|
تجريح وتهشيم الهوية الوطنية العراقية
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العنوان مخفف ، لان الذي حصل هو قتل المواطنة والانسانية عند العراقين ، وهناك حملات تجهيل قادتها المرجعيات المستوردة من خارج العراق ، والتي لاتتكلم لغة العراقين ، ولاتعرف ثقافتهم ، خففنا العنوان حتى لاتكون صدمة لمن لايدري ، ويكون وقعها أقل على من جمدوا عقولهم في ثلاجات المراجع التابعين لبريطانية والبيت الابيض ، خففنا العنوان لان الصدمة أكبر اذا قلنا أن مايجري في العراق بعد الاحتلال ، هو القضاء التام على منظومة القيم والاخلاق ، حتى وصل الامر في بلد معروف بعاداته وتقاليده وثقافته ، أنه بلد محافظ ، مئات الدعاوى امام القضاء تنذر بالخطر ، لانها زنا في المحارم ، والارض العراقية مزدحمة بالعمائم التي أظهرت الفساد في البر والبحر . حرم العراقي من الحديث عن الخائن والخيانة ، والفاسد والفساد ، ومنع العراقي في عهد ( التحرير ) من الحديث عن السارق والمرتزق والمستورد الذي يتحكم بمصيره ، منع العراقي من الدفاع عن شرفه وارضه وعرضه ، وصارت المقاومة إرهابا ، ومن يقتل دفاعا عن شرفه وعرضه ، لم يسمح لاهله ان يشييعوه ، ومن قتله ( أصدقاء السيستاني ) وأصدقاء ( ساسة الخضراء ) يعوض ب60 دولار امريكي فقط ، ويعوض الامريكي بملايين الدولارات من قوت العراقين ، لكنا شاهدنا العمائم التي قدمتها أمريكا في صدارة المشهد ، تشييع من قتل في سوريا ، ليكون شباب العراق حطبا في حرب لاناقة لهم فيها ولا جمل ، ولزيادة الاحتقان الطائفي في المنطقة ، حتى تكون الحروب داخل الدول وبينها ، ويحرم على العراقي ان يقاوم الغريب في بلده ، ويدفع للقتال خارج العراق كما دفع شباب العرب والمسلمين للتقال في أفغانستان للدفاع عن المصالح الامريكية ، ظنا منهم أنهم يجاهدون تحت راية لا اله الا الله ، لا راية البيت الابيض ، كما هو الحال في إصدار فتاوى لتخدير الامة وتضليلها ، من قبيل ( الملائكة تقاتل مع المجاهدين ) ، والملائكة في عرف رجال الدين لايقاتلون الجيوش الامريكية ، لان المارينز الامريكي محصن من الملائكة ويمتلك ( الحرز ) من القرضاوي ومن سيستاني ، وفتوى ( الشيوعية كفر والحاد ) التي كلفت العراق اكثر من عشرين الف شهيد من خيرة ابناء العراق ، ماهي الا خدمة للمصالح الامريكية والغربية لصد الفكر اليساري في المنطقة ، ووقوف محسن الحكيم في وجه تحرير الانسان العراقي من الاقطاع لاتحتاج الى شرح بسبب عفوتنها التي اسقطت كبار العمائم من الخونة . بعد هذه المقدمة أعود الى مقالي الذي عنونته ب ( تهشيم وتجريح الهوية الوطنية العراقية ) ، لاتحدث عن الاخر وهو معروف للجميع ، واقصد به المحتل الامريكي ، ونحن نعيش لحظاته ، إستعان المحتل بالخدمات الايرانية بذكاء ، لانه يعلم أن ايران تستطيع من خلال التداخل الثقافي المعروف للجميع من دون الخوف في تفاصيله ، والامريكي يعرف أن التداخل الثقافي يوفر لايران قدرة أن تشتغل ، وتقدم خدمات للمحتل الامريكي ، خدمات سياسية لامريكا ، وهذا ماحدث بالفعل ، وقادة ايران يعترفون بذلك ، هنالك أكثر من شهادة واضحة وجلية صرح بها قادة ايرانيون ، ربما شهادة الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي واضحة على التعاون الامريكي الايراني ، خاتمي وجه رسالة لامريكا ان تعيد تجربة تعاونها مع ايران في أفغانستان ، لتكرارها في العراق ، هذا فضلا عن تصريحات سابقة لقادة ايرانين ، ايران تعترف بالتعاون الامريكي الايراني في العراق والمنطقة ، وهي لم تخف هذا الامر ، وأعلنت علاقتها مع امريكا . العنصر الفارسي عبر مثقفيه ذهب ابعد من التعاون مع المحتل الامريكي ، وذهب لتشكيك بنسب محمد ص العربي ، هنالك جزء غير قليل في الحراك الثقافي الفارسي المسيس من قبل دولة ولي الفقيه الايراني ، يحاول أن يجعل من ايران بواسطة إعلامه الذي يروج أن ايران هي التي انتجت الرسالة المحمدية ، ويصفون العرب بالاجلاف ، وبطريقة واضحة وصريحة . ايران لاتخفي مشروعها في العراق ، ولا لحظة أخفت مشروعها في العراق ، حتى تصدى أحمدي نجاد لمن عارض الاحتلال وحكومته المنصبة امريكيا ، ووصفهم بالفاسدين ، وصرح رفسنجاني عندما دخل سيستاني من صفوان الى العراق بعد القسطرة المزعومة ، أن هذه العودة هي كعودة الخميني من منفاه في فرنسا بعد سقوط نظام الشاه ، تصريحات تهين العراقين وتتدخل بشأنهم بكل وقاحة وصلافة . ايران لم تعتبر في خطابها السياسي والثقافي أن العراق دولة ذات سيادة وإستقلال ، وشعبه له تأريخ وله إرثه الحضاري ، بل تعتبر العراق جزء منها ، اقليم تابع لايران الفارسية ، حتى ظهر ذلك في النشيد اثناء إفتتاح المدارس الايرانية في كربلاء والنجف والتي اشرف عليها سفير ايران في العراق ، أن العراق أرض ايران الطاهرة . لايوجد في السياسة الايرانية أن العراق بلد مستقل ، وهذا حاصل على طول الخط و والعلاقة بين تأريخ العراق وايران شاهدة على ذلك ، من كسرى مرورا بالشاه وانتهاء بنجاد ، وحتى هذه اللحظة ايران في حالة حرب مع العراق ، ولاتوجد إتفاقية سلام معها ، بل هي تؤكد على انها جنت ثمار انتصارها بعد الحرب مع العراق . لايران وباقي دول العالم سيادة واستقلال ودساتير خاصة بها ، وثقافات تعبر عن هوياتها ، والعراق مفتوح لمن هب ودب ، فيستباح العراق تحت ذريعة عالمية المذهب والدين وعالمية العراق . السؤال المهم : علينا أن نبحث عن الاجابة الحقيقية له ، حتى ننتهي الى أن المنطقة العربية بالكامل كانت ولاتزال محتلة ، وأنتجتها أكثر من مرة مشاريع إمبراطورية ، بإستثناء الفتح الاسلامي ، فإعيد إنتاج مشاريع الامبراطوريات بطريقة عجيبة غريبة ، ولربما العراق يضرب الرقم القياسي في زمن الاحتلالات على ألاقل في تأريخه المعاصر ، فيما لم تتعرض ايران وتركيا لاي احتلال . ومنذ زمن الخلافة العثمانية الى هذه اللحظة لم تتعرض كل من ايران وتركيا الى اي احتلال اطلاقا ، وهناك دول في المنطقة والعالم بذاتها هي مشاريع احتلال ، ومنها ايران وتركيا ، لذلك ان الغريب ( المحتل ) عندما ياتي الى هذا الجسد ( العراق ) العربي الذي يراد له أن يموت الى الابد ، يشتغل عليه الغريب المحتل كغنيمة ، ويستعين بالاطراف التي هي مشاريع احتلال ( ايران وتركيا ) ، وجميع الاطراف لها مشاريع في كامل المنطقة ، وتعتني بحيزها القومي والاقليمي ، وتعرف كيف تشتغل ، فإذا كان الامر هكذا يكون السؤال : هل كان للعراق في يوم من الايام مشروع في ايران او تركيا ، أم أن ايران وتركيا لديهما ( مشاريع ) وخطط في العراق ؟. مشروع ايران تجلى بشكل واضح في لحظة إحتلال العراق ، وأشتغل علينا في هذا الزمن الهش الرخو حتى تخدشت هويتنا الوطنية العراقية ، وان ذكرنا ( مسمى ) هوية وطنية نتعرض للتسفيه والتنكيل ، وفي نفس الوقت نجد القوانين التي تجعل هوية كل من ايران وتركيا خطا احمرا ، وما من عراقي الا يشاهد كيف تهشم وتخدش هويته الوطنية ليل نهار . هناك خدوشات واسعة في هويتنا الوطنية ، والحصيف حسب ما نظن عندما ينظر لهذه الهوية العراقية وهو يريدها ويصير عليها ، يريدها هوية سليمة من كل شيء ، وبدون ان يمتلك العراقي هوية بالمعنى الذي نقصد فهو لاشيء ، هوية منجزة كاملة ، غير قابلة للتخديش ، وإن كنا نمتلك وعيا لهويتنا ، علينا أن نكون في تعابيرنا دقيقين ، خاصة في هذه اللحظة ، لكن للاسف أن من العراقين من لايعي حجم الخدوشات في الهوية الوطنية العراقية ، بسبب حملات التجهيل التي قادها الغريب ( المستورد الذي رفض حتى التشرف بالجنسية العراقية ) ، متحديا اهل البلد بشكل سافر ، ليتسيد عليهم وهو من وراء حجاب ، مستقويا بالغريب ، ولايقبل ان يتوحد العراقيون ، وتكون لهم هوية ، لان ذلك كله خطرا عليه .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|