سونيا ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 02:27
المحور:
الادب والفن
أُشبهُ علاقتي بك عندما أراقب حجرتي المجنونة بقرف، ثم أتوقفُ عند إحدى قطع الأثاث القديم، ذلك الجارور و القطع التي تحطمت منه. بالطبع لن أذكر الأسباب كلها، التي دعت إلى تحطيم الجارور القديم، و حافته التي أصبح يتأرجح عليها؛ بدلاً من الاستناد عليها بقوة!
هذا هو الحب عندما يصبح علاقة مهترئة، أنظر إلى البحر و أستغرب عندما تصلُ الشاطئ- بفعل المد و الجزر- قطعاً متناثرة، لا أعلم كيف وصلتْ إلى أعماق البحر، ثم انتثرتْ على السطح، و وصلتْ إلى الشاطي بأكثر من حالة رثة.. العلاقة المهترئة هي شئ أشبه ما يكون بهذه البقايا من الحطام الذي وصل إلى الشاطئ؛ فإما يجدها طفل يعبث بها، و يخبر رفاقه عن استخداماتها، أو يراها الكبار فيقررون إعادة تصنيعها لفترة محدودة.. بعضهم سيكون أكثر عمقاً و تجاهلاً في آن واحد، و سيفكر بالمغامرة.. فيقرر الإلقاء بالقطعة مجدداً إلى الأعماق.. حتى تطفو و تغوص بين السطح و ثنيات الأعماق بغير عمق.. تنتقل القطعة من صفحة لأخرى.. من ارتطام الأمواج,, إلى مد الشواطئ وجزرها.. و يأتِ الحين بعدما تعصف بها العواصف، و تعلق وسط جوقة أخرى من حياة سطح البحر، و أمواجه.. ربما يستجدي تلك القطع، المتبقية من الحطام، التعب.. و ربما تصبح حالتها أفضل سوءاً بالاستمرار المتقطع بالتدهور من موجة لأخرى.. متى يصبح حالها النسيان، قطع الحطام و بقاياه.. لا تستجدي الحياة؛ بل وقعت في البحر مجدداً لذلك استمرت بالغرق و النجاة.. الحالة الوحيدة التي ما عادت تجربها تلك القطع، هي ربما الشعور بالغرق و النجاة في آن واحد.. الشعور بالانجذاب إلى الأعماق الذي كان سيرحمها.. كان سيوفر عليها عناء الاستقرار!
يقولون: رضينا بالهم، و الهم لم يرضَ بنا، و لما نُسأل ما الذي أجبرنا منذ البداية أن نقبل به، نقول هذه الحياة و علينا مسايرتها.. مسايرة الحياة تفرض علينا القبول بالمُر من الأيام أكثر من الحلو، إن لم يكن لدينا بديلاً. النقمة على الحياة تأتي بسبب فرضها علينا، و ليس بسبب اختيارنا- لنكن أكثر وضوحاً. من يعلم أنه لولا وجوده على هذه اليابسة الخضراء، لكان في صحراء قاحلة، أو لرُبّما أغرقته أعماق بحر لا تنجو أمواجه من الارتطام على بقايا الصخور و الجوارف.
#سونيا_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟