أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - أدامة بقاء النظام الطبقي يمر عبر بوابة عزل المرأة عن النضال العمالي















المزيد.....



أدامة بقاء النظام الطبقي يمر عبر بوابة عزل المرأة عن النضال العمالي


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 01:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حوار مع الناشط العمالي أكرم نادر الممثل الدولي لأتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق

منى حسين: ليس بأمكان الطبقة العاملة أن تبني كيانها وتحقق مضامينها وأهدافها الحقيقية بمعزل عن مشاركة المرأة فالحركة العمالية تعتبر مشلولة ومعاقة دون ولوج المرأة فيها.. من خلال متابعتنا للحركة العمالية في العراق وبالتحديد في مرحلة سيطرة قوى الأسلام السياسي على مقاليد الحكم، تم أبعاد المرأة بشكل قسري عن الكثير من الميادين وخصوصا من ميدان النضال اليومي وحتى أصبح وجودها يكاد يكون معدوم وخصوصا داخل صفوف الحركة العمالية. بالتاكيد هذه السياسة مقصودة ليس من بين صفوف الحركة العمالية لكنها مقصودة من قبل الجهات التي لا هم لها الا انهاء وتفكيك النضال العمالي. وجزء مهم من مخططاتها تلك هو ابعاد المراة والمرأة العاملة بالذات ومحاربتها. ان أستيلاء قوى الاسلام السياسي على السلطة والمدعوم من قبل قوى الراسمالية العالمية ركزت وبشكل مباشر على محاربة المراة، في محاولة لابعادها وتهميشها الى اقصى درجة يمكن لهم ان يحققوها.. اعتقد ان المسوؤلية الان تقع على عاتق الحركة العمالية لأعادة ما تم تفكيكه ولملمة ما تم بعثرته من قبل هذه الجهات. والتي تتقصد بشكل مباشر الى زعزعة مسار الحركة العمالية والهائها عن اهمية دور ومشاركة المراة وممارسة حقها الطبيعي في كافة الميادين. كيف يمكن لناشطي وقادة الحركة العمالية أن يعيدوا الأوضاع الى نصابها ومسارها الصحيح. كيف يمكن للمرأة أن تتصدر موقعها في مسار الحركة العمالية وتستعيد تواجدها الفاعل والمؤثر في النضالات العمالية اليومية؟

اكرم نادر: تحياتي لك ولكل القراء الاعزاء. حين قرأت سؤالك تصورت أن جوابي سيكون أقصر من طور سؤالك، لكونه يحمل مقاطع توضيحية ومقاطع تأريخية والاوضاع الحالية لدور المرأة في الحركة العمالية، لكن الأمر جعلني أفكر بأن الأجابة على الأسئلة يجب أن تكون على شكل أبحاث وليس أسئلة وأجوبة، مشكلتنا نحن في الحركة العمالية في العراق ليس لدينا كتاب او مؤرخين اهتموا بهذا الجانب المهم، كل ما بين ايدينا ابحاث حزبية وتصورات اشخاص وكوادر وقادة لتلك الاحزاب او أخرين انشقوا عنهم وحاولوا التبرير لبرنامجهم السياسي، لماذا هم قيادات لهذه الاحزاب او لماذا انشقوا عنها، الطرفين القيادات أو المنشقين يتحدثون عن الحركة العمالية ودور المرأة فيها، في أحسن الأحوال كي نكون حركة اجتماعية فعلية في المعادلات السياسية، ونقيس انفسنا بمقولات ماركس وانجلس ولينين ولكي نبرء انفسنا من الانتقادات لا اكثر.
ان الحركة العمالية ليس من صناعة احزاب او اشخاص وقضية المرأة فيها ليس من باب تصور تلك الاحزاب او راديكاليتها في الدفاع عن قضية المرأة، الحركة العمالية حركة اجتماعية حية وموجودة في كل زمان وبأي شكل من الاشكال! ولكن من نحن؟ وما هي الحقوق والواجبات اللي يجب ان نكون بصدد الالتزام بها؟ نحن لسنا ضيوف عليها بل نحن جزء اجتماعي منها، ونعتبر انفسنا كماركسيين العمل فيها بشكل طبقي وعلمي موجه وناقد جذري للقبول بوجودها الاجتماعي الطبقي، والبناء من اجل تحفيزها نحو بناء التنظيم العمالي القوي الهادف نحو المجتمع الانساني والاشتراكي العلمي؟ علينا ان نسأل هل نحن عملنا بشكل ممنهج على تحقيق هذه الاهداف خلال نشاطاتنا السابقة، وهل كنا حزب تسلح بسياسات تعبوية وتنظيمية لكسب واستثمار الفرص التأريخية واليومية لتحقيقها، ام أن عملنا أوقعنا في مصيدة العدو الطبقي في الدفاع عن اشياء بدل مواجهتها، فاخذنا دور ومكان الاصلاحيين بدل ان نأخذ دور الثوريين تحت ضغط التيارات الانتهازية الداخلية. كل تلك الهجمات المتتالية على حركتنا محلياَ وعالمياَ من قبل الراسمالية بكل فروعها، تعاملنا معها بشكل بعيد عن مصالحنا الطبقية عملنا كان من أجل اطالة عمر النظام الرأسمالي والطبقي بأنواع اخرى، لا اتمنى ان يتصور أحدما بأني متشائم من كل ما نقوم به ولكني لست متوهماَ بأننا نفعل كل شئ بشكل صائب وبدون خلل، بألعكس خللنا لحد الان خلل سياسيَ واجتماعيَ وانا اقصد كل الاحزاب والتيارات الشيوعية والاشتراكية واليسارية بشكل عام محلياَ وعالمياَ، ليس لدينا رؤية علمية ومتناسقة لدك اركان طريق الخلاص، الكل يعزف وبطريقة ناشزة ايضاَ على هواه وعليه الرقص والرؤية بنفس الدرجة ستكون على هواه دون رؤية جمالية للحياة. نحن نتحدث عن العدو الطبقي ولكننا ننسى أن كل يفعله هو جرنا وراء سياسته كما في أفلام الرسوم المتحركة (توم وجيري).
كل شئ سيكون بهذه الدرجة من مقياس هذه المعادلة السياسة بين (العمال والرأسماليين وبين الرجل والمرأة وبين القوميين والوطنيين وبين العلمانيين والدينيين...والخ)، نحن انجررنا الى ميدان ليس ميداننا نتكلم عن قضية المرأة ولا نعرف من هذه المرأة التي علينا الوقوف الى جانبها، انني لا اريد التمييز بين المرأة بشكلها الانساني، ولكن هلَ ممكن لنا ان نقارن بين اوضاع المرأة في بيوت الاغنياء وأوضاع المرأة في بيوت العمال والكادحين والعاطلات عن العمل، وهل لنا أن نقارن بين معانات النساء الارامل الغنية وبين الرامل الفقيرة؟ لماذا نحن ندافع هل نحن اهل الخير ومنظمات خيرية؟ انا اقصد حتى النقابات العمالية ايضاَ وحتى داخل الاحزاب اليسارية وفي المجاملات الشخصية، صارت هذه القضية شخصية والى ابعد حدودها تحولت الى كمبينات فيمينستية لمنظمات المجتمع المدني، لاحتوائها من الدور الطبقي للمرأة وكجزء فعال وقوي للحركة العمالية، اكثر مما تكون حالة طبقية واجتماعية مرتبطة بتطور المجتمع، وخلايانا البيولوجية مرتبطة بتطورنا من الحيوان الى الانسان، نحن ننسى اننا نعيش في وضع اجتماعي طبقي ولا يمكننا التميز بين انفسنا كأنسان وبين انفسنا ككائن حيواني متطور نحو الانسان. كما وصل شخص مثل ماركس في ابحاثه وكتب (الإنسان هو بالمعنى الحرفي حيوان سياسي وليس مجرد حيوان اجتماعي ولكن حيوان يحاول أن يميز نفسه وسط المجتمع). هل نحن بصدد تحليل هذه العملية العلمية للانسان وطبعاَ هو تكلم عن الانسان وليس عن جنس الانسان، هذه يعني المرأة والرجل وكلانا نعيش تحت سقف النظام الطبقي الواحد علينا ترجمة خطواتنا من فهم ما يدور حولنا بمعرفة علمية وطبقية، لافائدة لنا من كلام منمق وجميل كما هو حال المثقف لكي يميز نفسه عن شخص لا يعرف القراءة والكتابة، المشكلة تكمن هنا هل نحن بصدد تمييز انفسنا ام بصدد أفناء هذا التمييز؟ ان قضية الطبقية تكمن في كل شئ ومن كل خلايا ارتباطاتنا مع بعضنا البعض في مجتمعاتنا، وحتى تحول من ارتباطنا كأنسان بألانسان نحو ارتباطنا بالكون والهواء والمعادن والكائنات الحية الاخرى.
انا عن قصد ابعدت نفسي عن جواب سؤالك بشكل مشخص كون لا يمكننا الجواب عن شئ لم نسعى من قبل من اجل معرفته، بدون أن نعرف هل ما يحصل الان هو نتاج لعدم وجود ماذا؟ هل نحن لم نحارب الافكار القومية والدينية والوطنية والبطريركية والطائفية...ألخ؟ نعم نحن وقبلنا قاموا بكل هذه الاشكال من المواجهة وضحينا بأعز اصدقائنا ورفاقنا، انني لا اقصد افراد حزب معين فقط كلهم بدون تميز ولكن هل جنينا ما كنا نتصور؟ لا. ولكن القضية تكمن في ان الحركة العمالية بالنسبة للنخبة السياسية حصاناَ او عربة عليهم ركوبها، وهذا الحصان صار متوحشاَ لا يقف لهم بالكلام الحلو ولا بالكلام القبيح، نعم صحيح لأن التجارب التأريخية اعطت لنا فرصة لفهم اكثر، والعالم الحاضر وتطور ادوات الانتاج والتكنلوجيا تعطينا فرصة ووعي اكثر لكي نعرف هل ننخرط بالسياسة ام نستغنى عنها، ونقوم بدورنا ككائن سياسي واجتماعي لكسب الوقت واللعب فيها بدور الجمهور حول الحلبة، انها فرض الامر الواقع بالنسبة للعمال والاكثرية المسحوقة في المجتمع، كثيراَ ما نسمع من رفيقاتنا في العمل وفي البيت هل تريدون كسب اشخاص لتنظيماتكم بهذه الوسيلة؟ نحن لم نقم بتعبئة سياسية واجتماعية وعليه لا يمكنهم تمييزنا عن خصومنا الطبقيين حتى لاقرب الاشخاص لنا، ممكن أن يجاملوننا في كثير من الاحيان ونحن يجب علينا ان لا ننسى اننا نفس الكائن السياسي والاجتماعي مثلهم، يكمن في تصوراتهم شئ من الوعي علينا استثماره لصالح وعينا الطبقي, وليس الدفاع عن انفسنا بشكل يخجلون ويجاملوننا في تصوراتنا ولا ينتقدوننا ونعتبر انفسنا من انبل واطهر الناس، نعم ليس هناك اي فرد نبيل وطاهر في مجتمع طبقي لان مهما تكون لنا حريتنا الفردية لكننا نبقى تابعين لنظام طبقي مضطهد.
ان علينا ان نعرف كيف نتحدث عن الحركة العمالية في العراق خصوصاَ ولكن ليس منفصل عن كيانها العالمي عموماَ، ايضاَ مهما تكن درجة خصوصياتها الداخلية ولكن علينا ان نعرف ما هو دور وتأثير السياسات الخارجية، على الاحزاب الحاكمة وخارجها في السلطة حول الحركة العمالية ودور المرأة فيها. لحد الان حاولت كل الاحزاب بيمينها ويسارها جر الرجال والنساء العمال والعاملات الى قضية بقاء المرأة داخل البيت وعدم خروجها والتقييد على حرية لبسها و...الخ. وما يجري في العراق وبلدان المنطقة الشرق اوسطية لم يكن لدينا تحليل طبقي علمي له، نحن في الحركة العمالية نتعامل معها بنفس التوجه اما سياسة يمينية تقليدية او سياسة يسارية اصلاحية وتقليدية. وفي احسن الأحوال نحاول مقارنتها بالغرب كما هو الحال، وهذه السياسات لم تكن صدفة تأريخية وانما جراء فشل الانظمة الطبقية الرأسمالية العالمية امام مخلفات بقايا النظام الاقطاعي، وترسبات الانظمة الطبقية الاخرى وتقاليدها، وهذا هو الحال للبرجوازي العراقي ايضاَ. ان الطبقة البرجوازية تأريخياَ خانت الطبقة العاملة في ثورتها تجاه النظام الاقطاعي ونكثوا بكل وعودهم قبل الثورة في فرنسا مثلاَ، وليس تأريخ العراق وخصوصيته منقطع عن كيانه العالمي ولا تكرر البرجوازية نفس المشكلة في كل مكان، وان الانظمة الاقطاعية سلمت البورجوازية مفاتيح الانتاج الرأسمالي وفتحت ابوب الاستثمار والارباح و...الخ، وارسلت لنا المنظمات العمالية وسياسات الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين بشكل منظم ومبرمج، باسم التضامن مع الحركة العمالية في العراق وفي المنطقة لاحتواء هذه الحركة من اول ايامها، لكي تستمتع بمكتسبات ومكرمات الراسمالية العالمية وقروض البنك الدولي لامتصاص دماء القوة العاملة في العراق لعشرات او لمئات السنين المقبلة، نحن لا يمكننا الاستفادة من الديمقراطية الممنوحة واستثمارها لصالح حركتنا الثورية، نحن لحد الان نعاني من مشاكل قديمة وسنن رجعية واستبدادية داخل الحركات النقابية، لكونها كانت مؤسسة بيد الدولة ضد الحركة العمالية ولحد الان، ومن جهة اخرى ان تخوف الحكومة والرأسمالية العالمية من استثمار هذه الفرصة لصالح الحركة العمالية ان وجد نشطائها العماليين فرصة لوحدة عملهم، ومنها دور المرأة العاملة ليس من اجل مقاعد صورية كما هو الحال في كل البنية السياسية والاقتصادية، باسم تغير الوضع الاجتماعي للمرأة، ولكن في الاصل رجعية الحركات الدينية والقومية والطائفية بشكل لا تسمح بان نرى سياسات تلك المنظمات ضد المرأة عموماَ والمرأة العاملة خصوصاَ كأكثرية مضطهدة في المجتمع.
انني ارى بأن علينا ان نعمل بشكل منفصل عما يجري خلف الكواليس من قبل اعدائنا الطبقيين داخلياَ وخارجياَ، لأننا في وضع اذا استمر بهذا الشكل وهذه الدرجة لن نجني شيء سوى بقاء العداوة الشخصية بين الرجل والمرأة. كما تحاول كل التيارات البرجوازية والاصلاحية الموجودة وبهذه الشكل سيكون كل المجتمع من البيت الى اماكن العمل وبالعكس والى ابعد اشكالها، بدل ان يكون صراع بين العامل والرأسمال سيكون الصراع بين الرجل والمرأة، وهذا نجاح للسياسة الرجعية او السياسة الاصلاحية في احسن احوالها، ونفس النتيجة ستكون لو قلبنا المعادلة أي المرأة تضطهد الرجل ماهو الفرق الحاصل اجتماعياَ وسياسياَ لان الاضطهاد باقي وستكون العواقب التأريخية نفسها! وعليه ليس امامنا شئ اخر غير العمل بشكل علمي وطبقي، لاسترجاع الارادة الثورية بين الرجل والمرأة في صفوف الحركة العمالية بدون تميز في المواجهة نحو العمل، من اجل فناء النظام الطبقي وليس اصلاحه. هذا هو حقيقية الامر اذا نحن نبحث عن الحلول وليس المجاملات الحقوقية بين اطرف الصراع. نعم اذا بدئنا بالعمل بهذه الشكل يمكننا ان نقدم لرفاقنا ولرفيقاتنا العمال الضمان لنكون الحجر الاساسي للتغير القادم، وهذا ليس في العراق لوحده وانما في المنطقة الذي تعيش في الغليان الثوري، والعالم الرأسمالي والذي يمر بازمته الاقتصادية الخانقة حالياَ.

منى حسين: تقول اننا انجررنا الى ميدان غير ميداننا نحن نعزف ألحان غير ألحاننا، البورجوازية منسجمة ولاتمييز داخل طبقتها ولاتقسيم على الأسس الجنسية أو الدينية والطائفية أو العرقية رأس المال أجتاز الحدود والمعتقدات، بينما نقلت لنا الصراع على الاسس التمييزية والتقسيم الجنسي والمذهبي والعرقي، هذا من جانب، أما الجانب الأخر والذي ذكرت فيه تحول نضال المنظمات التحررية الى شكل من اشكال الكمبينات الفمنستية، وشملت حتى النقابات والأحزاب من هذا هل نفهم بأن عملنا السياسي اليومي جاء عن نتاج لردود افعال تجاه ما تقوم به البورجوازية، وليس من نتاج برنامج سياسي عملي مدروس وممنهج. الراسمالية لا تتوقف لحضة واحدة عن الأستغلال والأضطهاد، العمل المأجور ترسخت جذوره في كل مفاصل الأنتاج البورجوازي، الراسمالية مستمرة في جني الأرباح والعامل لايزال يبيع قوة عمله.
لا أريد الأبتعاد أكثر عن موضوع حوارنا. التقسيم على الأساس الجنسي موجود ونتعامل معه بشكل يومي وملموس بفعالية كبيرة، أكبر المنظمات الدولية اقرته لابل منهجت له، في الأمم المتحدة لم يتم تبني المرأة كانسان مشترك مع الرجل، فرغم وجود الأعلان العالمي لحقوق الأنسان والذي من المفروض أن يكون للأنسان بشكل عام دون تمييز برجل أو امرأة، نجد أن الأمم المتحدة أقرت اتفاقيات دولية خاصة بالمرأة منها أتفاقية السيداو واتفاقية القضاء على جميع اشكال العنف ضد المرأة. نحن الأن امام واقع حال تم فرضه على شكل نضالنا الطبقي اليومي، الرجل العامل يرزح تحت سلطة راس المال، يتم اضطهاده واستغلاله بقوانين العمل المأجور، اما المرأة العاملة اضافة الى سلطة راس المال وقوانين العمل المأجور تجلد بسياط الأحكام الأجتماعية والعرفية وسياط القبيلة والتشريع الديني.
المنضمات النسوية لا يمكن لها أن تكون بديلا نضاليا لتحرر المرأة كما لايمكن لها الأبتعاد عن الفمنستية في عملها اليومي والذي هو جزء من تكوينها، والنقابات العمالية لايمكن لها أن تكون أداة بيد العامل في نضاله ضد أستغلال واضطهاد رأس المال لقوة عمله، دورها لايبتعد أكثر من مصلح بين العامل وسلطة الأنتاج الراسمالي. اليوم نحن أمام تحديات جدية وواقع مفروض على وضع المرأة بشكل عام ووضع المرأة العاملة بشكل خاص، أعتى القوى رجعية أعتلت كراسي الحكم في المنطقة العربية وراحت تتسابق فيما بينها عن ايهما أكثر اضطهادا للمرأة.
مالذي نقوله للمرأة العاملة ما هي رسالتنا هل نقف مكتوفي الأيدي أما الضربات اليومية لمطرقة العمل المأجور وننتضر الفرصة السانحة كي ننقض وننتزع حقوقنا أم أن لدينا عمل نضالي يومي؟

اكرم نادر: لكونها المرة الأولى التي أكون بها في مقابلة مع جريدتكم منذ تواجدي في الحركة العمالية واليسارية في كردستان والعراق لاكثر من نصف عمري، لهذا ممكن لقائكم معي يكون فيه صعوبة لما اريد قوله كاملاَ، انا لا اريد ان اكرر ما قلته واتصور النقاش الشيق بيننا يحتاج الى تفاصيل ادق للتوضيح، كما وأني لا اريد ان اتطرق الى مشاكل المرأة العاملة بمعزل عن بقية المشاكل التي تعاني منها الأنسانية بشكل كامل تحت سيطرة النظام الطبقي الرأسمالي. هذه الأنظمة والمؤسسات الحزبية والسياسات البرجوازية تريد تفرد المشاكل، لكي تستطيع أن تقسم المصالح الطبقية الى فئوية وغير اجتماعية، (نحن نواجه سياسة الغابة الرأسمالية وليس للمتوحشين هناك سوى الظفر بالضحية وعزلها عن الجماعة والتفرد بها)، كما انت وضحت في مقدمة حوارك معي علينا ان نبحث ونحلل وننتقد الامور من جذورها وليس من تجريد نتائج الوضع الموجود، كما هو الحال لأي نقاش اذا أردنا ان تكون نقاشاتنا علمية، انا اريد ان اوضح لك وللقراء ايضاَ انني لا اريد ان افضح او ارفض كل فعالية او نشاط او برنامج لأي منظمة او نقابة او حزب...الخ، لأن هذه ليس شأنا طبقياَ وليس لأحد القدرة على ذلك حتى اعتى المؤسسات البرجوازية لم تفلح في هذا، الا اذا هم بأنفسهم لم تعملوا بهذه الاتجاه وتأتي فضائحهم من ضمن الصراع الموجود ومواقفهم من تصادم المصالح الاجتماعية بين الطبقات المتناحرة، ولكن علينا ان نعرف ما هو مسار طريقنا هل نحن ندافع عن بقائنا سالمين والعامل يعرض قوة عمله للبيع، وحتى أحيانا لايلقى فرصة مناسبة لبيع قوة عمله بسبب المنافسات والصراعات بين محتكري الاسواق، وبسبب الازمات المزمنة في البنية الاساسية للاقتصاد الرأسمالي ومنافسة السوق على الايدي العاملة الرخيصة.
هذا النظام كل شئ فيه سلعة وغالية الا ثمن قوة العمل للانسان والمتمثل بأجر العامل، ويحاولون اقناعنا بأن نقبل بما تتكرم به الانظمة الرأسمالية علينا، كل يوم وجيل بعد جيل ندافع عن المطالب والقوانين التي يدوس عليها الرأسماليون ويعملون بالضد من حقوقنا الانسانية، من اجل زيادة ارباحهم وليس من اجل تحسين حياتنا كأنسان، والذي لن يتحقق إلا بنضالنا نحن وليس من كرمهم، وكما ذكرت انت اكثرية هذه الحقوق اقرت في الاتفاقيات الدولية للامم المتحدة ولائحة منظمات حقوق الانسان العالمية، والحكومات الرأسمالية اتفقوا عليها وكتبوا بنودها ونحن نشيل هم تطبيقها وندافع عنها، (احاول ان ارجع لها مرة اخرى عن ماهية الطبقية لهذه المؤسسة في حديثنا). علينا ان نسأل انفسنا هل هناك مجرم او فاسد يقوم بكتابة قوانين تقر عقوبته لصالح ضحيته؟ هذا يذكرني بحادثة شخصية (في شهر حزيران 2007 كنت من ضمن مجموعة من الناشطين الشباب في السليمانية، كنا نحضر للتظاهر من اجل مطالبة حكومة اقليم كردستان بتحسين الخدمات والكهرباء، القوا القبض علينا وسجنونا لمدة 12 يوم في دائرة القمع الامن المعروفة بالأسايش في ضرف ارهابي وغير انساني بكل المقايس المعروفة في لائحاتهم لاحترام حقوق الانسان والتي كانت معلقة في غرفة التحقيق. كنا مع كثير من الشباب وحتى النساء من افراد عائلتي كانوا موجودين من ضمن السجناء في غرفة واحدة 120 شخصاَ وفي منتصف الصيف، زارت السجن لجنة من منظمة حقوق الانسان بدل ان يلقوا محاضرة لافراد الامن والشرطة وحكومتهم على كيفية احترام حقوق الانسان، وينتقدوهم ويطالبوا بالأفراج الفوري عنا واقامة محكمة للمعتدين على ابسط حقوقنا، اجتمعوا مع السجناء والقوا محاضرة على كيفية احترام القوانين وبنود اللائحة العالمية لحقوق الانسان، وكان معنا شباب شجعان ردوا على مسؤولين اللجنة وقالوا لهم نحن لم نقوم بكسر القوانين، نحن طالبنا بحقنا هم هجموا علينا وليس نحن من داس على قوانين حقوق الانسان وحق التظاهر ولانريد نصائحكم).
اليس هذه المهازل تتكرر كل يوم سواء في العراق أو في بقية دول العالم ومنذ عشرات السنين وفي كل زاوية في عالمنا الرأسمالي تحت راية الامم المتحدة؟ هل السلام والعنف يعرض من اصحاب السلطة بدون سبب؟ هل الرجل بحاجة الى سيادة في بيته على اعز انسانة تعيش معه ويحترمها من اجل بنود هذه اللائحة للحقوق؟ ام نحن بحاجة ماسة الى عالم انساني؟ ولأننا مسؤولون لما ندعيه امام التأريخ والمجتمع الانساني والطبقة الذي نمثلها، علينا ان نسال انفسنا لأي خطوة نخطيها في نشاطنا اليومي، هل نحن نتغذى على الوضع الموجود مثل كل الحركات والمنظمات والاحزاب البرجوازية والمثقفون الانتهازيون تحت رايات اليسار، بأسم العمال وتحسين الضروف حسب بنود الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، او العكس علينا تقوية الثقة بالنفس في صفوف العمال، وأي ناشط مقصر في هذا ممكن أن نعتبره أي شيء لكن ليس مناضل طبقي وثوري؟ اننا بصدد النشاط اليومي والفعاليات في المنظمات العمالية والنسوية من اجل التحضير اليومي في المدرسة العملية للنضال ضد هذا العالم وليس الدفاع عنه، ليس شئ فيه لصالحنا طبقياَ كي نناضل من اجل الأفضل منه كما هو شعارات الامم المتحدة الاصلاحية للنظام الموجود، لكي نتعلم من تجاربنا اليومية في المواجهة والتحضير للثورة الاجتماعية والبديل الطبقي، علينا ان نتفهم بأن هذه المواجهة والتعلم منها ليس شيئاَ اختيارياَ في الاصل بالنسبة لنا كعامل مناضل، أنه شئ حياتي من الممارسة اليومية في التحدي لارباب العمل وقوانين النظام الطبقي الموجود، بشكلها العفوي وغير المنظم من غير تواجودنا او حتى في تواجدنا في هذه الحركات الاجتماعية الغير متوقفة اصلا على أي فرد كان، ولكن مهامنا نحن الناشطين يكمن في تنظيمها مع رفيقاتنا المناضلات وتسليح هذه الحركة اليومية بأهدافها الطبقية والارتقاء بها من كل النواحي المعرفية العلمية والطبقية، وتغذيتها بأجتناب الاخطاء التأريخية السابقة ومواجهة الصفة الفئوية وكل اشكال التفرقة والتميز والانعزالية من الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الاخرى، لا يمكننا ان نوقف استمرار الزمن والتأريخ... كل الانظمة الطبقية عبر التأريخ والى يومنا هذا فالنظام الرأسمالي الموجود منذ نشؤه نظم كل مؤسساته في الدولة من اجل ايقافها في وضع لصالح بقائه. وعمل بكل قواه ومؤسساته الاعلامية والتعليمية والدساتير ومؤسسات الدولة من البرلمان والقضاء والجيش والشرطة، لجعل تصوراتنا في وضع يكون لصالحه الطبقي. اريد ان اقول واكرر لا يمكننا أن نطلب من النظام الطبقي الموجود شئَ من هذا القبيل، لانستطيع أن نطلب منه بأن يستغني عن جذوره لكونه يعيش ويتغذى عليها، البورجوازية خانت الثورة الطبقية منذ نشؤها والتي حصلت بدماء رفيقاتنا ورفاقنا الثوار لانهاء الظلم الطبقي في جوهره الثوري والتأريخي. واي توهم بأصلاحها يعني الاستمرار في نفس الخيانة التأريخية وادامة سياساتها الرجعية على اوهام بالسياسات البرجوازية الموجودة، وفي الحقيقة نحن كنشطاء في الحركة العمالية نعاني من هذا الوهم المتفشي في صفوفنا، وقضية المرأة جراء هذه الاوهام صارت احد ضحايا المجتمع الطبقي الحالي، انا لا استعمل المجتمع الانساني لاننا لسنا نعيش في مجتمع انساني وانما مجتمع طبقي مهما كان الأرتقاء في المدنية والعلمانية كما هو شعار كثير من المثقفين لمواجهة الرجعية، كيف يمكن أن يتصور أحد ما بأننا يمكننا القبول بهذا التصور الغير علمي للحركة وانتظار الفرصة الزمنية، فمن يستطيع ان يقرر كيف ومتى يقوم المجتمع بالثورة، ولكننا متأكدين بأن نتاج هذه التناقضات وكثرة الاضطهادات الموجودة لن تمر بدون الانفجار الاجتماعي في اي وقت!
كما يقول ماركس (اننا لا نبني مفاهيمنا انطلاقا من مثل أو أفكار أو نماذج ذهنية مسبقة بل انطلاقا من حركة الواقع نفسه)، ان قضية المرأة العاملة ليس قضية منعزلة عن كل ما يحصل في المجتمع الطبقي الرأسمالي، ليس هناك اي نوع من الاضطهاد بدون ما تكون هناك طبقة تستغله لصالحها وتحوله الى بضاعة وتستثمر ارباحها (السياسية والاقتصادية والاجتماعية) لصالح بقاء المجتمع الطبقي. ان تحويل قضية المرأة من قضية طبقية اجتماعية الى قضية التميز الجنسي لوحده وتجريدها من كل ما يحصل في المجتمع الطبقي الموجود بأسم الواقعية، ليس الا تكرار وتقوية السياسات البرجوازية من اجل تقوية سياسة أرباح السوق باسم السلام الطبقي والحياة في اوهام التعايش السلمي الطبقي دون التميز الجنسي والقومي والديني...الخ، على حساب الاكثرية المستغلة والمضطهدة، انت تحدثت عن المنظمات الدولية الكبيرة علينا ان نسأل ماهي منظمة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان.. ولماذا تأسست اصلاَ.. ولما تصرف ملايين او مليارات الدولارات سنوياَ من اجل قضية المرأة. يدعمون منظمات المجتمع المدني والنقابات بندوات وورش تدريبية، بستار دعم منظمة العمل الدولي للنقابات العمالية من اجل الحرية ومساواة الرجل بالمرأة، اي نوع من الحرية واي مساواة يريدون في برنامجهم يلقنوننا؟ ليس لدينا وقت كافي لكي نراجع تاريخ تأسيس هذه المنظمات تحت رايات الانظمة والحكومات الرأسمالية، وامام تقدم اي حركة طبقية عالمية اخرى اتت فكرة النظام الدولي للتحكم بمصير الاحداث العالمية والمحلية واحتوائها، ولكن لا يمكننا عدم ذكرها، انها تأسست بيد الحكومات الرأسمالية بالضد من اممية الحركات الرادكالية العمالية على يد القادة العمالية المناضلين مثل ماركس وانجلس، والقيادات المناضلة الأخرى الي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر وامتدت حتى بدايات الحرب العالمية الثانية، أن من لا يقرأ التاريخ لا يمكنه فهم الحاضر وتقرير رؤيتها المستقبلية للاحداث. نحن نعيش في المجتمع الرأسمالي يعني مجتمع التناقضات والفوارق والتميز الجنسي والتفاوت الطبقي، كل شئ فيه مقسم الى المرتبة الاعلى والمرتبة الادنى (القوي والضعيف، الفقير والغني، العامل الماهر والعامل غير الماهر، العامل الدائمي والعاطل عن العمل والعامل المؤقت، والمتعلم والامي، الفيلسوف والغبي، البشرة الجميلة والقبيحة، النخبة السياسية والناس البسطاء، سلطة الدولة وعبودية المواطن، حتى الهواء يفرق في مناطق سكننا ومواقع عملنا عن مناطق سكنهم وبيئتهم النظيفة والجميلة، حتى داخل القطارات والطيارات والسيارات الفاخرة...والخ، مع تطور التكنلوجيا وادوات الانتاج وزيادة الارباح المتراكمة كل هذه الفوارق تعمقت بدل من أن تنقراض، مع التطور التأريخي لايمكننا تعدادها لانها تعني كل شئ في حياتنا، كل هذه الفوارق تراكمت.. ترسبات ومخلفات صراعات المجتمع الطبقي تعني اي حركة لا تتعامل من اجل فنائها بشكل جذري سوف تكون جزء من مؤسسات هذه النظام وادامة مأساتها في المجتمع بدون شك. انت تسألين عن المرأة العاملة انها الجزء الرئيسي كضحية لهذه السياسة، اذا احتسبنا من الجانب الاقتصادي مثلاَ لكل ساعة او يوم او شهر يمر وارباب العمل والشركات الكبرى تعطي دولاراَ واحداَ اقل من راتب الرجل العامل، كم من الملايين والمليارات ترجع لحسابات هذه الشركات من القوة العاملة الرخيصة، بحجة الفوارق البيولوجية بين الرجل والمرأة او بسبب التميز الجنسي. ومن ناحية اخرى كم يتأخر النضال الموحد الطبقي سياسياَ بين الرجل العامل والنساء العاملات من اجل بناء عالم انساني بدون طبقات، واجتماعياَ نحن منشغلون حتى في بيوتنا بأن نكون جندياَ اوشرطياَ متطوعاَ للحراسة على افراد عائلاتنا، وخصوصاَ امنا الحنون خالقة وجودنا واختنا العزيزة، واهم نقطة تبادل قمة عواطفنا وهي حبيبتنا وصديقة فراشنا وزميلاتنا في العمل والدراسة...والخ، هل نعرف أن تجريدنا من السياسة والتغلب على احاسيسنا وعواطفنا ككائن اجتماعي يعني تجريدنا من انسانيتنا، ولكن كيف يمكننا التعامل بشكل اجتماعي ومواجهة منتظمة، ولهذا السبب نرى الناس لا يمكنها التمييز بين هذه المنظمات بسهولة والابتعاد عنهم بشكل جماعي، بعضها عن وعي والبعض الاخر دون وعي، صاروا منظمات لمجاميع صغيرة وهذا هو النتاج الحاصل، التشتت الاكثر بين الحركات النسائية تحت ستار منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة ومنظمات غير حكومية، من اجل احتوائها بشكل منفرد لكل مشاكل المجتمع وتتفتت اكثر، والابتعاد من التفكير في النضال الاجتماعي لأستأصال جذره الطبقي والابتعاد عن التغير الثوري الطبقي..
البرجوازية لديها خبرة تأريخية في الصراع وتعرف ايضاَ كيف اتت بسلطتها على اكتافنا ووعودها بعالم افضل في الثورات السابقة وتعرف مدى تراكم هذا الحقد الطبقي، وعليها ان تواجهه بكل امكانياتها لتعميق الفجواة والعداوة بين افراد الجنس البشري، كما نرى كيف يحاولون استثمار التغييرات في التوازن الهرموني للتطور البيولوجي الطبيعي بين هؤلاء اللذين يرغبون في تبادل العلاقة العاطفية، مع نفس النوع من اجناسهم المعروفين بـ(المثليين)، اجتماعياَ واقتصادياَ يربحون من اعلانات ودعايات الافلام الاباحية لسوق التجارة بالجنس، لتحريك فضول الشباب والشابات على معرفة خبايا المعلومات المتسترة تقليدياَ في المجتمعات المحافظة دينيا وقوميا، على حساب المعلومات والمعرفة العلمية، وسياسياَ يحاولون تحريك هذا الملف تحت غطاء الحريات الفردية، في حين الفرد هو تابع للبيئة والنظام الموجود وليس له اي فردانية واختياراتهم مرتبط بحالاتهم المادية، وبألتأكيد لا تستنتج من هذا سوى التخلف والتراجع واستثماره من قبل مخلفات الانظمة الطبقية والتيارات السياسية الرجعية من العصور القديمة، لأسترجاع هيبتها التي فقتدها في المجتمع وطرح نفسها كنظام للاقتصاد الراسمالي الاخلاقي بديل للنظام الرأسمالي الفاسد اللا أخلاقي.
علينا ان ننتبه كم من الاعتصامات والاضرابات والاحتجاجات والتظاهرات العمالية تحصل في المجتمع، مثلاَ في العراق اليس جزء كبير من النساء عاملات وموظفات؟ كم عدد اللواتي شاركن ومشاركتهن جلبت انتباه رفاقهن العمال بان مشاركتهن كيف كانت مؤثرة في هذه المواجهة؟ لحد الان لم ننتبه على كثافة غيوم الغضب وفيضان دموع الحرمان والدونية والقبول بتحقير اعز انسان لنا، بدون اي سبب انساني ولكن ورثناه من عالم غير انساني، تحت هذه التأثيرات التي ذكرناه لم نلقي الضؤ بشكل منهجي للناشطات النسويات بأن تكون قضية أنهاء الاضطهاد الاجتماعي للمرأة، بالتكاتف بين الجنسين والوعي الطبقي في تنظيماتهم العمالية المستقلة عن سياسات البرجوازية الموجودة، متى ما نستطيع الارتقاء بالوعي الطبقي لرفاقنا العمال تجاه رفيقاتنا العاملات بشكله الاجتماعي، وقتها يمكننا ان نقول بأننا تقدمنا بحركتنا الى الامام، الحركات الاجتماعية لن تنتظر وانما تتهئ الفرصة المناسبة لبدء المواجهة الاجتماعية ولكن بدون المنظمات والاحزاب الطبقية المناضلة ميدانيا، والتي لديها ستراتيجية سياسية بنظريات علمية وطبقية لايمكن التوقع بنتائج احسن مما يدور الان في اي مكان في العالم.
نحن في اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق كمنظمة عمالية مناضلة مع منظمة حرية المرأة في العراق كمنظمة نسائية مناضلة، بدأنا منذ تأسيسنا في 2003 بأن نفصل صفوفنا عن صفوف المنظمات الحالية الموجودة، ولكن بعد 10 سنوات امامنا طريق طويل ليكون لنا تأثيراتنا الاجتماعية وأن نتحول الى قوة لها تأثيراتها الواقعية للأرتقاء بالوعي الطبقي لصالح طبقتنا، ولم نكن نحن ايضاَ من بداية تحركنا لحد الان بعيدين من نفس الاخطاء الواقعة في الحركة العمالية والنسوية، وعانينا ونعاني من كل التصورات التي اشرنا لها سابقاَ، لأننا مهما كانت غايتنا وبرنامجنا الطبقي والسياسي، مادام نعيش من ضمن النظام الطبقي الموجود لا يمكننا ان نتوقع شئ مثالي لاي حركة مهما كانت درجة راديكاليتها. ولكن علينا ان نعرف ايضاَ أن هذه المنظمات وتأثيراتها كم ستكون مهمة. ولكن بدون المنظمات او الاحزاب السياسية الطبقية الثورية المناضلة القوية لا يمكننا انهاء المشوار لوحدنا، لأن الظهر القوي للحركات الجماهيرية الطبقية هو الحزب الطليع الطبقي، وهذه الازمة موجدة عالمياَ ولاسباب تأريخية، والتشتت الحاصل للاممية العمالية الثورية التي اسسها كارل ماركس وانجلس تحولت الى التفكير بالنضال المحلي جوهرياَ، والكلام عن ضرورة الوحدة الستراتيجية الاممية لمواجهة عدوما الرأسمالي الاممي شئ ثانوياَ تحت وطئة الافكار القومية والوطنية الضيقة. نحن بحاجة الى كوادر شابة مناضلة في صفوف الطبقة العاملة لتغيير المعادلة، لان اي منظمة عمالية بدون وجود الرجال الاحرار والمرأة التحررية المناضلة لن يكون لها اي دور يذكر، ولن جزء من اي تحول اجتماعي للنهوض بالمجتمع المتحفظ، وخصوصاَ نحن كباقي المجتمع نعاني من الأختلافات والمشاكل الطائفية والقومية والدينية والتمايز الجنسي...الخ، الموروثة من النظام البعثي والحرب والاحتلال والسلطة الحالية من كردستان الى اخر نقطة في جنوب العراق، والمرأة العاملة المتضرر الاكبر من كل هذه الاوضاع الموجودة.
*******************
الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئات السوريات في مواجهة أسواق النخاسة الجديدة
- الحصول على مقاعد في الجنة أم مقاعد في المجالس.. النساء المرش ...
- شرعنة سوق النخاسة بأسم الجهاد
- كفاكم تمادي اصحاب الصلوات والتعبد والزيارات
- الحركة العمالية مشلولة ومعاقة من دون مشاركة المرأة
- المساواة التامة بين المرأة والرجل بوابة العالم الأفضل
- الثامن من مارس ليس يوما لمناسبة روتينية
- يوم المرأة العالمي.. يوم اقرار الوجود الأنساني
- حوار حول الحركة النسوية في العراق
- اذاكان قميصه قد من دبر.. التحرش والاغتصاب بين الاسطورة وساحا ...
- حضور المراة في التظاهرات الراهنة في العراق وقضية تحررها ومسا ...
- عيدنا الاوحد التحرر والمساواة
- الى ياسمين البرماوي
- أترانا نعود لعصر الساطور والمدية.. لنوقف جرائم قتل النساء في ...
- يقتلون في وطني النساء
- أنا أمرأة ولست عورة.... حوار مع مجموعة (100 % نساء) المغربية
- روض غرائزك ولاتدعها تتحكم بمصيرك... أنتشار ظاهراة الاغتصاب ف ...
- السياسة تحول جريمة الأغتصاب الى ورقة طائفية... أغتصاب فتاة ن ...
- كل عام وانت رجل
- سجينات التحرش والاغتصاب


المزيد.....




- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - أدامة بقاء النظام الطبقي يمر عبر بوابة عزل المرأة عن النضال العمالي