أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - على الخطى «المباركيّة» نسير














المزيد.....

على الخطى «المباركيّة» نسير


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم كنّا نحسد المصريين على حريّة التعبير التى تمتّعوا بها فى ظلّ نظام مبارك، وكم ظللنا نحلم بيوم يستطيع فيه (التونسي/ة) أن يواجه آلة القمع ببسالة وأن يعبّر عن ذاته بكلّ حرّية دون أن يعرّض نفسه لمخاطر التعذيب والسجن والتنكيل بأسرته، وكم بقينا نقارن بين وضع المفكّرين المصريين الذين ما فتئوا ينتقدون النظام بكلّ جرأة ويفضحون مساوئه فى مختلف وسائل الإعلام وفى أعمالهم الفكرية أو الأدبية وغيرها ، ووضع أغلب المثقفين التونسيين الذين هابوا بطش بن علىّ فاكتفوا بمراقبة ما يجرى يحلمون بيوم يفكّ فيه أسرهم فتنطلق ألسنتهم.

غير أنّ زملاءنا المصريين كانوا دوما يردّدون: لا يغرنّكم أيّها التونسيون ما تسمعونه من انتقادات أو ما تشاهدونه من برامج سياسية تحتدّ فيها لهجة تقريع النظام فالأمر شكلىّ ولا يعدو أن يكون تفريجا عن الكرب ولن يتغيّر وضع المصريين طالما أنّ مبارك ينتهج سياسة: دع المعارض يتكلّم حتى يملّ ويتعب، تبحّ حنجرته ويفقد الأمل وفى المقابل سنفعل ما نريد.

واليوم، وبعد أن جاء الحراك العربى ليفتح أبوابا ظلّت موصدة طيلة عقود ، بدأ التونسيون يستمتعون بحريّة التعبير ويمارسون حقّهم المشروع فى إبداء الرأى فى سياسة الحاكمين وإدارة الفاعلين السياسيين للمرحلة الانتقالية، ينتقدون الوزراء والسياسيين والرؤساء و«إعلام العار» وأداء نوّاب المجلس التأسيسى الذين افتضح أمر أغلبهم إذ صار همّ بعضهم الزيادة فى الرواتب، ونيل الامتيازات على حساب كتابة الدستور فى الموعد المحدّد، وعدّد ولا حرج: صراعات وتراشق بالتهم وتبادل للشتائم، نوادر ومداخلات هزيلة تفضح هشاشة الثقافة وركاكة فى أسلوب التخاطب.


ولم تتخلّف أحزاب المعارضة بدورها عن الكشف عن المستور فى سياسة الترويكا ولم يسلم الغنوشى وأتباعه والمنصف المرزوقى وخلاّنه ولا مصطفى بن جعفر وزمرته من الانتقادات اللاذعة والتشهير بالممارسات التى تتعارض مع مبادئ الديمقراطية والحوكمة الرشيدة وما تتطلّبه المرحلة الانتقالية من أسس. فى السياق نفسه ظلّت مختلف مكوّنات المجتمع المدنى صامدة تبتكر استراتيجيات جديدة لمواجهة النكوص ومحاولات الانقضاض على أحلام الأجيال.

لقد اكتشف التونسيون أنّ الذين تفنّنوا فى إظهار أنفسهم فى صورة المدافعين عن المهمّشين والفقراء والمعدمين.. أولئك الذين لم يتوانوا عن الجلوس فى الأرض والالتحام بالكادحين وإظهار التعاطف معهم وتقديم الوعود تحوّلوا بقدرة قادر إلى منافحين عن امتيازات النائب فى المجلس التأسيسىّ فلا يعقل أن يركب النائب وسائل النقل العمومية، وأن ينام فى غرفة لا توفّر له الراحة الضرورية ، ولا ضير فى أن يستمتع (النائب /ة) بفرص السفر إلى الخارج واكتشاف العالم، وما المانع فى أن تنتظر الطائرة وصول النائب متأخرا عن موعده؟ وما الغريب فى أن لا يقف (النائب/ة) فى الطابور كغيره من المسافرين وأن يحظى بحفاوة خاصة... وما المشكل فى أن تهدر أموال الشعب فى تنقلات الوزراء... وما المانع فى أن يدير الوزير مكتبه وأن يضطلع بمهام موازية، وما العيب فى أن يكون الإسلاموى متبنيّا المنوال الاقتصادى الليبرالىّ وأن ينمّى تجارته وأن يكون صاحب شركات «فالله يحبّ الأغنياء»، وما الضير فى أن يتمّ التعاون بين النهضاويين و«أزلام النظام»... أمثلة عديدة وتساؤلات مشروعة لم تجد جوابا شافيا ولا مواجهة مسئولة أو اعتذارا رسميّا كلّ ما هناك أننا إزاء فئة ينطبق عليها القول: عمى صمى بكم لا يعقلون وهم على نهج مبارك سائرون بعد أن اتت الطريقة المباركية أكلها... فدعهم يفرغون ما فى جرابهم... ودعنا نعمل بكلّ هدوء... ونعم التعاون بين الشعوب.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي
- حَملتمونا على أعناقكم ...ثمّ هويتم بنا أرضا
- كرّ وفرّ.. وإقبال وإدبار
- إن شعبا لا يُجيد الرقص لا يمكنه أن يُنجز ثورة
- مجلس حكماء.. غيّبوا فيه النساء
- دولة مدنية .. بشرطة سلفية
- حراك داخل المؤسسة الأمنية
- ثوابت الإسلام أم ثبات المواقف؟
- ربيع الثورات.. ربيع جنسى
- هل نحن فى تونس أم فى «تونستان»؟
- النسوية الإسلامية: حركة نسوية جديدة أم استراتيجيا نسائية لني ...
- استفزاز
- بشرى لرجال بلادي بإرخاء اللحى
- إن كان العهرفي شرعكم هو هذا ...فأنا عاهرة
- لا خوف بعد اليوم
- النساء والثورات والعنف
- التونسيات وبناء المسار الانتقالي نحو الديمقراطية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امال قرامي - على الخطى «المباركيّة» نسير