ردّ على تعليقات الزّائر صالح الوادعي على المقال -شذرات من وحي الخاطر - حول شروط نقد الإرهاب-

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 21:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ردّ على تعليقات الزّائر صالح الوادعي على المقال "شذرات من وحي الخاطر - حول شروط نقد الإرهاب"

أورد الزّائر صالح الوادعي تعليقين على مقالي "شذرات من وحي الخاطر - حول شروط نقد الإرهاب"، فقال في الأوّل:
"ﻹرهاب إسلامي أريدك أن تجيب على سؤالي وأعرف أنك لن تستطيع ولكن ﻷثبت أنك كاتب مأجور فقط ما رأيك في اﻹرهاب اليهودي الممارس في فلسطين ،
ما رأيك في اﻹرهاب الفارسي المجوسي الممارس في العراق وسوريا ؟
ما رأيك في اﻹرهاب الصليبي الذي مورس في العصور الوسطى تحت ستار الحروب الصليبية وفي العصر الحديث تحت ستار اﻻستعمار ومورس في العراق وفلسطين ؟
ما رأيك في اﻹرهاب البوذي الذي مورس في ميانمار؟
مارأيك في اﻹرهاب الذي مارسه المغول والتتار ؟
ما رأيك في اﻹرهاب الذي مورس في الحربين العالميتين وقتل فيه أكثر من مئة مليون برئ ؟
وأغلب هذا اﻹرهاب مورس ضد المسلمين لماذا ﻻ تعترف به أم أن المسلمين إرهابيون وغيرهم حمائم سﻻم فقاتل الله الحقد الذي أعمى بصرك وبصيرتك."
أمّا التّعليق الثّاني فجاء مقتضبا وفي صيغة تهكّميّة:
"يومين ولم يستطع الرد ﻷنه ﻻ يجد مبررا لسادته في إرهابهم أما المسلمون فهم إرهابيون إذا دافعوا عن أنفسهم"

إعلم يا صديقي أنّني لست متواجدا بإستمرار على موقع "الحوار المتمدّن" لأسباب مهنيّة وإجتماعيّة يطول شرحها، وإذا كنت قد فسّرت تأخّر ردّي على أنّه هروب من سؤالك أو دليل على عجزي عن تقديم إجابة فهذا رأيك الشخصي وهو لا يلزمني في شيء ولا يعبّر إلا عن رغبتك في تصديق ما أوردته في تعليقك الأوّل من أكاذيب وتحريف لموضوع المقال الرّئيسي وفهم خاطئ لما جاء فيه، هذا زيادة على المغالطات التي أوردتها والتي لا تصدر، حسب رأيي عن إنسان يمتلك تفكيرا منطقيّا.
لكن، لا يهمّ. وأعتذر إن كان غيابي قد سبّب لك أيّ مشاكل أو أفسد عليك بعض الأمور. وأتمنّى أن لا يفسد ردّي هذا ما تبقّى من أمورك.
هذا ردّي على تعليقاتك السابقة، وهو ردّ أتمنّى أن يكون عقلك قادرا على فهمه.
أوّلا: وجود المجازر عند الشعوب الأخرى لا ينفي وجودها عند العرب المسلمين (مثلما أنّ وجود المسلمين لا ينفي وجود شعوب أخرى أو أن إقتناع المسلمين بدينهم لا ينفي أنّ الشّعوب الأخرى مقتنعة أيضا بأديانها)، خاصّة أنّ كتب التاريخ موجودة والأحداث موثقة ويمكن لأي شخص الإطلاع عليها.
ثانيا: وجود المجازر التي يستند مرتكبوها إلى المعتقد الدّيني لدى الشعوب الأخرى من يهود ونصارى لا ينزّه المسلمين ولا ينفي وجود مجازر قام بها المسلمون بإسم الدّين الإسلامي.
ثالثا: لست ضدّ المسلمين كأشخاص ولا أكنّ لهم أيّ عداوة، عدا الإرهابيّين منهم (الشّيوخ الذين يفتون بكفر فلان أو يحرّضون على العنف والقتل والمجرمون الذين يفجّرون أنفسهم في العمليّات الإرهابيّة التي يسمّيها المسلمون "جهاديّة")، ولكنّني أكره الإسلام في أصوله: القرآن والأحاديث والتفاسير وكتب السّيرة والتي أعتبرها نصوصا إرهابيّة تحرّض على قتل الآخرين وتشرّع للعنف والإرهاب بإسم ربّ لا دليل على وجوده. أمّا لماذا أتحدّث دائما عن الإسلام وأكتفي بنقد وإنتقاد دين المسلمين فهذا ليس بسبب إنتمائي للمسيحيّة أو لليهوديّة أو تنزيهي للأديان الأخرى، فكلّ الأديان عندي متساوية في خرافاتها وحماقاتها وكلّ الألهة لا تساوي شيئا. وغاية ما في الأمر أنّني أعيش في مجتمع "مسلم" وأتعامل مع مسلمين وأعاني مخلّفات التّخلّف الذي نشره الإسلام في عقول النّاس وأرى ما في الواقع العربي من تفاهات مرتبطة بالإسلام، فليس من المعقول أن أنتقد المسيحيّة أو اليهوديّة... أنا أهتمّ بما بين يديّ وبما يدور حولي، أمّا نقد المسيحيّة واليهوديّة فأتركه لمن يعانون مخلّفاتها مثلما أترك نقد البوذيّة للبوذيين ونقد الهندوسيّة للهندوس.
رابعا: هل سمعت في أيامنا هذه عن جماعات إرهابيّة في العالم كلّه تستند إلى آيات من كتب سماويّة غير القرآن لتنفيذ عملياتها؟ بالطبع لا توجد. كلّ الجماعات الإرهابية الموجودة اليومإسلاميّة وتستند إلى آيات السّيف والقتل المأخوذة من سورة التّوبة والتي نسخت كلّ آيات التّسامح والتّقيّة التي أتت قبلها ، وذلك بشهادة الفقهاء والمفسّرين. فهل نقول بعد ذلك أنّ هذا إرهاب بوذي أو سيخي أو مسيحي؟ بالطبع لا، فالنّعت الوحيد الذي ينطبق عليه هو -إسلامي- لذلك نقول أنّه -إرهاب إسلامي-.
رابعا: أنت تخلط بين -إرهاب الدّولة- و-إرهاب الأفراد- ويجب أن توضّح أفكارك قبل الدّفاع الأعمى عن أشياء لم تستطع أنت نفسك توضيحها في فهمك.
أرجو أن يكون ردّي قد وصل وتمّ فهمه على أحسن وجه. وإذا كانت لديك أيّ إشكاليّات فيمكنك كتابتها في التعليقات وسأجيب عنها في مرّات قادمة.

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات