العنف المسيحي الغير مُفعل !!!

توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 08:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يتشدق المسيحي بأنه إنسان مسالم لا يعرف ما هو العنف... أيعنف المسيحي أحد وهو الذي وصاه المسيح بتحويل الخد الأخر وترك الخصوصيات لأي معتدي؟! ( من ضربك على خدك فاعرض له الاخر ايضا و من اخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك ايضا (لو 6 : 29) ) !!! أجد المسيحي دائما يرد عليّ هذا الرد حينما أؤكد له على العنف المسيحي!!!

دعني أخاطب الذهن المسيحي بالأتي:

ألم يؤكد المسيح حينما أدان الزنا أنه يدين النية والفكرة قبل السلوك حينما قال...( و اما انا فاقول لكم ان كل من ينظر الى امراة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه (مت 5 : 28) ) فمعني هذا أن المسيح أدان مجرد الاشتهاء للمراءة وساوه بالزنا الفعلي السلوكي... وقياساً على هذا المبدأ المسيحي يمكن تطبيقه على كافة الشرور الاخرى... فمجرد التفكير في الشر لهو أساس الشر... وقد قال أحدهم أن السلوك الشرير كان في البداية فكراً ثم تفكراً ثم سلوكاً ثم عادة!!! ولذلك فالمعاداة والكراهية تكون فكرة في البداية تتحول لعنف لفظي ثم الى عنف بدني حينما تتاح الظروف !!!

فالمسيحي يقف في سلسلة العنف هذه عند العنف اللفظي... خوفاً على نفسه من ردة الفعل الاسلامية ... ويتشدق بأنه المحب للجميع... مع أن العنف اللفظي والاداني تمتلأ به مواقع الانترنت والكتب المسيحية !!! وأؤكد على أنه حينما تتاح للمسيحي أن يحكم فسيتحول الى العنف البدني والقتل حينما يرد على المعارضين له !

سأجد الكثيرين من المسيحيين الذين سيعارضوني في هذا... ولكن مهلاً! ألم يحدث هذا في أمريكا وأوروبا... حيث قام النشطاء المتعصبين الاصوليين من المسيحيين بحرق عيادات أطباء الاجهاض؟! ألم يقتلوا ويخصوا Mutilate ببشاعة المثليين Homosexuals ! ألم يُعذب المسيحيين العلماء ويحرقونهم ويمثلون بهم في الاسواق العامة لا لجرم أقترفوه سوى معارضتهم للفكر اللاهوتي والعلمي السائد حينئذ، والخاطئ حالياً!!! ألم يتم إعدام كوبرنيكوس ويتم تحديد إقامة جاليليو بسبب مناداتهم بأن الارض كروية وليست هي في مركز الكون وهي التي تدور حول الشمس وليس العكس؟! كل العصور الوسطى تؤكد كم ساءت الاحوال حينما تسيد رجال الدين المسيحي على الشعب الاوربي !!!

أنظر الى المسيحي حينما يتم ذكر أي حادثة إضطهاد أمامه... فهو يتخذ حالة من أثنين.. إما يقول ربنا يورينا فيهم يوم... يدافع عنكم وأنتم تصمتون!.... منهم لله!!! وهذا تمني للشر على المضطهدين وليس محبتهم بل تركوا العقاب في يد المنتقم الجبار!!! أو نجد مسيحيين أخرين ينتقلوا من هذه الحالة السلبية للدفاع والعنف اللفظي في القنوات ووسائل الاعلام الفضائية والاجتماعية... !

فيا عزيزي المسيحي مثلك مثل المسلم واليهودي... حينما تتاح له الفرصة في ممارسة العنف الطائفي البدني، لن يوقفكم أي شئ!! فيا عزيزي كم أنتم متطرفون لفظياً فيما بينكم من طوائف مختلفة... فالارثوذكسي يعنف البروتستانتي والعكس والكاثوليكي ثالثهما.... فكيف سيكون حالكم مع المسلمين؟! لنكن واقعيين!!!

#توماس_برنابا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات