أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي















المزيد.....

في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التطورات التي تشهدها الأزمة ، في سوريا ، خلقت متغيرات جديدة على الأرض ، وقلبت السحر ، على الساحر الأمريكي ، وأدواته الخليجية وأزلامه في مجلس اسطنبول ، وائتلاف الشر المسمى الائتلاف الوطني السوري ، وباتت الإدارة الأمريكية ، تغذ الخطى ، مع حليفتها الإمبريالية " بريطانيا" للتدخل عسكرياً في سوريا ، تحت مبرر مزعوم أن الجيش السوري ، تجاوز الخطوط الحمر ، وأنه استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة مرتين .
وأبرز هذه التطورات ، الانقلاب المفاجئ ، في سير المعارك على الأرض ، فبعد أن كانت مجاميع الإرهاب التكفيرية ، التي تحمل أسماء النصرة ، وأحفاد الرسول ، وغيرهما من المسميات ، المرتبطة بالقاعدة تخطط لخوض معركة دمشق الفاصلة ، من بوابة داريا ، باتت الآن تبحث عن النجاة بنفسها ، ولسان حالها " أنج سعد فقد هلك سعيد " .
فمعركة تحرير داريا ، من فلول الإرهابيين ، القادمين من الشيشان وليبيا وتونس والسعودية ومن مختلف أرجاء العالم ومن ثم إطباق الجيش العربي السوري ، على هؤلاء الإرهابيين ، في الغوطة الشرقية ، وعزل مجاميعهم في أحياء برزة وجوبر والقابون ، تمهيداً لتنظيف أحياء العاصمة وضواحيها منهم ، شكل التطور الدراماتيكي الأول على الصعيد الميداني .
وترافق مع تطورات ، إجهاز الجيش العربي السوري ، على المجاميع الإرهابية ، في محيط دمشق ، تطور حاسم آخر ، ألا وهو تطهير منطقة حمص ، من قطعان جبهة النصرة وأخواتها ، إذ أنه وبسرعة فائقة وبتكتيكات عسكرية متطورة ، تمكن الجيش السوري ، من هزيمتها وطردها من البلدات والقرى ، في حوض غرب العاصي ، ومن معظم القرى المحيطة بمدينة القصير ، وباتت هذه المدينة الإستراتيجية الواقعة على الحدود السورية اللبنانية ، التي تستخدم كقاعدة للمقاتلين التكفيريين القادمين من طرابلس ، باتت محاصرة ، وأمرها محسوم خلال أيام ، ما يمكن الجيش السوري ، من حسم المعركة بسهولة ، مع قطعان النصرة وفلول ما يسمى بالجيش الحر ، في بعض أحياء حمص القديمة .
هذه التطورات ، قضت مضاجع الإدارة الأمريكية ، وأدواتها في المنطقة ، حيث أدركت هذه الإدارة ، أن حسم معركتي حمص ودمشق يشكل فاتحةً لحسم الحرب ، في بقية أرجاء سوريا ، فبدأت تعد العدة وترسم سيناريوهات التدخل ، للهجوم على سوريا .
سيناريو التدخل الأمريكي ، بدأ ينفخ في فزاعة استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية ضد المعارضة ، وأن سوريا تجاوزت الخط الأحمر الذي يبرر للولايات المتحدة ، التدخل بحجة الاستيلاء على الأسلحة الكيماوية ومنع استخدامها ، رغم أن كل المعطيات ، توضح بأن قطعان القاعدة ، هي التي نفذت الهجوم الكيماوي ، على خان العسل قرب حلب.
وبدأت فزاعة الكيماوي السوري ، تتفاعل بشكل مبرمج في الدوائر السياسية والإعلامية الأمريكية ، والأطلسية عموماً ، على النحو الذي يذكرنا بتلك الفزاعة ، التي استخدمت لضرب العراق ، واحتلاله عام 2003 ، والتي تبين زيفها ، بعد أن استخدمت كمبرر ، لتدمير هذا البلد الذي شكل تاريخياً بشعبه العريق ، العمق الاستراتيجي للقضايا العربية .
فالاستخبارات الأمريكية ، تتحدث عن أدلة لاستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية مرتين ، والإدارة الأمريكية في سياق مبرمج تتظاهر بالتعقل ، وتريد المزيد من التقييم لتقارير الاستخبارات ، وبريطانيا التي لعبت دور المروج ، لأسلحة الدمار الشامل المزعومة ، في العراق تعود للعب نفس الدور ، بشأن الترويج ، لاستخدام سوريا لهذه الأسلحة .
وبالتالي فإن النقطة المركزية ، في سيناريو التدخل الأمريكي والاطلسي في سوريا ، يكمن في ترويج فزاعة الكيماوي ، وقد ترافق مع عملية الترويج هذه ، ترتيب مسرح العمليات على الأرض ، عبر إرسال قوات وخبراء إلى الأردن ، لتدريب مجاميع من المقاتلين ، للدخول إلى سوريا لتشكل نوعاً من التوازن ، مع جبهة النصرة وأخواتها ، وقد بدأت هذه المجاميع تدخل بكثافة إلى سوريا .
وفي السياق نفسه ، عملت الإدارة الأمريكية ، على ترتيب الأوضاع في المنطقة ، لصالح أن يتفرغ جميع حلفائها ، في نسق واحد بقيادة المايسترو الأمريكي ، لضرب سوريا وإسقاطها كدولة ، وتقسيمها لمصلحة الكيان الصهيوني ، فكان أن أنهت الإدارة الأمريكية الخلاف بين تركيا والكيان الصهيوني ، بأن ضغطت هذه الإدارة على نتنياهو بأن يعتذر لأردوغان ، عن قتل ثمانية من المتضامنين الأتراك في أسطول مرمرة ، وأن يوافق على تقديم تعويضات لأسر شهداء هؤلاء المتضامنين مع غزة ، وكان أن استجاب نتنياهو فوراً ، لطلب أوباما في قاعة مطار اللد ، دون حتى أن يرجع لمجلس وزرائه المصغر.
وكان أن جمدت إدارة أوباما ، الصراع بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني ، للبحث عن تسوية مزعومة للصراع بينهما ، في إطار وعود زائفة بمنح الأكراد الحكم الذاتي ، لتتفرغ تركيا للتآمر على سوريا. .
وكان أن أنهت الإدارة الأمريكية ، تردد الحكومة الأردنية ، وأنهت حكم حلفاء حزب الله ، في لبنان ، من خلال الضغط على ميقاتي ، لتقديم استقالة حكومته ، على أمل أن تتجاوز الدولة اللبنانية ، سياسة النأي بالنفس ، عن الأزمة السورية ، باتجاه الانضمام للحريري ، وحلفائه لصالح دعم مجاميع الإرهابيين ، في سوريا، وتصديرهم إليها .
أدرك ، ويدرك غيري جيداً ، أن سوريا بحاجة إلى إصلاح وتغيير وأدرك جيداً ، أن الحل السياسي ، وفق مبادرة جنيف ، هو المخرج للأزمة ، لكنني أدرك جيداً ، أن مجاميع وقطعان النصرة – فرع القاعدة في بلاد الشام - ليست معنية بهكذا حلول ، بل تكفر الديمقراطية ومن يؤمن بها ، وأنها من خلال الإرهابيين ، الذين تم إحضارهم من مختلف تشكيلات القاعدة ، تسعى تحت عنوان الإسلام ، والإسلام براء منها ومنهم ، إلى فرض المنهج التكفيري ، على سوريا الحضارة والتاريخ .
أدرك كما غيري ، أن ما يسمى بالجيش الحر ، مجرد تشكيل صغير في ميزان القوى الداخلي ، بني على أساسه ، مسميات ذات طابع وظيفي في الخارج ، مثل مجلس اسطنبول ، والائتلاف الوطني المزعوم ، وهما تشكيلان تمت صناعتهما ، في الدوحة ، واسطنبول برعاية ودعم وتوجيه أمريكي .
وهذان التشكيلان ، ليسا معنيين بحل الأزمة السورية سياسياً ، بما يحافظ على هيبة الدولة ، ودورها الداعم للمقاومة ، والرافض للتطبيع مع العدو الصهيوني ، وذلك لسببين رئيسيين هما :
أولاً : أن عرابي هذين التشكيلين " حمد وأردوغان" ، يعملان في خدمة توجهات الإدارة الأمريكية ، الساعية بجد لتقسيم سوريا ، وإضعافها خدمة لأمن الكيان الصهيوني ، وضرب المقاومة ، واجتثاثها من جذورها ، ومن ثم إزالة كل المعوقات ، التي تعترض ، مشروع الشرق أوسط الصهيو- أمريكي.
وثانياً: أن هذين التشكيليين ، اللذين لا يمتان بصلة ، للوطنية السورية ولا للقومية العربية ، يخشيان من الحل السلمي للأزمة ، لإدراكهما أن المزاج الشعبي ، ليس في صالحهما ، وأنه في حال إجراء انتخابات فستكون نتيجتها ، لصالح قوى التغيير السلمي ، وحزب البعث ومختلف أطراف المعارضة الداخلية ، وبقية القوى الوطنية والتقدمية ، التي تؤمن بالنهج السلمي للتغيير .
ناهيك أن نسبة لا بأس بها ، من الشعب السوري ، أجرت تغييراً على موقفها من المجاميع المسلحة ، بعد أن أدركت جوهرها ، وطبيعتها الفاشية ، على مدى عامين ، وبعد أن أدركت الدور الوظيفي لمجلس اسطنبول المسمى " بالمجلس الوطني " ، وللائتلاف الوطني المزعوم في خدمة الإستراتيجية الصهيو أميركية ، وأزلامها في المنطقة .
المعركة مع الإرهابيين ، في طريقها للحسم ، - حتى وإن طالت بعض الوقت – والحل القادم والمنتظر ، يكمن في ديمقراطية ، تفتح الآفاق أمام تغيير ، يفسح المجال ، للقوى القومية ، والتقدمية ، والإسلامية المستنيرة ، لتأخذ دورها في قيادة سوريا ، بعيداً عن الانفراد بالسلطة وفق برنامج داخلي ، يفتح على الحرية والديمقراطية ، بشقيها السياسي والاجتماعي ، ومناهض للفساد وللاستبداد ، وبرنامج خارجي يتماهى مع البرنامج الراهن لسوريا العروبة ، الرافض للحلول للتصفوية للصراع العربي – الصهيوني ، وجوهره القضية الفلسطينية ، والداعم للمقاومة ، والحليف لكل القوى المناهضة للإمبريالية والصهيونية .
وفي ضوء ما تقدم ، من إدراك ، لطبيعة المؤامرة على سوريا واستهدافاتها ، لا بد للعروبيين ، والتقدميين ، من التخندق ، في خندق سوريا الدولة والدور ، في مواجهة المؤامرة الأمريكية الصهيونية التي يجري تنفيذها بأدوات عربية رسمية وإقليمية ، تلك المؤامرة التي بدأت تنحوا منحىً خطيراً ، عبر التحضيرات ، لتدخل عسكري وأطلسي مباشر في سوريا .



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي بالقضية الفلسطينية في مدارس الأونروا
- مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي
- نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
- في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
- صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
- لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
- لا خير يرتجى من زيارة أوباما
- الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
- استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
- في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا ...
- نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
- شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
- كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
- نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
- الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
- باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
- على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
- مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
- مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
- حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عليان عليان - في خندق سوريا في مواجهة العدوان الأطلسي