أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - سينما... يا بلدي














المزيد.....

سينما... يا بلدي


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:15
المحور: الادب والفن
    


عندما بدأ الحديث عن المتغيرات التي ستطال مؤسسة السينما، ضمن فكرة التطوير والتحديث بسورية، استبشرنا خيراً، خاصة أن الإدارة الجديدة، كانت محكومة بمبادرات واجتهادات شبابية وفردية، لكن تلك الإدارة نفسها وكما يبدو عادت بعد مرور سنوات على تلك الشعارات: بخفي حنين!
وعلى الرغم من محاولاتها الحثيثة، لإضفاء صورة تطويرية، وحداثية، ومغايرة عن الزمن الذي سبق، فإن حديث هذه الإدارة عن مشاريع سينمائية حقيقية، وعن نقلة سينمائية نوعية تشهدها سورية، يبدو محض هراء. فالتنويع الثقافي والتطور الذي شهده مهرجان دمشق السينمائي، من استقطاب لكبار المخرجين العرب والأجانب، ومن غزارة الأفلام المعروضة أثناء المهرجان، وما سيشهده لدورته الجديدة القادمة بالتأكيد، ورغم تحسين مستوى الصالات، فقد افتتحت ثلاث صالات جديدة في "دار الأسد للثقافة" ورغم أن هناك ثلاثة أفلام سورية، أنجزت في 2004 هي: فيلم "علاقات عامة" لسمير ذكرى، و"تحت السقف" للمخرج نضال الدبس، وسيكون هناك فيلم كرتوني طويل تنتجه المؤسسة لأول مرة بعنوان "خط الحياة" كتبته ديانا فارس وستعرض في المهرجان القادم. كل هذه الأحداث لا تشكل نقلة على صعيد الإنتاج السينمائي السوري، لأن إنتاج فيلم، أو فيلمين كل سنة، هو المعدل المعتاد منذ سنوات طويلة لإنتاج المؤسسة وهي الجهة الوحيدة في سورية كلها التي تنتج فيلماً سينمائياً!
يبقى دخول كاميرا الديجيتال التي ستكون- كما ترجوها هذه الإدارة- النقلة النوعية التي ستشهدها المؤسسة بالتعاون مع التلفزيون السوري، وهي الخطوة التي ستتيح مجالاً لظهور مخرجين شباب. وهذا أمر قد يكون بابه مفتوحاً لبصيص خافت من الأمل.
إن نظرة هادئة على تطورات مؤسسة السينما، تدل على أنها تمس الشكل، وليس الجوهر. فاستقدام الأفلام، وإقامة التظاهرات العالمية، والمهرجانات الضخمة ذات الكلفة الباهظة، لا يشكل تطوراً في السينما السورية، لأن الإنتاج السينمائي بقي على حاله في السنوات الماضية، ولا مؤشرات تدعو للتفاؤل تلوح في الأفق. فالمخرجون ما يزالون ينتظرون أدوارهم، وبعضهم ما يزال يقضي عمره في إخراج فيلم أو فيلمين، ومنهم من يتحول إلى مجرد موظف في مؤسسة حكومية. والبيروقراطية المتفشية في الدوائر الحكومية تعرقل من جهة، والرقابة من جهة أخرى، التي تشكل قيماً على النصوص. وفي كل بلدان العالم تعتبر السينما رائدة التعبير والحرية، إلا في بلدنا، فقد سبقها التلفزيون بأشواط. على سبيل المثال: تصادر النصوص التي تلمح إلى، أو تتناول، سطوة رجال الأمن والمخابرات وتدخلها في أجهزة الدولة. في الوقت نفسه لم تترك حلقة من حلقات مسلسل "بقعة الضوء" فرصة إلا وتعرضت لهذه المشكلة. وبالتالي، فأين معيار الرقابة؟ هل هو نفس سطوة أصحاب رؤوس الأموال الذين يملكون شركات الإنتاج الفنية الضخم، وتأمين الحماية لهم من قبل مسؤولي الحكومة؟ أم في خوف بعض الإد ارات على امتيازاتها ومناصبها؟ لذلك فرصة الجديد والمختلف في المؤسسة ضعيفة وباهتة. ولعل المشكلة الأساسية التي تهون أمامها كل المشاكل، هي ما تمّ الحديث عنه طويلاً وكثيراً: الدعم المادي، "التمويل". فمؤسسة السينما تابعة لوزارة الثقافة (أفقر الوزارات في الحكومة السورية)، فكيف سيكون بإمكانها دعم المؤسسة؟ أو على الأقل تمويل أربعة أفلام في السنة؟ علماً أن هناك العديد من الأفلام تموّل بإنتاج مشترك "صندوق الدنيا" لأسامة محمد، تمويل فرنسي سوري، و"قمران وزيتونة" لعبد اللطيف عبد الحميد إنتاج مشترك بين المؤسسة والقطاع الخاص "شركة الفيصل". هذا من جهة، ومن جهة أخرى فأي تشجيع قد تفكر فيه الشركات الخاصة سوف يحكمه مبدأ الربح، الذي يعول عليه المنتج، المدرك سلفاً كساد بضاعته ما دامت لن توزع وتباع إلى الفضائيات. لذلك تحجم اغلب الشركات الفنية الخاصة عن الاتجاه إلى الإنتاج السينمائي، وتتجه نحو الإنتاج التلفزيوني الذي يحقق لها عائدات ربح سريع. النيات الحسنة لا تكفي لتطور أي صناعة أو ثقافة في أي مكان من العالم ما دام ذلك التطور محكوماً بمحدودية رأس المال وحرية التعبير وضيق الأفق المحكوم أصلاً بانتهاز ية الفرص، وبتبوء المناصب.
ولعل المشكلة الأساسية هي مشكلة اقتصادية، بالدرجة الأولى، تمس علاقة الدولة بالسينما، والتي تعتمد على مخصصات وزارة الثقافة، المقررة من الحكومة السورية في ميزانيتها السنوية، والتي لا تولي منها وزارة الثقافة إلا الفتات، ومؤسسة السينما ليست الدليل على ذلك فقط، بل تعثر مطبوعات وزارة الثقافة نفسها، وانتهاء كتبها إلى مخطوطات مصفوفة بين الأدراج، هذا بالإضافة إلى أن الثقافة، بالنسبة للمواطن السوري ونتيجة الأوضاع الاقتصادية، تحولت إلى رفاهية، لا يحتمل ممارستها، والأدق: لا يستطيع!
أذكر إننا كنا ما نزال أغصان غضة، نتعلق بثوب جدتي، وهي تحملنا إلى عيدنا الأسبوعي في صالة السينما، وبقربها صديقتها الفرنسية الأصل، التي تقول بعربية ركيكية: المكان الوحيد اللي بشم فيه ريحة بلدي هو صالة السينما. كان ذلك قبل أن نتحول إلى أخشاب يابسة، بعد ربع قرن من الزمن، وقبل أن يختفي رجع الصدى لذكريات تلك الجدة في صالة السينما المزدحمة بالعائلات. وأذكر تماماً، أن أول فيلم رأته عيناي، وأغويت بحكاية البصر والشفاه، كان فيلم: "كفر قاسم" لبرهان علوية، الفيلم الذي جعلنا نخرج جميعاً، عجائز وأطفال، ودموعنا تسبقنا إلى الشارع.
حلوة... حلوة يا بلدي



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصورة التلفزيونية وفصام الواقع
- الطوفان في بلاد البعث
- سيناريو كاميرا:انطون مقدسي وخديعة الغياب


المزيد.....




- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - سينما... يا بلدي