أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة














المزيد.....

الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 08:47
المحور: الادب والفن
    



أن تتحدثَ عن قصصِ الأطفال والفتيان هو شيءٌ غريب خاصةً في مدينةٍ خليجية كبيرة كلها عمارات شامخة والشوارعُ مليئةٌ بالسيارات والزحام على أشده ولتذهبَ إلى مبنى كبير مزدحم بالأطفال والكبار، وبعد فترةٍ من تمكن جماعةٍ من الصغار من الحضور إلى المبنى والمسرح، يُقام الاحتفال ويرقصُ هؤلاء الفتيان والفتيات والأطفال ويجسدون قصةَ سوق عكاظ وشخصياتهِ من الشعراءِ عبر راوٍ هو جملٌ يجثم تحت جلده الواسع الفضفاض صَبيان صغيران وينطلقان كأبل يروي ويرقصُ وينشد الأشعار!
لكن المنصةَ المرتفعة حيث جثم المتحدثون وتحتهم ترامتْ القاعة الكبيرة المليئة بالناس سوف تشعرك بأنك في احتفال تقليدي تم تعودنا عليه حيث يقرأ بعضُ الكتاب ملخصات لأبحاثهم في حين لم يقرأ الجمهور المحدود الحضور تلك الأعمالَ الأدبية المنقودة!
هنا كان الأمرُ يختلف كثيراً. ثمة أربع نسوة جلسن على مقاعدهن ينتظرن فرصة صعودهن للمنبر للكلام. أحداهن منقبةٌ لا تظهر سوى عينيها، مغطاة بالأسود. وراحت المتحدثةُ المُقدمةُ الشابة الاماراتية تتحدث بالإنجليزية بطلاقة أدبية جميلة وباختصار عن أهميةِ قصص الأطفال والفتيان كمعنى بارز للحضارة والتقدم، حيث التقدير الكبير لكائنات المستقبل، وراحت تعرفُ الحضورَ بالمتكلمات الأربع المعتنيات بقصة الطفل واللواتي كرسن حياتهن لها!
تحدثت المُنقبةُ عن تجربتها في نشر قصص الطفل في إمارة الشارقة. وكيف خاف الأطفالُ منها حين دخلت عليهم، ولكنها حذرتهم بأنها سوف ترفعُ نقابَها إذا أرادوا أن يروا وجهها، لكنهم خافوا وقالوا لا استمري هكذا!
تجربة هذه المرأة عجيبة حيث عملت على تكريس حب الصغار للكِتاب عن طريق القصة التي هي الطريقة السحرية للاستيلاء على قلوب الأطفال ثم عقولهم. فهي دأبت على الحضور الشخصي الحميم للمؤلف، ولكن هناك عقبات كثيرة تحولُ دون ذلك منها تحويل بعض المكتبات المدرسية لحِجرِ عقابٍ للأطفال (المشاغبين) الأمر الذي أدى لكره الأطفال للثقافة!
لكن أهم وسيلة لتحبيب اليافعين بقصص الأطفال هي إقامة تجربة حية مع مؤلفي القصص، إن مجيء هؤلاء الساردين للمدرسة وقصهم على اليافعين كانت أهم وسيلة اتبعتها الباحثة (ميثاء الخياط) لخلق اهتمام طلابي واسع بالقصة وباللغة العربية والاهتمام بقضايا المجتمع. لكنها تنصح لتحقيق ذلك بمكافأة المؤلفين مكافأة مجزية وليس الناشرين، وتقديرهم في زياراتهم للمدارس وعدم البخل عليهم!
زهرة قاييني الباحثةُ من إيران رصدت اهتمام مؤلفين معينين بقصص اليافعين حيث التقوا الشباب الصغير القادم من أفغانستان وحتى من الحارات الفقيرة في المدن الإيرانية وهم العاملون تحت السن القانونية في الأسواق والمعامل ويعيشون بشكل مأساوي وعبروا عن حياتهم ونقلوا صوراً من معاناتهم، وكان لهذه المجموعات القصصية الملونة المصورة عن هؤلاء تأثيرٌ مهم في أوساط القراء اليافعين.
فليب كلوديه من فرنسا وهو باحثٌ وصاحبُ دارِ نشر متخصصة في أدب الأطفال والشباب ذوي الإعاقة يشرح للجمهور كيف عملَ من أجل نقل معرفة الأشياء والحيوانات إلى الأطفال غير المبصرين، وكيف جعلهم يدركون الصور العادية التي يراها المبصرون عبر وسائل تقنية طباعية خاصة، فيعرف هؤلاء الصغار الذين وُلودوا بلا بصر الكائنات الحميمية التي سمعوا عنها وقرأوا لها وهي أشكال مجسدة حية.
وتنتقدُ الباحثةُ الإيرانية سحر ترهنده كيف يصور بعض الكتابِ الأطفالَ ذوي الإعاقة بصور سلبية، فهم ضحايا القدر والسماء ويستحقون العطف، وهم أدوات للتسول. وعلى العكس تظهر كتبٌ قصصية هؤلاء الأطفال كأناس عاديين يحاولون تجاوز مشكلاتهم مثل آخرين عبر سرود موضوعية وكتب جميلة.
إدارةُ الثقافة في إمارة الشارقة مقيمة هذه الندوات عن ثقافة صعبة مكلفة كانت في مستوى الحدث والفعل وثورة الإنسانية التقنية، فالباحث يتكلم والشاشة تغني، وتظهر أغلفةُ كتب الأطفال ويتم تصفح أوراقها، وتتراءى شخصيات قصصها وتصدح بالأغاني الشعبية المخصصة للأطفال.
كان بعض الباحثين من الرجال، لكن الأغلبية كنّ من النساء، مثل حضور الندوات في القاعة. حشد النسوة الأمهات واليافعات، يثير البهجة والجمال. وهذا لا غرابة فيه نظراً إلى هذه العلاقة الوثيقة بين النساء والأطفال واليافعين، وقد اجتهدت النسوة في درس الظاهرة ومناقشة الطباعة والأغلفة والأسعار وتطور الأشكال الأدبية والقضية الأخيرة حصلت على اهتمام خاص، مع درس ذلك على الشاشة، وترابط ذلك مع مناقشة قضايا حياة اليافعين الاجتماعية ومشكلاتهم، وهناك محاور متعددة عبر حشد كبير من الدارسين، وخلال ثلاث جلسات طوال يومين، وكل جلسة فيها عدة باحثات وباحثين.
وبعد هذا كان معرض الشارقة لكتب الأطفال واليافعين تتويجاً وتجسيداً للكلام النظري التطبيقي عن هذه الثقافة المركزية في حياة الإنسان.
هي حقاً ذروة الاهتمام بثقافة الطفل في العالم العربي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يمينانِ في صدام
- سهولةُ الهجومِ على اليسار!
- دوستويفسكي روايةُ الاضطهادِ (2-2)
- دوستويفسكي: روايةُ الاضطهادِ (1 -2)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسيةُ (6)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (5)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية (4)
- وجهانِ لعملةٍ واحدة
- عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله خليفة - الشارقة ترفعُ ثقافةَ الأطفالِ إلى الذروة