القرضاوي وأمريكا

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 14:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رحم الله أبو إياد " صلاح خلف " الذي خشي أن تصبح الخيانة وجهة نظر، لقد كان الرجل ذو رؤية عميقة للواقع، فقد أطل على إحداثياته وتمكن بحسه الثوري إلتقاط وجهة الأحداث ، لذا حذر من مغبة الإفراط بالليبرالية التي ستعمل على محو الحدود الفاصلة بين الوطني واللا وطني في محاولة لخلق حالة من التماثل في الحياة لا تنسجم بالمطلق مع منطق التطور الطبيعي الذي يرفض التماثل بالمطلق .
كنت أعتقد في الماضي أن خشية الرجل قطرية ، وأنه أطلق صرخته لحماية الجبهة الداخلية من محاولات العبث بالثوابت الوطنية التي باتت تتأرجح بين محاولات التدجين والتغيب على قاعدة إنجاز ما يمكن إنجازه في ظل موازين القوى المحلية والدولية بعد خروج مصر من معادلة الصراع العربي - الصهيوني وتشتت مقاتلي الثورة في المنافي .
إلا أن النبؤة التي تحدث بها تخطت حدود القطرية الفلسطينية وأصبحت عنوان لحالة عربية تمتد من المحيط إلى الخليج وأصبحت تغلف بحقوق الإنسان والدمقرطة للمجتمعات العربية .
أصبحت الدبابة الأمريكية وحلف الناتو أولياء الله على الأرض ، يناصروا "المجاهدين " لإعلاء كلمة الله في الأرض ، يدمروا الوطن العربي تمهيدا لتخليص الشعوب العربية من رجس التقدمية والإنفتاح الحضاري ، "يطلبنون " المجتمعات العربية ويشبعوا رغبات النساء بإغتصابات جماعية كما حدث في العراق ويحدث لنساء سوريا ( أقدمت إمرأة سورية على حرق ذاتها وبناتها بعد تعرضهن لإغتصاب جماعي من مجاهدي الناتو ) ، يجاهدون على إمتصاص عوائد البترول حتى لا تصاب الجماهير العربية بالتخمة، فالفقر يحافظ على رشاقة الجسد ونقاء الروح .
لكل ذلك ومن منطلق الإيمان بالعدالة الأمريكية التي دمرت العراق وأفغانستان وذبحت الصومال وقسمت السودان ، يطالب الشيخ القرضاوي البنتاغون بالهجوم على سوريا وتخليص الشعب السوري من الشبيح بشار الأسد الذي دعم المقاومة في لبنان وساند الإخوان المسلمين في فلسطين وطالب بإتخاذ موقف قومي حقيقي من قضايا الأمة ، يريد القرضاوي موقف لله وللشعب السوري من أبناء العم سام على قاعدة "أن الرسول لو بعث حيا لتحالف مع الناتو" كما أخبرنا الشيخ الجليل .
يطالب القرضاوي حلف الناتو ما طالب به أمراء الطوائف في الأندلس في عملية إجترار للماضي دون هضم وإستيعاب نتائجه الأمر الذي يدفعنا إلى سؤال الشيخ الجليل : لماذا لم تحرك عضلة لسانك تجاه ما يحدث من تطهير عرقي في بورما ؟ لماذا لم تدافع عن وحدة السودان ؟
إلى أين ستفر من الله ؟ تطالب بإسم الله ما لم ينزل به الله ، أذكرك بما قاله لك العلامة البوطي " لم يتبق لك من العمر الكثير إتق الله فأنت ملاقيه " .

#يوسف_غنيم (هاشتاغ)       Abo_Ghneim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات