أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - العراق على شفير الهاوية!














المزيد.....

العراق على شفير الهاوية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والعراق إذا انفجر..
وها هو ينفجر في وقت شرع الانفجار السوري "يَتَلَبْنَن"؛ ففي منطقة حمص، على وجه الخصوص، ثَبُتَ وتأكَّد أنَّ سياسة "النأي بالنَّفْس" التي يحاوِل "لبنان الرَّسمي" التزامها لا تقوى على مقاوَمة "قوى الشَّد" في تلك المنطقة؛ وإنَّها لقوى شديدة قوية بما يكفي لشدِّ لبنان إلى الصراع، والزَّجِّ به في "الأتون السوري"، الذي يتبادل "التغذية النَّارية" مع "الأتون العراقي"، وفي منطقة الأنبار على وجه الخصوص.
المالكي الآن قاب قوسين أو أدنى من إنجاز أهم (وآخر) أعماله؛ فهو يتوفَّر على "إعادة تعريف الدكتاتورية" بما يجعلني أسمع صدام حسين يقول وهو في قبره: "كُنْتُ دكتاتوراً؛ أمَّا الآن فأنا خير ديمقراطي حَكَم بلاد الرافدين"؛ لكنني لم أسمع الرئيس بوش (ومَنْ خلفه في الحكم) يحامي عن "إنجازه التاريخي" في العراق، شارِحاً لنا أهمية غزو العراق، وإطاحة (ثمَّ إعدام) الدكتاتور صدام حسين، في إسباغ نعمة الديمقراطية على الشعب العراقي، وفي جعل هذا البلد مثلاً أعلى (يُحْتذى) للديمقراطية في العالم العربي؛ مع أنَّ المالكي (وبعض العراقيين من ممجِّدي حكمه) ما زال مُصِرَّاً على تصوير عهده على أنَّه "البداية الحقيقية" لـ "الربيع العربي"، وعلى أنَّ شعب العراق قد أكل من طيِّبات هذا "الربيع" ما جعله مصاباً بالتُّخَمَة.
إذا حُسِبَ "الثَّمَن" بالدماء، فإنَّ ثَمَنَ دكتاتورية صدام حسين أقل بكثير، وبكثير جدَّاً، من ثَمَن ديمقراطية الملكي، الذي لن يتخلَّى عن سعيه إلى "إقناع" ضحاياه (وهُمْ كُثْر) بأنَّهم ضحايا حرب "أعداء الديمقراطية" على عهده الديمقراطي!
المالكي، وبعد منافَحَتِه عن حكمه، أو عهده، الديمقراطي، والذي تضافَرَت الولايات المتحدة وإيران (على ما بينهما من خصومة) على التأسيس له، شرع يُنافِح عن "رَجُل الدولة" و"الدستور" الكامنين فيه؛ فهو، وإنْ كان "ديمقراطياً" يحسده على ديمقراطيته توماس هوبز وجون لوك وإيمانويل كانط، لا يَقْبَل أبداً التَّنحي عن منصبه؛ لأنَّ "رجل الدولة" لا يَقْفِز من مَركب دولته المهدَّد بالغرق، ولا يرتدَّ، في أوقات الضيق والشدة، عن "الدستور (والشرعية الدستورية)" الذي أقسم به، ولو ذهبت "بطولته" بالدولة والوطن.
لقد تمخَّضت الحياة "الديمقراطية" و"الدستورية" الجديدة للعراق، وفي عهد المالكي على وجه الخصوص، عن هذا الدَّمار في البنية القومية لعرب العراق؛ فهؤلاء ما عادوا يَجِدون لديهم من قوَّة الانتماء القومي (العربي) ما يقيهم شرور تعصُّب أحد جزئيهما لشيعيته، وتعصُّب الآخر لسنيته؛ ولقد عَرَف المالكي كيف يَغْرِس له حُكْماً وطيداً مديداً في تربة هذا الانقسام البغيض الكريه، والذي اجتهدت الولايات المتحدة وإيران (وقوى دولية وإقليمية أخرى) في تغذيته.
المالكي، وبحُكْم طبيعته السياسية، وتحالفه الطبيعي مع إيران، فَهِم المخاطِر المحدقة بحكم بشار الأسد في سورية على أنَّها مخاطِر ستحدق به، وبحكمه، عمَّا قريب، فتمادى في تعاونه مع إيران (وغيرها من المدافعين عن بقاء بشار الأسد) على مَدِّ بشار الأسد بكل ما يحتاج إليه في صراعه من أجل البقاء، فجاءت هذه "التتمة الإقليمية" لنهجه في داخل العراق لتَشْحَن السنة من عرب العراق (ومن أهل الأنبار على وجه الخصوص) بمزيدٍ من الوعي الذي يَسْتَصْلِحه كل من له مصلحة في أنْ يقود ما يسمَّى "أهل السنة والجماعة"؛ فالمالكي ما كان في مقدوره أنْ يحكم كما حَكَم، وأنْ يُورِّط العراق في معركة إيران لإنقاذ بشار الأسد، من غير أنْ يؤسِّس لهذه "الظاهرة"، ظاهرة "أهل السنة والجماعة"، "حراكاً شعبياً" و"قيادات".
أوَّل غيث "ديمقراطية" عهد المالكي كان تقويض الوحدة القومية لعرب العراق بالتَّعصُّبين الكريهين، الشيعي والسني.
والآن، حيث يتعذَّر على أيِّ "واقعي" أنْ يتوقَّع أنْ يقوى الانتماء القومي لعرب العراق بما يكفي للتغلُّب على هذا الانقسام الكريه البغيض، وإنهائه، يُعْقَد الأمل على "قوَّة جديدة ناشئة" تسمَّى "العشائر العربية"، التي على صعوبة تمييزها، دافِعاً وغايةً وحِراكاً شعبياً، من "أهل الجماعة والسنة"، قد تُوفَّق في ترجيح كفَّة "التعصُّب العشائري" على كفَّة "التعصُّب الطائفي (الشيعي والسني)"؛ لأنَّ أبناء العشائر العربية الكبيرة بعضهم من السنة، وبعضهم من الشيعة؛ بعضهم من الشمال، وبعضهم من الجنوب.
وإنَّ كل من له مصلحة في النَّيْل من قوَّة هذا "الاتِّجاه الجديد" يتوفَّر الآن على إعادة شحن بطارية الصراع بين السنة والشيعة من عرب العراق؛ وفي هذا السياق، يَسْهُل فَهْم وتفسير الاعتداءات الأخيرة التي تعرَّضت لها بعض المساجد (السنية) في بغداد؛ وكأن المالكي يدرأ مخاطِر "العشائرية السياسية" عن "جذور حُكْمِه" الممتدة في عُمْق "الطائفية السياسية".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُمَّة تحتضر!
- عندما يتسَّلح العرب!
- في -الحقيقة-.. مرَّة أخرى
- كيري في جهوده -الحقيقية-!
- حتى لا يصبح هذا -الرَّقَم- حقيقة واقعة
- مصر التي تحتاج إلى استئناف ثورتها!
- مواطِنة أردنية تصرخ وتستغيث.. و-الدولة- صَمَّاء!
- أهو النسور أم فوكوياما؟!
- أوهام جماعات -الإسلام هو الحل-!
- -جلالة الإعلان- و-صاحبة الجلالة-!
- كيري الذي يبني -الثقة- ب -التنمية-!
- تجربة آينشتاين مع -الحقيقة-
- اللاجئون السوريون.. مأساة -مهاجرين بلا أنصار-!
- جوابي عن سؤال -مَنْ هو اليهودي؟-
- -جريدة- لم تَرَ النور بَعْد!
- ما معنى تلك الاتفاقية التاريخية؟
- و-الودائع- إذا -تبخَّرت- في -جزيرة الشمس-!
- تذكير جديد بالمخاطِر النووية
- الزعماء العرب قرَّروا -عدم تسليح- المعارَضَة السورية!
- حقيقة -النقود-


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - العراق على شفير الهاوية!