تسجد للواحد ربنا الذي فوق يراقبنا بالمشيئة ونسجد له بالمشيئة ونحبه لأنه الخالق ونحن جمع من مخلوق ..
المندائيون المتوارثون لمحبته الساعون لرغبته يقودهم حلم الرغبة والشجن الضوئي وبعض من لوحات موسى العابرون إلى الشرق بمراكب سومر وما قبلها الأزليون كما نور من موج الماء يصعد للقصب البري ويغني للمد القمري أناشيد الصبح الدهري هم أولى منا بكل شيء ..
لهم البيت ولهم الوردة ونحن لنا سوى طاعتهم وتلمس بركاتهم وتسلية بهجة التعبد لديهم
أولئك الجوالون الساعون إلى المسعى بناي وعنق طير لهم ملواشة أرواحنا ولهم أفراح أعيادنا ولهم بنجة الخليقة المتثلاثة في عرف التكوين سعداء بمقدمهم ونحزن عندما يغادروننا غير أنهم يسبقونا إلى المجد والحياة أولئك سكنوا بيوتنا قبلنا نرحل وهم باقون يحرسون أطياف طفولتنا ويسقون سنادين الورد بدموع أمهاتنا ومهما اغتربنا سيبقون هم محافظون على أزل الديانة وأمكنتها هم عطفنا الدائم وشوقنا القائم وهم تعويذتنا والتراتيل وفي صباح الخلق الروحاني تطرسهم رغباتنا بتواصل فنجدهم مثل موجة تولعت بشوق الشطين يمسكون القصبة والطائر وجرة الماء ويكرسون لحظة الشوق لمجدنا نحن الذي أخذنا من تعاليم يحيا حب الله ..
المجد لهم لأنهم بقوا في البيت متواصلين من الطائفة والذكريات ..
يسعون لتبريك البركة بالمباركة وهو ما يدعيه المتصوفة بتلوين العشق بسماء التكوين وتسخين البارد بالتنجيم عاطفتهم شدة ضوء وورد وأدعية نبارك فيهم صحوة البقاء ونغسل ثيابنا بمحنة السفر وعندهم سنجتمع ذات يوم من أوتاوا حتى قرى الكحلاء من مالمو حتى شمس سوق الشيوخ من ديترويت حتى معطف السياب ستظل روح الوطن المندائي تلبس جنوب الله عشقا نورانيا أزليا وسيظل عطر سومر يوقظ إحساس المندي بشهقة الآس والقرطاس..
به سنكتب رسالة عودة إلى وطن مبارك وروح رائعة ..
بيتك المندائي أشعل قلب الوردة بالحب
وأنت أشعلتني بفراقك
أمي قالت ذلك
وأغمضت عينيها إلى ما شاء الله ..
أور السومرية في 17 ابريل2005



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاهوار ذاكرة البط والميثولوجيا ..الحرب
- غاليلو يتأرجح من بندول ويتصل بالهاتف المحمول
- السابح في العطر
- ماتخيله ماكس مالوان في مقبرة أور المقدسة..محاكاة لعودة الأنك ...
- يوم تولد الشمس علينا أن نفطم القمر
- لتفاصيل السرية للحظة موت أبي
- تصور بنزرتي لموت روائية وأميرة
- أناشيد مندائية ..عندك يتوقف رقاص الساعة وينسى العالم أوجاعه
- المندائية ..(الماء والطهارة والأيحاء )..المدونات أتموذجا
- رسالة انترنيت الى القديس البابا يوحنا الثاني
- .. بابا من الورد ..بابا من الآس ..بابا من خبز العباس
- كيف تولد الأعنية .. الطور الصبي أنموذجاً
- أغنية البرتقالة ومدينتنا العزيزة دبي
- مكاشفة الروح الكبيرة للروح الصغيرة..ايها الولد للآمام الغزال ...
- !تضاريس وجه المونليزا ..( مقاربة حسية مع وجه الوردة )..ا
- .. بعد فيلم آلام المسيح لبيل جيبسن..من أصلح لعمر الشريف ..دو ...
- الفنان أحمد زكي ذاكرة مصر السمراء وفرعونيتها المدهشة
- الشعر يرثي مشهد قتل وردة ..
- ذكريات رواقم حوض بنجوين
- أور المدينة التي ولد فيها إبراهيم الخليل ع


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - البيت المندائي أشعل قلب الوردة بالحب