|
ملاحظات على مقال - في حب اسرائيل -
قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 14:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملاحظات على مقال "في حب اسرائيل "
الذي يحب يصّدق كل شيء أو لا يصّدق أي شي"" جان جاك روسو أولا لا يحق لي ولا بأي شكل من الاشكال أن افرض حبا أو كراهية على اي احد لاي احد كان ، لكن ملاحظتي استمدها مما قاله ،جان جاك روسو ، وهي أن المحب في المحصلة النهائية يفقد موضوعيته والتي هي الالية التي بواسطتها ، يستطيع أن يتحرى الحقيقة . والحقيقة الموضوعية يجب أن تكون المنارة التي يهتدي بنورها كل من يركب "البحر " لئلا يغرق . ومن حسن حظ دولة اسرائيل أن غالبية مواطنيها اليهود والعرب ، لا يقرأون المقالات التي تمجدها بشكل يذكرنا بمقالات "كتاب البلاط " في انظمة القمع العربية . ولا شك بأن اسرائيل تحتل مرتبات مرموقة في مصاف الدول المتقدمة في الغرب ، ولهذا نجد بأن الهيئات الرسمية كمكتب الاحصاء المركزي والدوائر البحثية الاخرى وحينما ترغب بمقارنة الفجوات في الدخول بين الفقراء والاغنياء ، على سبيل المثال ، فأنها لا تقارن اسرائيل بدول العالم الثالث والرابع ، بل تقارن اسرائيل بالدول المتطورة في دول ال..او. سي .دي ، أو دول الاتحاد الاوروبي وشمال امريكا ، وليس ومرة أخرى بدول التخلف المحيطة بها ، وقس على ذلك كل المقارنات الاخرى في شتى مناحي الحياة. ولو كنت يهوديا ، لشعرت بالمهانة والغضب ، لأن المقارنة الوحيدة في المقالات ، هي مع البيئة القريبة فقط ،وذلك لأنها تلبي رغبة المتصدين للكتابة في هذا الموضوع لأثبات وجهة نظرهم المحسومة سلفا . وبما أنني عربي فلسطيني واسرائيلي أرغب كذلك في مقارنة اسرائيل بالدول المتقدمة ومقارنة وضعي مع وضع الاقليات القومية فيها ، وليس مع وضع الاقليات في العالم العربي المسلم . وذلك انطلاقا من فهمي للنظام الديموقراطي الغربي ، والذي تعتبر اسرائيل نفسها جزءا لا يتجزأ منه ، فالديموقراطية لا تتجزأ ، ويجب أن يحظى بها كل مواطن في الدولة الديموقراطية دون تمييز بين عرق ، لون أو دين . والنظام الديموقراطي يعني فيما يعنيه أختلاف الخطاب السياسي وصراع المنظومة الحزبية ، وحرية النقد والرقابة ، لهذا نرى بأن الاحزاب السياسية تمثل طبقات اقتصادية ، فنتانياهو تلميذ نجيب للتاتشيرية الاقتصادية ، يؤمن ويطبق الخصخصة لثروات الدولة كالغاز والصناعات الكيمياوية وشركات الطيران وما شابه ، بينما تقف ميرتس والجبهة على الطرف الاخر وتؤمن بالتوزيع العادل للثروات ، ويقف حزب العمل في الوسط ، وكذا هو الحال في الموقف من القضية السياسية والامنية ، ناهيك عن وجود احزاب فئوية كالاحزاب الدينية والاستيطانية . ومحاولة تنميط اسرائيل وتنزيهها وتصويرها وكأنها لا " تخضع " لقوانين الاجتماع والاقتصاد ، ما هو الا تسطيح وسطحية . اسرائيل دولة من منظومة الدول الرأسمالية المتطورة ، حققت خلال سنوات قيامها ، ما لا يستطيع انكاره الا من لا يرى الشمس من الغربال ، وعلى الطرف الاخر فأن اسرائيل وسياسة حكوماتها المتعاقبة تمارس احتلالا قمعيا ، والغاء للحقوق الانسانية الاولية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال ، ولا تقيم وزنا للحريات ، فالاحتلال الاسرائيلي هو كأي احتلال أخر ، يقمع ، يصادر ،يعتقل ، ولا يحترم قوانين حقوق الانسان في كل ما يخص الفلسطينيين ، وكل من يقارن القمع والظلم الاسرائيلي بالقمع والظلم العربي ، يسيء لاسرائيل ولليهود اولا وقبل كل شيء . فأذا كان هدف قيام اسرائيل ، هو التشبه بانظمة القمع العربية ، فهذا ليس مدحا لها بل هو اهانة بالغة . وقد قامت الحكومة الاسرائيلية في جلستها المنعقدة بالامس ، قامت بتمديد مفعول الامر الاداري الذي يمنع لم شمل العائلات ، بين مناطق السلطة الفلسطينية واسرائيل ، وهذه العائلات هي عائلات فلسطينية أحد الزوجين من مناطق السلطة الفلسطينية وثانيهما من عرب اسرائيل ، اي عائلات فلسطينية بحتة ، وللتوضيح فقط فأن عدد هذه العائلات يفوق العشرة الاف عائلة ، وبهذا يمنع الزوج من السكن مع زوجته ، والاب من رؤية اولاده !! وفي هذه الحالة تجب المقارنة مع دول الغرب ، اليس كذلك . ومن محاسن الصحافة الاسرائيلية يجب أن نذكر ، بأنها صحافة غير مجندة ، غير صحيفة يومية واحدة يسرائيل هيوم ، لذا لا تجد فيها مقالات - اي في الصحافة - مقالات تمجيدية ، بل مقالات ناقدة واحيانا قاسية في النقد بحق سياسة حكومات اسرائيل ، وقد لفت نظري بالامس خبر عن المستشار القضائي السابق للحكومة ، ميخائيل بن يائير ، الذي كتب على صفحته في الفيسبوك ما يلي عن" تشليح " اي سلب الفلاحين الفلسطينيين اراضيهم كتب يقول : " الاستيطان هو العمل الاسوأ منذ الحرب العالمية الثانية ". رد عيه أحدهم وسأله اذا كان اسوأ من احداث دارفور ، أو مجازر بول بوت في كمبوديا ، او التطهيرات في عهد ستالين ، فأجاب بن يائير ، بأنه اسوأ مما يحدث في دار فور . قد تتفق أو تختلف مع بن يائير أو مع غيره من المفكرين ، المؤرخين ، الكتاب والصحافيين ، لكن تشعر بالاحترام تجاههم ، فهم لا يدبجون مقالات المديح ، وأنما يريدون الحفاظ على انسانيتهم ، وحماية دولتهم من سياسة حكوماتها التي تقودهم الى ما لا تحمد عقباه .س
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حروب الجبناء
-
جسر مؤقت (للاسنان ) ... أو اسرائيل سنة 2017
-
العودة .....مسيرة الى الذكريات
-
اخبار خفيفة تراجيكوميدية
-
الايمبوتنتسيا وال ...Mass Psychosis
-
قانون الحاضر الغائب
-
الشقق الشيوعية وسوء التطبيق
-
في نقد رومانسية -الربيع العربي -
-
الاتلاف والائتلاف
-
طلاسم بحاجة الى تفسير في السياسة والدين
-
مزمور للسلام...!
-
الذئب الفلسطيني والحمل الاسرائيلي ...؟!
-
اللامرئيون أو العمالة المهاجرة
-
جدلية الدين ، الجنس والسيطرة
-
فتاوى بيدوفيلية
-
العنصرية الصهيونية...!!!
-
اليوم يومكن ..!
-
اجا الجراد عالبلاد
-
التفكيكية والربيع العربي!!!!!!
-
سجن الجسد
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|