أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟














المزيد.....

تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تساءل الرئيس أوباما مستغربا بعد تفجيرات بوسطن قائلا " لماذا لجأ هذان الشابان اللذان نشأ ودرسا هنا فى مدننا وفى بلادنا إلى هذا العنف؟". سؤال أوباما منطقى جدا لو كنا نتحدث عن الإرهاب العادى وليس الإرهاب الايدولوجى. الإرهاب الجهادى هو إرهاب ايدولوجى ليس له علاقة بالمنطق أو بالأسباب أو بالعقل، هو إنعكاس لجنون الكراهية الايدولوجية، وفى هذه الحالة يصبح سؤال أوباما مؤذيا لأمريكا لأن مثل هذا التفكير والتشخيص الخاطئ لطبيعة هذا الإرهاب ستقود حتما لحلول خاطئة تطيل عمر هذا الإرهاب فى أمريكا. لم يتسائل أوباما عن عدد العمليات الإرهابية أو المحاولات الجادة لعمل إرهابى والتى تمت فى عهده، وهى وفقا لرصد برجريت جبريال رئيسة اكت فور أمريكا هى 226 عملية إرهابية منها 186 عملية تورط فيها مسلمون فى أمريكا بنسبة 82%،أى أنه اقل من 1% من سكان أمريكا تورطوا فى أكثر من 80% من العمليات الإرهابية، وأغلبهم لم يكن ينقصه شيئا فى أمريكا. خذ مثلا الاخوان تسارناييف جاءوا إلى الولايات المتحدة وعمرهما على التوالى 16 سنة و9 سنوات،أى فى سن يمثل اخصب فترات الاندماج والتفاعل مع المجتمع الجديد، وحصلا على تعليم مجانى فى أرقى المدارس والجامعات، وتزوج الشقيق الاكبر من فتاة أمريكية جميلة وحولها للإسلام وانجبت له طفلة عمرها ثلاث سنوات، وكانت تعمل وتنفق عليه،أما هو فكان يمتلك سيارة مرسيدس ولا يعمل بل يحصل على معونات اجتماعية من الحكومة وكوبونات الغذاء ومعونة خاصة لكونه يتدرب على الملاكمة. شاب فى فورة الرجولة يجلس فى بيته رافضا العمل متسكعا بين المواقع الجهادية وزوجته والحكومة ينفقان عليه!!!!.
إن الإرهاب الايدولوجى يسقط كل النظريات الكلاسيكية، وفى حالة الشقيقان سقطت فروض كثيرة، سقطت نظرية الاندماج وبوتقة الانصهار، فرغم سنهما الصغير واجادتهما للانجليزية إلا أنهما فضلا الانعزال فى جيتو نفسى جهادى يعادى المجتمع. وسقطت نظرية الاحتضان، بمعنى أن يتكفل المجتمع الجديد بتوفير كل سبل الراحة للوافدين، وقد حدث ذلك مع الشقيقين ولكنهما أمام قوة غسيل المخ الايدولوجى لم يشعرا بأى أمتنان للمجتمع الذى قدم لهم كل سبل الراحة.وسقطت نظرية الأسباب السياسية للإرهاب،فأمريكا لا تعادى الشيشان بل على العكس تقف فى صفها ضد روسيا ودائما تدين التقارير الأمريكية المختلفة العنف الروسى المفرط فى الشيشان.وسقط نظرية عزل الإرهابيين جغرافيا، فالاخوان تسارناييف اعتنقا العقيدة الجهادية عبر الأنترنت، وتعرفا على شيوخ التطرف من استراليا إلى اليمن إلى افغانستان إلى بوسطن من خلال الشبكة العنكبوتية عبر ما يسمى بالإرهاب المعولم. وسقطت نظرية الهاء الإسلاميين عن الغرب بإشراكهم فى الحكم كما حدث فيما يسمى الربيع العربى، فلم تمضى ساعات على العمل الإرهابى فى بوسطن إلا وخرج عصام العريان يبرر هذا الإرهاب بهجوم الغرب على مالى، وبعدها بيومين تم تفجير سفارة فرنسا فى ليبيا وكأنه كان يعطى إشارة التفجير، وكأن سيطرة جماعة إرهابية على مالى هو عمل مشروع فى فكر عصام العريان وشركاءه الايدولوجيين. وسقطت نظرية الثأر من أمريكا، فلم يكن هناك ما يدعو الشقيقان للثأر من دولة هما اختاراها هربا من جحيم الحروب الاهلية فى بلادهما. وحتى الغرائز الإنسانية الطبيعية سقطت أمام هذا الإرهاب الايدولوجى، فكيف يتسنى لأب طفلته لا تتجاوز ثلاثة اعوام أن يقترف هذا العمل الإجرامى وهو يعلم أن هذا العمل سيقوده حتما إلى الموت أو السجن؟، لماذا لم تتحرك لديه مشاعر الابوة ومسئولياتها مثل البشر الطبيعيين؟.
كل الافتراضات المنطقية والعقلانية سقطت إذن أمام ايدولوجية التكفير والكراهية وتدمير أعداء الدين كما يراهم الجهادى، وقد لخص احد قادة تنظيم القاعدة هذه الاستراتيجية بقوله " إذا قام خصمك بتغطية خده الأيمن فاصفعه على خده الأيسر، هى استراتيجية من الف وجه لجعل عدوك ينزف حتى الموت"،ما هو العدو فى فكر هؤلاء؟ كل ما هو غير مسلم هو عدو فى فكر هؤلاء الإرهابيين يتلذذون برؤيته ينزف حتى الموت. يا له من مبدأ عدمى وسلوك متوحش!!.
لقد جاء سيد قطب إلى أمريكا ليدرس فاعتنق فكر الجهاد وعاد كارها لنفسه ولكل شئ وساهم فى نشر ايدولوجية الموت، وجاء محمد مرسى إلى أمريكا للدراسة ولم يتعلم شيئا من الحضارة المعاصرة بل على العكس اعتنق أفكار سيد قطب فى أمريكا وعاد إلى مصر قطبيا متطرفا، وجاء سعيد النجار وإبراهيم شحاتة وإسماعيل سراج الدين ومحمد العريان واحمد زويل فتفاعلوا مع مجتمع متقدم واندمجوا فى النادى الإنسانى واصبحوا نجوما عالميين يشار لهم بالبنان.فأى من هذه النماذج يستحق أن نقدمه لأبنائنا محمد العريان أم محمد مرسى؟.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطر تقرير عن علاقة الاخوان بتفجيرات بوسطن
- حقيقة هجرة الأقباط إلى إسرائيل؟
- المحبة اقوى من الغضب
- عشر سنوات للحرب على العراق: هل فشل النموذج الأمريكى؟
- مؤتمر المواطنة والأقليات
- الجزيرة من احتكار المشاهد إلى احتقار عقله
- وداعا سيدة الرحمة
- من يقف وراء العنف السياسى فى مصر؟
- وداعا رائد الجيولوجيا الحديثة فى مصر
- عام عدم الاستقرار فى الشرق الأوسط
- أمريكا والأخوان المسلمين
- أمريكا أمة منقسمة
- الاخوان المسلمون والدولة الفاشلة فى مصر
- عشرة أسباب لمقاطعة الاستفتاء على الدستور
- صكوك الغفران الأخوانية
- لماذا تفشى التحرش الجنسى فى مصر؟
- دستور قندهار
- دراما الأنتخابات الأمريكية
- تحية للبطل الشهيد أفرايم إبراهيم مرزوق ووالده
- مصر على خطى باكستان


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تفجيرات بوسطن: محمد العريان أم محمد مرسى؟