أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.














المزيد.....

القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


كم كان بودي لو بقيت الطائرة محلقة في سماء هذه المدينة العملاقة ، -التي نطلق عليها نحن المغاربة "القِِيهْرَة" بكسر القاف ، والتي تعني في عاميتنا ، الضخامة والاتساع اللآمتناهي ، والتي هي وفق استنتاجات العالم اللغوي الالماني William Eilers من كلمة "قهر" الفارسية الاصل والتي تعني التسلط - لمدة أطول ، إذ لم يكن لدي هدف بعينه غير زيارة مصر .. كل مصر والتي يمكن التحليق في سمائها من رؤيتها من كل أبعادها الثلاثية .. آه ولو كان بمقدوري التحليق كطائر فوق فضاءاتها ، لفعلت حتى اعيش معالمها كاملة، وتدخل كل مشاهدها الى ذاكرتي المشبعة بالخيالات الأسطورية عنها ، وحتى أزود مخيلتي بما تحتويه من عجائب صور الحياة بها ، لتكون معينا لي على نسج أفكار حقيقية عن بأرض الكنانة ، تكون مادة طريفة لمقالة جديدة أسرد فيها- حال عودتي الى بلدي المغرب- كل مشاهدات رحلتي ، التي لم أفقد خلالها ، سنتمترا واحدا مما كان حولي ، والذي كانت عيوني السابحة فوق فضاءات المدينة -قبل أن تعلن مضيفة الطائرة ، بزمن ليس بالقصير ، عن اقتراب عملية الهبوط على أرض مطار القاهرة - تتحرك في محاجرها بسرعة تريد تصوير أوسع الفضاءات من حولها، والتهام أكثر ما يتراءى لها من جسور وعمارات ، وقباب وعشش صغيرة تتزاحم فوق أسطحها ، والتي لم أضع ثانية واحدة مما اعتبرته فرصتي الكبيرة ، في أن أعيش لحظات طالما تمنيتها عبر عمر طويل ، أشم خلالها أريج حاراتها الشعبية ، التي يلتذ الخاطر بصدق حكاياها ، وأرى معالمها العظيمة ، المجسدة لتميز شعبها الكبير ، وأسمع ما ينثره أهلها من فن وثقافة وحضارة -التي لم يترك المصريون شأنا منها لم يخوضوا فيه- وارشف المزيد من المعرفة عن كل ما يدور ويجري في عرض شوارعها ، بإيقاعاته الغاية في السرعة غير المنقطعة ، المختلطة بحركة السيارات وضجيج أصوات الباعة وأصحاب عربات البضائع -التي يدفعها عمال لا تدل ثيابهم على يسر الحال- التي تضيع عبر الشوارع التي تعج بزحام الأجساد المتمايلة كالبحر الهائج ، وهي تبحث عن فرص المرور الى حيث تريد ، بين المحلات التجارية والمقاهي الشعبية الممتلئة بالرجال والنساء يرشفون "الأركيلة" ليل نهارا.
ولتلبية توق الإطلاع على خبايا هذه المدينة ، ومعايشة اشيائها الصغيرة وحتى التافهة منها ، ولإشباع رغبة استقاء أحوال المصرين ، وعقد مقارنة بين ما يصادفني في محيطها وطرقاتها ، وبين الواقع المعاش في بلدي ، توغلت -مباشرة بعد مغادرة المطار- في مناطقها الشعبية ، عل شيئا صغيرا أو ملاحظة مما يشاع عن نشاطاتهم ، تثير فضولي ، وحين تلقفتني الشوارع الشعبية ، والحارات العميقة ، التي كنت أستقي أفكاري عن المصريين الذين كنت اتطلع على تصرفاتهم ، من خلال نافذة سيارة الأجرة - التي تلقفني سائقها من بين العدد الكبير الذي كانت متوقفة ببوابة المطار-. وفي الطريق استوقفتني مشاهد أهلها ، الذين لا ينامون ولا تنقطع حركة الملايين منهم، حيث ينتشرون ليلا على كامل مساحة المدينة ، وتمتلئ بهم العديد من المقاهي والمطاعم السياحية ، ومقاهي المثقفين ، المفتوحة الأبواب على مدار اليوم ، وتزدحم بهم محطات الحافلات والقطارات ، وموانئ النقل الجوية والبرية ، ويزحفون ، في كد لا يتوقف حيويته نهارا، ، وكدح لا يفتر ليلا، لاقتلاع ما يطعمهم من أعماق الأرض ، ولاحظت كذلك أن نسبة الكادحات من النساء في الأسواق هي الأكثر من الرجال ، أكثريتهن منقبات، لا يظهر منهن غير العيون المصرية ، التي يغلب عليها اللون الاسود ، ويسودها الصفاء المغري ، وتمتاز بكونها تستقر في الغالب تحت جبهة عالية نوعا ما .. تماما كما العيون التي وصفها نزار قباني في قصيدته "ذات العينين السوداوين".
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين.
لا أطلبُ أبداً من ربي إلا شيئينْ .
أن يحفظ هاتين العينين .
ويزيدَ بأيامي يومين .
كي أكتبَ شعراً .
في هاتين اللؤلؤتينْ .


وأنا كذلك، أطلب من الله القدير، أن يسودها هذا البلد العظيم الهدوء ويعمه السلام وتستقر أوضاع أهله ، حتى اتمكن من العودة إليها مرات ومرات بحول الله، واحقق رغبتي في أن اتذوق مرة أخرى سندويش الطعمية المقلية ، والتهم أطباقا من الكشري الشهية ، وهذا ليس بعزيز على شعب بنى الأهرامات العظيمة، وقام بالثورة العظيمة التي أشعرت العرب والمسلمين بالفخر الكبير، ورفعت رأسهم أمام العالم كله.
حميد طولست
[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحدود
- الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.
- عيشية الرحيل..
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- الأمهات لا يتكررن..
- البيات أو عسس الليل.
- حراس العمارات
- إنسانية الطبيب، نصف العلاج ..
- انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- تفريخ الأحزاب بمغرب اليوم أية آفاق!
- ما الذي يخيف الظلاميين في الحب وفي عيده؟؟
- رد على تعليق
- أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.
- هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارس ...
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد طولست - القاهرة من الأمكنة التي تزورها فتبقى في القلب.