سعيدة عفيف
الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 09:26
المحور:
الادب والفن
تمر لذائذ الهنيهات،
مثل خيط دخان رفيع،
مثل غموض المساءات
واختزال المسافات..
والعمرُ لحظاتْ..
متَى راح يا كبِدي،
لا يعود..
ولا ينتظر في محطة الأزمنة
ولا يواعدني بالأمنيات،
أنا الغريبة
المنذورة للهباء والعزلات..
والأفراح المؤجلة
ما معنَى أن نكون أو لا نكونْ؟
ما معْنَى أن أحتاج إليك بهذا القدر؟
وتجتاحني بكل هذا القهر؟؟
تتحايل
تباغثني بالبداهة،
وتغزل أوقاتي على نَول رغباتنا المعطلة..
من أنت لتأتي في جبروت
تكتبني كقصيدة
تبعثرني كخطيئة،
وتنفثَ السم زخات بدمي..
تنثر بهارات الكلام على عفويتي
وتمضي من دون اكثرات...
وتطوي المرحلة؟؟
تغازلني..
تنسج ساتانا لتنورتي،
تنظم سوناتا لحكايتنا
تعزف نوتات لرقصتنا
تطوق غواياتنا
تعبر بي جداول ومفازات..
تأخذني إلى شرفات المنتهى..
تمنيني بالحب في زمن الخسارات
وتنصب لي المقصلة..
كرهت الحضور في الغياب
والغياب في الحضور..
كرهت اشتعال الروح
ومكر البوح
كرهت أوجاعي وأدمعي وأناتي
كرهت المأساة والمهزلة..
وها أكتب سمك في جسدي
بحروف من ماء ونار
وها تنزف كلماتي على شغاف قلبي
معنى بلا قرار..
تنزّ ألما ودما
وبقايا رماد وقار
في زمن ضاعت فيه المرجلة..
يا كَمْ خَلَعْتُك وخلعتك
وانسلخت منك
وابتعدت عنك،
فانغرست فيك
علني أنسى..
وهل تنسى الشطآن فيروزها؟
وتسهو الشمس عن إشراقَتها؟
وينسى البدر تمامه؟
وتزيغ الأرض عن دورتها الكاملة..؟
يا عذابي السيزيفي..
الموشّح بألوانِ الحياة والموت..
أرِني خطى الرجوع،
كي لا أتيه عن مسار
مشيته من دونك،
وكي لا يخذلني حدسي
إذا دهمتني الغربات
أو طوحتني الذكريات
وتاهت عني الأهلة والبوصلة..
يا سرِّي المتعطِّش للولغ في دمي
أنا كل النساء وكل النساء أنا،
اُخرُجْ مِنِّي إنِ اِستَطَعتْ
اِقْتلِع طيفك من مقلتيَّ
وجنونَك من شراييني
اِسحبْ حرارتك من أحشائي،
وشطحاتك من أضلعي
اِنس لحظاتنا.. ضحكاتـنا
همساتنا ونبضاتنا..
خذ هذيانك
وأحلامك
واذهبْ من زمني..
يا صرح وهمي الجميل!
في الأكوان نعمة
تشفيني من لظاكَ
وتعيد لي روحا مَزَّقتُها قسوةً
ولملمتها عنوة
لفك شفرة أبجديتك المجلجلة..
مراكش في 2013/4/29
#سعيدة_عفيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟