أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - ضُعفٌ وهَشاشة














المزيد.....

ضُعفٌ وهَشاشة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 11:42
المحور: المجتمع المدني
    


مراتٍ عديدة ، شوهِدتُ مُتلبِساً بالدموع تنزلُ من عينَي .. لاسيما وأنا أتابع بعض الأفلام أو أستمع الى أغانٍ ، أو حتى حين أقرأ كتاباً أو رواية أو شعراً ! . فعائلتي ، بجميع أفرادها ، إكتشفوا مُبكراً ، أن خلف " قناعي " الصارم .. يكمنُ إنسانٌ هَش ... وأصدقائي المُقربين أيضاً ، يعرفون مدى تأثُري في الكثير من المواقف ، وان وراء العصبيةِ الظاهِرة ، يختفي إنسانٌ ضعيف ! . في شبابي المُبّكِر ، طالما أبكًتْني ، المواقف الشجاعة ، لأبطال الروايات السوفييتية الخاصة بالحرب .. ولا زلتُ لحد اليوم ، أستمعُ للأغاني الفلسطينية الثورية ، وكيف ان أيلول الأسود ، جَعَلتْني حاقداً على المَلكِية الأردنية .. وكيف ان الفدائيين ، خاطبوا الحُكام العملاء : " .. ياجّلاد صبرك صبرك .. قّرَب ينتهي قبرَك .. " . بكيتُ من الاعماق ، حين قتلَ الصهاينة الفاشيست ، الطفل " محمد الدُرة " . حتى الأناشيد القومية العربية ، كانتْ تؤثر فيّ " .. ياهذهِ الدُنيا أطّلِي وأسمعي .. جيش الأعادي جاء يبغي مَصرعي .." . بكيتُ ورقصتُ طرباً ، حين حّطمَ الجيش المصري الباسل خط بارليف وحرّروا سيناء .
قد يستغربُ البعض ، لحقدي الكبير على صدام ونظامهِ الفاشي .. لكن هؤلاء كما يبدو ، لايعرفون ماهي " الأنفال " وكيف دَفِنَ عشرات الآلاف من الاطفال الأبرياء والنساء والرجال ، أحياء .. نعم دُفِنوا أحياء في مقابر جماعية في طول البلاد وعرضها .. ليستْ هذه مُبالغة .. ولقد قابلتُ العديد من الناجين من المذبحة المُرّوعة . خمسة وعشرين سنة مّرتْ .. ولا زالتْ دموعي تنزل مدراراً بين الحين والحين ، حين أتذكر ضحايا الأنفال وحلبجة . لطالما أبكَتْني أغاني " تحسين طه " و " شفان بروه ر " .. الفاضحة لجرائم النظام الصدامي ، والداعية الى المقاومة والثورة .
لا أعرف أحداً بصورةٍ شخصية ، من ضحايا معركة العار في " بشت آشان " .. لكن تذّكُر ما حدث ، يهُزني .. فيا لكذب ونفاق ، المُدّعين للنضال والثورية ، وهُم يقتلونَ بِدمٍ بارد ، عشرات من أنبل الرجال والنساء ! .
............................
نعم أيها السادة .. قررتُ منذ اليوم ، ان لا أخجلَ من البُكاء .. كنتُ أخفي إنفعالاتي ، أستحياءاً من الآخرين .. لكنني أقول الآن بملأ الفم .. ان ذلك الإخفاء ، هو أيضاً نوعٌ من الكذب والنفاق .. لن أخجل بعد ، من إظهار دموعي ، حين أتأثرُ بِعُمق .. ما دامتْ هذه الدموع صادقة وعفوية .
حين يُغني " شفان به روه ر " ، ( من بيرا ته كريه ) .. حين يزيد مارسيل خليفة من إبداع محمود درويش ، فيغني ( أحنُ الى خٌبز اُمي وقهوة اُمي ) .. حين يصدح الشيخ إمام ، ويُغني من كلمات أحمد فؤاد نجم ، للفقراء والمُعدمين .. نعم .. أبكي .. حين تَمُر ذكرى مقتل الشاب الجميل البرئ سردشت عثمان .. وكامل شياع وهادي المهدي ... الخ .
بل .. ان عودة طفلٍ تائه أو مخطوف ، الى أحضان أمِهِ ، في أحد الافلام .. تُبكيني ! ..
أُعلنُ ضُعفي وهشاشتي .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض القَساوة
- التعبُ من فعلِ لا شئ
- ملاحظات على نتائج إنتخابات مجالس المحافظات
- العراقيين .. والخيارات الضيقة
- إنتخابات رئاسة أقليم كردستان
- تصعيد خطير في - الحويجة -
- اللعب بالشعوب والأوطان
- سَفرة ربيعية ، للشيوعيين وأصدقاءهم
- - السارقون - في دهوك
- مبروك .. عيد الأربعاء الكبير
- النتيجة .. قبل الإمتحان
- لا صوت ولا رائحة
- هل الناخب العراقي مُجّرَد سَمَكة ؟
- إنتخابات المحافظات / صلاح الدين
- - الفساد الإنتقالي - في العراق
- الوضع العراقي و ( اللواصِق )
- التمدُن والنزاهة ، مُقابل التخلُف والفساد
- - الأجنبي - أحسَن
- ( دالغة ) نفطِية
- يومٌ حزين للصحافة العراقية


المزيد.....




- غزة: المجاعة أصبحت ظاهرة واضحة في القطاع
- لبنان يعلن استعداده لوضع خطة بالتعاون مع السلطات السورية لعو ...
- الأونروا: النظام الصحي بغزة يتعرض للهجوم منذ بدء الحرب.. ويج ...
- محمد الحسان: العراق وصل إلى مرحلة لا يحتاج فيها بعثة الأمم ا ...
- الأمم المتحدة قلقة من غارات إسرائيل على المدنيين بلبنان
- الأمم المتحدة تصف الوضع في غزة بالجحيم وتحذيرات من كارثة بال ...
- عاجل | الداخلية السورية: القبض على رئيس فرع التحقيق السابق ب ...
- في يوم الأسير.. 63 شهيداً وأكثر من 16400 حالة اعتقال منذ 7 ...
- مجزرة المسعفين برفح.. أراد الاحتلال طمسها وكشفتها الأمم المت ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات و تفجير المنازل في الضفة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - امين يونس - ضُعفٌ وهَشاشة