|
لا شي يُميز محمد عن الاخرين
احمد داؤود
الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 16:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
"افضل الخلق" عبارة كثيرا ما يرددها اتباع محمد نبي الاسلام علي مسامعنا ؛ وهم يشيرون بذلك الي انه افضل الناس في الجانب الاخلاقي .كما انه يؤكد بدوره "ادبني ربني فاحسن تاديبي " ويعلن في ذات الوقت بانه " بُعث ليتمم مكارم الاخلاق " . بينما يفضله اتباعه علي الاخرين ويقولون بانه خاتم الانبياء والمرسلين . وتفوق مرتبة هذا الشخص في اوقات كثيرة مرتبة الاله الذي يزعم بانه ارسله .كما انه يصعب علي الانسان ان يميز بينهما باعتبار ان الاول يمتلك الكثير من الصفات التي يفترض ان تكون حكرا علي الثاني .فالمسلمين علي سبيل المثال يصوٍرون محمد كشخص كامل بل وانه لا يخطي في حين ان المنطق يشير الي ان تلك الصفات مقصورة علي الاله فقط دون سائر الكائنات الاخري .
واذا ما تأملت مثلا الاحتفالات التي تُقام لتعظيم الاله فانك قد تجدها اقل من تلك التي تُقام من اجل تعظيم وتبجيل نبي الاسلام .وبينما يُطالب المسلمين بضرورة قتال كل من لايؤمن بالذي جاء به محمد او يرفض القبول بفكرة نبوته فانهم قد يغضون الطرف عن ذاك الذي يرفض القبول بفكرة وجود اله طالما انه لا يتعرض لنبوته.
ويُعتبر محمد "خطا احمر" لا يمكن تجاوزه باي شكل من الاشكال بينما الاله فهو بالتاكيد خلاف ذلك . وفيما توجد في العالم الاسلامي المئات من الوسائل الاعلامية التي تبجل الاول وتدعو الناس للاقتداء به واتباع سنته الا انه لا توجد في ذات الوقت مثل تلك المؤسسات والوسائل التي تهتم بذكر الاله او التعريف به . وفي اوقات كثيرة تجد ان اسم "الله" لا يُذكر الا لتاكيد فكرة نبوة محمد لا لتاكيد وجود ذات الله الامر الذي جعل الكثير يذهب للقول بان الله هذا ليس سوي وجه اخر لمحمد نبي الاسلام . ومهما يكن من امر فان هذا الاخير قد اصبح في التراث الاسلامي بمثابة ذاك الذي يسمونه ب"الله " .
وهنالك فن يُعرف بالمديح .ويقوم هذا النوع من الفنون علي تبجيل وتعظيم محمد .وتوجد في الدول الاسلامية مئات الفرق الانشادية التي تغني بماثر محمد مثل فرقة الصحوة السودانية .واشهر شعرائها الشيخ البرعي الذي قضي جل وقته في تاليف نصوص شعرية تبجل مؤسس ديانته وتسعي الي تاكيد فكرة نبوته .
وفي حين يرفض الكثير من المسلمين "الشعر والغناء الحديث " فانهم لا يجدون حرجا في الاستماع الي الاغاني او الاناشيد الدينية او حتي تاليف نصوص شعرية ذات طابع ديني بل ان كثير من الحكومات الاسلامية او الجماعات الدينية تجشع المسلمين لارتياد هذا الجانب .
ولكن رغم كل ذلك الا ان القاري لسيرة محمد سيدرك ومنذ الوهلة الاولي بانه ليس سوي بشر مالم تثبت سيرته انه الاسواء علي الاطلاق. حيث تخبرنا كتب السيرة بانه تزوج من طفلة بمثابة ابنة له . كما انه كان يستخدم فكرة النبوة لتبرير الكثير من ممارساته الغير اخلاقية للحد الذي جعل زوجته عائشة تعلن " مالي اري ربك يسارع في تحقيق هواك ". كما تخبرنا ذات الكتب بانه كان يعتدي علي الاخرين ويتخذ من نساؤهم ازواجا له مثلما حدث مع صفية التي قتل زوجها واتخذها زوجة له دون ان يراعي مشاعرها او يحترم ارادتها .
وكل الممارسات السالبة التي ارتكبها ضد مناهضيه تدحض بالضرورة فكرة انه "افضل الخلق " كما انها تقلل من شانه وتضعه في مصاف الاشخاص الغير اخلاقيين او قل الطغاه والمجرمين .
ومن خلال قراءتي المتأنية لكتابه الذي جاء به او سيرته التي كتبها اتباعه ثبت لدي وبما لايدعو للشك بانه لا يوجد ما يميز محمد عن الاخرين سوي انه انفرد ببعض الجوانب السالبة .و هذه الجوانب التي انفرد بها قد تدحض فكرة انه الافضل ؛لماذا: لانه لا يمكن ان نطلق علي شخص ما صفة الافضل ما لم يتقبل هذا الشخص الاخرين او يحترم ارادتهم . والافضلية التي اعنيها هنا هي بالتاكيد افضلية الاخلاق . ولكن التاريخ يؤكد بان محمد شخص غير اخلاقي ؛ فهو قد قتل اسرة صفية وتزوجها عنوة . كما انه فرق بين ابنه بالتبني زيد وزوجته زينب بنت جحش واتخذ هذه الاخيرة زوجها له .وعندما وبخه البعض اعلن بان الله هو من طلب منه فعل ذلك . علاوة علي ذلك فقد كان يقتل كل من يخالف توجهاته الدينية والسياسية .بل انه قام بابتكار حد الردة حتي يقمع كل الاصوات المناهضة . اضف الي ذلك كان يعتدي علي القوافل التجارية الخاصة بقريش ويسلب بضائعها بل ويقتل الكثير من الابرياء في حروبه التي يخوضها ضد اعدائه؛حيث لا يفرق بين كهل او طفل . ومما تخبرنا به كتب السيرة انه امر بقطع كل النخيل الذي كان يستفيد منه مناهضيه اليهود كما انه امر بقتل امراة لا لسبب سوي انها هجته .وفي هذه الحالة لا يمكن ان نعتبره اخلاقي .وبما انه ليس كذلك فهو بالضرورة ليس افضل الخلق .
قد يقول البعض بان افضل الخلق التي يرددها اتباعه تعني افضلهم من حيث المظهر ،اي اوسمهم بمعني اخر .ولكن حتي لو سلمنا جدلا بهذه الفرضية فاننا سنصطدم ببعض الادلة التي تدحض تلك الفرضية . منها مثلا ان هنالك شخصا وسيما يدعي دحية الكلبي للحد الذي جعل محمد يقول بان جبريل رسول الاله اليه كان ياتيه متجسدا او علي هيئة ذاك الشخص .
من جانب اخر كلنا سمع عن شخص يدعيي غاندي والذي كان يقول باستمرار بان " سياسية العين بالعين ستجعل من العالم اعمي " .وكلنا ايضا سمع عن شخص يدعي فولتير الذي قال بانه "مستعد لان يلقي حتفه من اجل ان يدع اي انسان يعبر عن رايه بصراحه حتي لو كان هذا الراي مخالفا لما يذهب اليه " وكلنا ايضا سمع باعلانات حقوق الانسان التي تنص علي ان الناس سواسية وانه لا فرق بين ذكر وانثي ،كبير وصغير وانه يحق لاي انسان ان يعتنق ما يراه صائبا اويفعل ما يرغب فعله او يقول ما يريد قوله طالما انه لم يلحق الاضرار بالاخرين .
وعبارة افضل الخلق التي يرددها المسلمين تعني بالضرورة بان محمد افضل من هؤلاء .ولكن انظر عزيزي القاري الي اقوال محمد ومن ثم احكم . يقول محمد "العين بالعين والسن بالسن " " ان الدين عندالله الاسلام ـ ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه " " امرت ان اقاتل الناس حتي يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الذكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم واموالهم " قاتلوا ....حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " " لايفلح قوم ولوا امرهم امراة " " الرجال قوامون علي النساء " " نساؤكم حرث لكم فاتو نساؤكم اني ما شئتم " اغزو تغنموا نساء الروم " " ان الله جعل رزقي تحت ظل رمحي " " كلوا مما غنتم حلالا طيبا " "قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة " " كنتم خير امة اخرجت للناس " كما انه كان يحرض اتباعه لعدم مناصرة اصحاب المعتقدات الاخري ويقول بان من يفعل ذلك فهو منهم . اضف الي ذلك فقد منع الفئة الاخيرة من زواج نساء المسلمين .
المنطق سيضع بالتاكيد الفئة الاولي اي "فولتير ،غاندي " في مرتبة افضل الخلق ولكنه بالضرورة سيرفض فكرة بان يكون محمد منهم .
كثير من المسلمين يدركون مسبقا عدم وجود معايير تميز او تفضل نبيهم عن الاخرين الا انهم يعملون بشتي الطرق علي اختلاق تلك المعايير .هنالك اقوال تشير الي ان السئ سيظل سيئا مهما كان . وبما ان محمد يفتقر للمعايير التي تؤهله لان يصبح افضل الخلق فانه بالتاكيد سيظل ابد الدهر اسوأهم علي الاطلاق .
المسلمين يعتبرون نبيهم الافضل من دون سائر البشر ولكن عليهم تاكيد ذلك بالمنطق لا بالادعاء والاختلاق . عليهم ان يمنحونا ادلة موضوعية تثبت صحة ما يقولون وتدحض في ذات الوقت صحة الكثير من الروايات التي وردت في القران او كتب السيرة حينها يمكن ان نقبل بصحة ما يذهبون اليه .
شخصيا لا يضيرني ان يصبح محمد افضل الخلق او اسوأهم ولكني حتما متضرر من الاتجاهات التي تعمل علي تاكيد فكرة افضليته بالادعاء والكذب .
#احمد_داؤود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التجميل وحده لا يكفي
-
اما الاسلام او العالم
-
نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
-
غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا
...
-
نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
-
تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
-
الردة العظمي والانهيار الاعظم
-
الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
-
التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
-
الازمة في الدين ام المتدين
-
الي ماذا يشير عجز الاله ؟
-
من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
-
العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
-
مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
-
الله ...لست ملزما للايمان بك
-
رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
-
ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
-
الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
-
لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
-
احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
-
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا
...
-
إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
-
كلمة الرئيس الايراني بزشكيان امام سفراء الدول الاسلامية في ط
...
-
الاحتلال يحتجز مركبة ويستولي على كاميرات مراقبة في جنين وسلف
...
-
اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
-
اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا
...
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|