محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 00:12
المحور:
الادب والفن
قصيدة الليل
إلـى ياسر
واحرّ
قلباه مـمّن
قلبُه ورم أو
ربّـما ..
كَبِدُهُ عدَمُ
راح مِنـّي..
ضاع
ولدي ياسر
راح مِنـّي..
فِلْذَةً فِلْذَة.
راح وكأنْ لـمْ
أرَ وجْههُ فـي
المهدِ صَبِيّاً أو
وهُو فَتـىً
فـي السّرير.
حيْث صغيراً...
وراء البُعْدِ البَعيدِ
جرَفتْهُ المَهاجِرُ
راح مِنّـي فلَمْ
أشْهدْ عُرْسَهُ
كأنّـما هُو مات
فـي حرْب..
وقَدِ اسْتشْهدَ.
ضاع مِنـي ولـمْ يأْخُذْ
كِفايَتهُ مِـن حُضْنِ
أُمِّهِ أوْ نَصيبَهُ مِنْ
عَبيرِ الْوطَنِ.
ياسر..؟
هُو عِنْدي كِتابُ
الليْلِ أقْرأُهُ فيهِ
أثْناءَ الليْل.
ومِنْ حُسْنِ حضّي
هُو نائِمٌ مَعي
فـي قَصيدَةِ الليْل.
وكَثيراً ما أخْلو
إلَيْهِ كأُسْطورَةٍ
أو أتَخيّلُهُ فـي
القصيدَةِ كَما فـي
مِرْآةٍ أو أقولُ..
قدْ ياتـي مَنَ
الجَنوبِ أوْ..
مِنَ الشّرْقِ وأذْهَبُ
إلى الْمَحطّة لعَلّهُ
ياتـي فـي قِطار؟
لا أعْلَمُ كيْفَ سيَنْرِلُ.
بارِداً أمْ ساخِناً..
مَليئاً بِالنّدَمِ
أو بِالشّوْقِ ؟
انْتظَرْتُ
صيْفاً كامِلاً
واَـمْ ياتِ ؟
فانْخَفضَ ضغْطي
ولـمْ أسْتَطِعْ
مُغادَرَةَ الْمَحَطّةِ.
قلْتُ رُبّـما تاهَ فـي
مُدُنِ الجَليدِ..
انْجَرّ يُفَتِّشُ عَنِ
النّبيذِ أو راحَ كَما
معَ الْجَلْجَميشِ يبْحثُ
عنْ أُكْسيرِ الشّبابِ
وعُشْبَتِ الْخُلودِ.
ياسِرْ كَلِمَةٌ شَرِسَةٌ..
لَيْلٌ شاسِعٌ بِداخِلي
واسْمٌ آخَرُ لِنَهارٍ
آخَرَ أنْتَظِرُهُ
ولا يَجيئُ أوْ يَعْبُرُ
إلَيْنا بحْرَ الظُّلُماتِ
أوْ تبخّرَ فـي
الْمحَطاتِ ما
قبْلَ الأخيرَةِ .
بَقِيَ لـي مِنَ الْعُمْرِ
نَسْمَةٌ ولَمْ يَصِلْ
وإنْ زارَنا أثْناءَها ياسِرْ
أكيدٌ سَيُزهِرُ
بِمَجيئِهِ الْعالَـم.
هاريسبوك/بينسلفانيا
أميريكا
2012/8/2012
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟