أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -














المزيد.....

ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 11:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في سيارة مسرعة مابين أطلال المدن الميتة يختزل الزمن نفسه و تنضغط المسافات كثيرا ويأخذ حديث الكلمات طعما آخر تتلون حروفه بالصدق لأنها تعرف أنها خارجة بدون تكلفة تنفس عن هم كامن في نفوس تعيش شكل واحدا للمأساة .
ويصبح الفقر قاسما مشتركا يجتمع في محيطة أولئك المسافرين بعيونهم الناظرة للسيارات الفاخرة تمر بجنبهم فيعيدون النظرة لأنفسهم الرثة تردد أفواههم كلمات تقول :-

"" لماذا يمتلك هؤلاء تلك بينما نركب في هذا القفص الضيق ؟ "
لكن كلمات أم كاظم تختلف عن الكل لأنها تنتشر في كل المحيط الضيق تستجمع عطف النظرة والتعليق بهيكلها العظمي ذو النتوئات البارزة وحالة البؤس التي تتملكها تفصح بأنها لا ترنوا إلى ما يريده الآخرون من رفاهات العيش سوى لقمة بسيطة تذهب عنها الجوع مع زوجها الضرير الجالس بقربها .
أم كاظم ذهبت بعيدا وعبرت على كل الحواجز بالكلمات وعرفنا من سطور زوجها الضرير رغم اقتضابها بأنها صرفت ثلثي عمرها القافز على السبعين في دولة "الشيخ جابر" حيث تصدق هناك الآية القرآنية القائلة :-
" انك لا تجوع فيها ولا تعرى وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى " .
لكن زمن أم كاظم تغير كثيرا في ارض الولاية والأولياء الصالحين فدارت عقاربه على عكس ما تشتهي نفسها الأبية فأصبحت تقتات على المزابل بعد أن تغير موقف السياسة وأماكن العدو والصديق .
وبرغم بؤس أم كاظم إلا أنها تملك من غنى الدعابة ومرح التلاعب بالكلمات ما يضفي حالة ثراء تكتسي بشفافية وهي تعلق على صف الانتظار الطويل من اجل الوصول لسيطرة التفتيش التي تقطع أوصال "ازفلت" الشارع بكتلها الكونكريتية فتنثر على ملل التأخير مرحا بضحك الكلمات وهي تسمي كلمة الانتخابات " بالنخابات " والمفخخ "بالمفخفخ " وتعلق على صور المرشحين المنتشرة بأنها تشبه صور المقبرة الكئيبة وجانبها الأيمن .
وتتملك السامع القاري للسلوك الفوضوي لإفراد هذا التجمع السكاني دهشة لان هذه العظام الهزيلة تمتلك نظرية معرفة متقدمة مستمدة من واقع الحدث تنجذب فيها الأذن طواعية يسبر فيها العقل أغوار نفوس هؤلاء المعدمين بكلمات بسيطة تخرج رغما عنهم تنبأ بمغزى عبث تلك الصور المعلقة المنادية بكلمات المتسولين وهي تطلب من الكل انتخابهم عبر وهم الكلمة وزيفها .
وتعود الذاكرة بأم كاظم إلى الوراء حين ينغلق أمامها زمن اللحظة تتذكر سنوات العز في دولة " الشيخ جابر " بجمل تغطيها الحسرة :-
".. الله كنا ملوك .. الله ينتقم من الجابنة .."
وهي تحمل كومة أوراق تطلب عنوان مؤسسة الرعاية الاجتماعية من اجل 120 مئة ألف دينار عراقي ..1 تتقاسمها مع زوجها الضرير الذي رفضته تلك المؤسسة لان جنسيته من النوع القديم إضافة إلى طلب منة المسؤولون تأييد يثبت صحة تاريخ ميلاده ومكان ومسقط رأسه الذي كان الطامة الكبرى لأنة يقع في دولة الكويت .
لكن أم كاظم تضحك وهي تهز يدها تسال ربها الكريم الرحمة والعطف وتقول بأنة اكبر من الكل .
لكن أم كاظم وربما لا تفطن إلى نظام التشابه والأديان المقارنة لتأخذ بالتالي برهانا يثبت بان الرب الكويتي يختلف كثيرا عن رب العراقيين .
فذلك الرب رحيم بأبنائه يعطي ولا يأخذ منهم كأنة مصداق قول عروة بن الورد :-
" أوزع لحمي في لحوم كثيرة "
يختلف كثيرا عن رب العراقيين الذي ليس له هم سوى سرقة هؤلاء القاطنين وتجهيلهم من اجل ديمومة بقائه في سدة الحكم إلى الأبد .
أم كاظم ظلم القدر كما ظلم الملايين من غيرها حين اكسبها الدهر ذلك اللقب الذي أذلها وأذاقها الجوع والفقر يوم وسمها بالعراقية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- يساوي سعر الصرف للدينار العراقي مقارنة بالدولار فالدولار الأميركي الواحد يساوي 1120 دينار عراقي .
وتبلغ رواتب الدرجات الخاصة من الدرجة الثالثة من 5- 8 ملايين دينار وتصل في الدرجة الأولى إلى ما يقارب ال 100 مليون دينار وهذا للمقارنة فقط مع رواتب البسطاء .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذارا للتاريخ.. ..اعتذارا لمعاوية ابن أبي سفيان
- بمناسبة ال9 من نيسان . كان الأفضل للعراق وأهلة أن يتحول إلى ...
- ماذا لو حكم الشيوعيون العراق ؟
- أبرامز : حررتنا من فكر العمامة قبل قيد البعث
- ماذا سيجد المثقفون العرب في عاصمة الثقافة ؟
- من لينين إلى هوغو شافيز . اؤلئك صحبي فجئني بمثلهم .. إن جمعت ...
- غياب الطبقة والمؤسسة في الديمقراطية العراقية = انتخابات برقص ...
- وستعتنقين الإلحاد بالضرورة يا صغيرتي الحلوة - اليانور-
- أكاذيب خروتشوف ج 2
- أكاذيب خروشوف ... ج 1مهداة الى الرفيق النمري
- اشهد انك الولي . النقي الموعود المنتظر يا عبد الكريم قاسم
- النقطة الرابعة ... .... إلى رفاقي الأعزاء هكذا نطق الحلم يوم ...
- أين هو الوطن أولا .. قبل أن نبدأ بتشجيع منتخب الوطن ؟
- كيف نفهم الجدل الماركسي في -اللخبطة- العراقية ؟
- لماذا تفصل الدول المتقدمة الدين عن الدولة في أراضيها وتنمية ...
- الفقاعة : في ثقافة السلطة العراقية
- مقترح لحل الأزمة الحالية: ربط القضاء العراقي بمنظمة الأمم ال ...
- رأينا تاريخنا ضحكنا فقلنا :- مازلنا نعيش العصر البربري
- رفيقنا النمري : ألا يكفيك إننا نكفيك الرفقة
- بعدما رأينا وسمعنا عن لصوص اليوم : رضي الله عن -خير الله طلف ...


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - ذنبك يا أم كاظم انك -عراقية -