|
فرقة -جرامافون- عازف كمان وممثل بانتومايم يخاطبان المجتمع بموسيقى وحركة
إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)
الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 10:28
المحور:
الادب والفن
فن البانتومايم هذا الفن الصامت الذى يجبر الممثل والمتفرج على الصمت لتتحدث المشاعر ولتصرخ الأفكار بالبوح والتحاور مع الانفعالات المختلفة، انه هذا الفن الذى بدأ من حضارات العالم القديم وامتد حتى الآن، والذى يوحد العالم اجمع على لغة للتعبير تجعله كالموسيقى التى يفهم موضوع فكرتها جميع من يستمع لها، وهناك العديد من الفرق التى تسعى بخطوات هادئة لتثبيت أقدامها فى هذا الفن ولنشره فى المجتمع، والتقدم نحو خطاب انسانى لجمهور يسمع همسات إنسانية صادقة عاطفيا وصادمة فكريا تائهة بين صخب الأيام التى يعيشها مجتمع مكتظ بالمشاكل، وفى هذا التحقيق نعرض عمل إحدى فرق الشباب المكونة من عازف كمان وممثل بانتومايم، والتى تتجول لنشر الوعى الانسانى بطريقة مبسطة فى أماكن مختلفة ولتوجيه رسالات متنوعة فى الحياة.
عروض تحمل رسالات مجتمعية فعالة
يذكر الفنان بولا إدوار ممثل البانتومايم فى الفريق أنهما يقدمان أفكارا متنوعة تناقش قضايا اجتماعية وإنسانية مختلفة وتخاطب أعمارا عديدة، وأنهما قاما بتقديم عروض فى أماكن مختلفة لجماهير متعددة الثقافات، بالإضافة إلى أنهما قاما بتسجيل عرضان عن الثورة تم نشرهما على موقع اليوتيوب، وذكر عدة أفكار للعروض منها:
عرض ضد القيود فى ندوة للتنمية البشرية تم تقديمه عن القيود المفروضة على الإنسان ،والتى تفصله عن الاندماج مع المجتمع بصورة طبيعية، وقدماه مع مجموعة من الممثلين، وصوروا القيود بحقيبة ملتزمون بها.
وفى عرض خرفان الذى عُرض مع فريق "ثبت قلبى" فى مهرجان أفاق مسرحية 2013، والحاصل منه على عدة جوائز فى التمثيل والموسيقى، كان يُقصَد به فكرة التبعية بمفهومها العام، حيث يتجمع عدد من الناس ليتبعوا احدهم ليقلدونه فى كل شئ، وفوجئوا حين مات أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون، فأصبحوا كالمشردين فى الأرض ومشتتين، فانقسم عنهم اثنان ليتشاجرا على من يأخذ مكان القائد المتوفى، أما الباقون فتمردوا عليهم وقرروا ألا يتبعونهم حتى دخل شخص، ومُثل بأنه مجرد فراغ كتعبير رمزى على دخول شخص ما، حتى بدءوا فى تقليده وذلك للإشارة إلى أننا جميعا وان كنا نتمرد فى وقت على شخص ما فإننا فى الوقت ذاته نقوم بالتبعية لشخص أو لشئ آخر.
وفى عرض ألوان كانوا فريق وكان لكل ممثل لون خاص به، ظاهر فى لون مكياج وجهه وملابسه، ورسالة العرض كانت أن لكل شخص لونه المميز اى شخصيته وأفكاره الخاصة التى عليه أن يتمسك بها.
التواصل مع الجمهور
أشار بولا إلى أن هناك بعض العروض التى تعقبها مناقشة مع الجمهور، وأضاف أن هذا طبقا لما يطلبه الجمهور مثل جمهور الندوات، حيث يناقش العرض قضية ما وحيثيات الاحتفالية تتطلب المناقشة، وأضاف أن هناك من الجمهور الذى يطلب تواجدهم بوقت اضافى ليتعلم فيه أصول فنون المايم والبانتومايم.
وذكر انه كان من ضمن فريق الإعداد بالعرض فى محطة المترو ضمن فعاليات مهرجان 100 ألف مايم للتغير فى مصر، وأكد أن انطباع الناس كان صمت الانبهار بهذا النوع الغريب من الفن بالإضافة إلى استغرابهم انه يتم مزاولته فى محطة للمترو، وان البعض منهم كان متفاعل خاصة النساء، فحين تم التعبير بمايم عن التحرش كن متفاعلات بشكل ايجابى كبير، وأضاف أن المشاهدين من المارة كانوا متقبلين لهذا الفن جدا وحيوهم باهتمام.
وأضاف الفنان صموئيل رفعت عازف الكمان بالفريق أنهما قاما بتقديم عرض فى دار للمسنين، وأنهما قبل العرض لم يكونا يتوقعا هذا التواصل الكبير معهما، إنما وجدا أن تفاعل الجمهور كان قوى، وبرغم أن الأداء صامت إلا أنهم تفهموا الفكرة جيدا وتقبلوا هذا النوع من العروض، وكانت أصواتهم تعليقا على الحركات هى المتحدث فى هذا الفن والدليل على الاندماج القوى معهما.
وأوضح انه لابد من أن يتوفر تواصل فنى بينه وبين بولا ليستطيعا أن يقدما عرض تفاعلى مع الجمهور، لذا عليه أن يلازمه أثناء العرض ويرى أداؤه بوضوح ليتجاوب معه بالموسيقى وفى حالة أنه يرتجل حركات جديدة، يقوم هو بدوره بالرد عليه بالكمان، وأكد على أن الأمر يختلف عن تشغيل الموسيقى التصويرية فى المسرح، ففى الغالب تكون موسيقى مسجلة ولا يشترط أن يكون العزف حى فى عروضه.
انتقاءهما للبانتومايم كلغة فنية
يرى بولا فى البانتومايم انه فن واسع التأثير على مشاهديه، حيث يُقَدم العرض على انه لوحة قابلة للفهم بأكثر من إحساس وانطباع، ولأنه فن غريب فى ملامحه حيث الملابس واستخدام ألوان الوجه، لذا فإن تلك الأركان الأساسية فيه تحقق انبهار الجمهور الذى يجعله سبب انجذاب لمشاهدته، مضيفا انه فن مفيد ومباشر خاصة عند تقديمه لجمهور المارة فى الشارع، ذلك لأنه يغير من ثقافتهم ويُطلعهم على نوع جديد من الفن، ويواجه الناس بمشاكلهم الاجتماعية بطريقة مبسطة وبأسلوب به نوع من البهجة بدون تعمد أداء حركات كوميدية أو مبتذلة لإضحاكهم، إنما الموسيقى مع الملابس المميزة له والمكياج يصنعون حالة مختلفة عن الشارع وروتينه ومشاكله.
ويذكر صموئيل انه يهتم بمشاركات العزف المختلفة، إنما يهوى فن البانتومايم بشكل خاص لذا خصص له وقت كبير، لأن البانتومايم يحتاج إلى تركيز قوى، وأشار إلى انه لم يدرسه بطريقة أكاديمية إنما اعتمد على البحث على الانترنت ليتعرف على أسلوب العزف واختيار الموسيقى المناسبة، وغيرها من متطلبات مشاركة الممثل فى هذا الفن، وأضاف بولا أن نفس الأمر بالنسبة له فهو لم يدرس هذا الفن أكاديميا أيضا، إنما بحث على الانترنت وتعلم وطور من أدائه الفنى به.
ويرى بولا أن هذا الفن ربما يؤثر أكثر من كلام الندوات بصورة ابسط وأعمق، ويجد أن تقديم عروض منه فى الشارع هو أهم من أماكن كثيرة لتقديم العروض الفنية، حيث انه يتعامل بشكل مباشر مع الناس والممثلين يكونون على مقربة من الجمهور، وفى هذا أيضا وصول لفئات بسيطة جدا من المجتمع ومهمشة ومنهم من لا يستطيع أن يذهب لمشاهدة أعمال فنية، ويرى أن البانتومايم يوحد لغة العالم اجمع وانه إذا يسافر ليقدم عروض فى اى مكان فى العالم، أو عند تقديمه لصم وبكم ستُفهَم رسالته، وانه فن يصل لجميع فئات الناس وكافة الطبقات الاجتماعية وخلفياتهم الثقافية.
واستكمل صموئيل انه يرى فى آلة الكمان أنها اقرب الآلات الموسيقية إلى التعبير عن المشاعر الإنسانية، كما يجد أن فن البانتومايم يعكس الواقع بأسلوب حيوى وسلس، حيث أن تلازم موسيقى الكمان مع الأداء الحركى يحقق تأثير عميق على المتلقى، الذى يتابع حركات بسيطة تعود إلى تصرفات تلقائية من الحياة اليومية منسجمة مع موسيقى الكمان التى تعكس ما يؤديه الممثل بنغمات تعبيرية، ومن هذا المنطلق فان الموسيقى فى هذا الفن تتحمل نفس مقدار مسئولية التمثيل فيه، ذاكرا أن اغلب الموسيقى التى يقوم بعزفها فى عروض البانتومايم تكون من تأليفه وانه يوظفها لتلائم الأفكار المختلفة الخاصة بكل عرض، ذلك بالإضافة إلى عزف مقطوعات معروفة إنما بتوزيع جديد يناسب الحدث أو القصة التى تؤدى، ومن هنا يكون العمل على اختيار الألحان الأنسب للتعبير عن الحالة المؤداة، حتى يكون العرض فى انسب صوره ليقوم بدوره فى توصيل رسالته السهلة الفهم والتأثير.
#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)
Ereiny_Samir_Hakim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نداء للسامرى الصالح
-
دماء غشاء البكارة والدورة كرامة للأنوثة
-
رواية مياه الروح تكشف القناع عن الزيف الدينى وتعرض رجاء لمن
...
-
متعصب وملحد متطرفان
-
إهداء إلى أمهات لا يذكرهن احد
-
فيلم -ساعة ونص- قراءة للواقع الانسانى المصرى ومحاضرة نفسية ل
...
-
مع توفر لقب عاهرة أين العاهرون؟
-
إله الأشرار بدعة
-
صلاح الدالى يقدم توعية سياسية مبسطة بفن الاستاندأب الكوميدى
-
بيان من مجلس إدارة الإتحاد المصري العربي للفرق المسرحية الحر
...
-
لست أنا العورة .. انتم العورة
-
بئس ثائر يحتقر المقهور وشعب هو هولوكوست وطنه لندرة الرحمة وو
...
-
أصبحنا لا نقدس الحياة ولا نحترم الموت
-
متى تصبح إنسانية المواطن المصرى قضية رأى عام؟
-
تحدثوا عن الأحياء موتا ولو قليلا
-
مسرحية -العملة- إنذار فنى لمجتمع غافل فى فتنة التعصب
-
لأننى مسيحية
-
البحث عن الحقيقة إيمان
-
سقوط وقيام هكذا أنا الإنسان
-
لجنة الرصد والمواجهة تتصدى للتعديات على الآثار
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|