ثورة من صنديد

بنكين مصطفى تمو

الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 09:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ثورة من صنديد

بنكين تمو(Bengîn temo)

كم نزفٌ من دماء أبنائنا ... واستمرارٌ لآلامنا ... ومازالت ماضية في طريقها الهوجاءُ ...
قد استغرقت وقتاً طويلاً ... لكنها قوية ... وجهنمية في تصميمها ... إلى درجة أن اللسان بات عاجزاً عن وصفها ...والقلم عن توثيقها ... و الإنسان عن تصديقها إذ أنه عاش صامداً في أحضانها ...وقائعها ... قصفها إلى درجة أن التحمل عجز عن تحملها حتى نهايتها ... فتحولت العظامُ إلى رميم ... والمدن إلى خراب ... والبيوت إلى رماد ... ومع ذلك مازالت صامدة ويتيمة .
هنا تظهر السماءُ بثوب الثائر الخجول ... وتقفُ متفرجة بشكلٍ مخيف في تتبع أحداثها ... أما الآن فلا سبيل إلى الهروب ... إلى العزاء ... البكاء ... سواءٌ في داخلنا أوخارجنا وحتى في محيط أحلامنا... لتصل الذات إلى قناعة مفادها بأنها لا تؤمن بفدائيتها المستحيلة إلى أبد الدهر ... فذلك يعود إلى أنها تشعر بالألم والبكاء دماً ... مع ألم مزمن في سيكولوجيتنا الأبدية .
لا يمكننا الحكم عليها بأنها سبب الدمار والخراب والتهجير و و و و و لأنها لو لم تكن اليوم لكانت غداً ... ولابد للقيد أن ينكسر ... هي طلبت الغيث من الإنس والجن والبشر والحجر والشجر ... ولكن لا حياة لمن تنادي .
وهكذا بقيت تشقُ طريقها من خلال دموع الثكالى التي تملؤها الغضب والحزن والفزع وأصبح كل ذلك جزءاً من ثقافتنا ومازال العنف قائماً فوق رؤوسنا ... والموت جزءاً يومياً في تربيةِ أولادنا وكلّ ذلك كي لا تبقى فكرة إلى الأبد .
مهما كنا ضعفاء ... ومهما حاولوا تغيير مسارها والتسلق عليها من قبل الجبناء والرعنويين ، إلا أننا دحرجنا الكرة فوق خط مستقيم ... فوق خط كسر الخوف .
إن كل نقطةٍ من ذلك الخط تمسُّ بناء الإنسان ومعرفة الذات ورفض الطغيان و دحض الحرية ... ربما يكون ذلك الخط المستقيم ناقصاً ولكن ذلك لا يُنهي طريق الثورات فهناك ثورة في بوتقة ثورة .. وسيل من التضحيات .
تلك التضحيات تلامس الخلود التاريخي لا نحس منها شيئاً سوى الألم ونعمة النسيان ويبقى في نهاية المطاف ذلك الخلود ومثابرة للإنسان ... ويبقى عرضاً مسرحياً للحياة الآنية ... ومن ثم تنضم إلى دفتي التاريخ ... و بذلك يتبلور وعياً مقدساً يسمو بوعينا غير المتنامي

#بنكين_مصطفى_تمو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات