|
الوضع العالمي(مقتطف)
الحركة الشيوعية الماوية-تونس-
الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 23:53
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مدخل : تشن الامبريالية وعملاؤها هجوما واسع النطاق ضد عمال العالم وشعوبه و اممه المضطهدة عموما وتتعالى صيحات رجعيي مختلف البلدان معلنة الهزيمة النهائية للشيوعية. و يجري في هذا المجال استغلال تفسخ التحريفية العالمية التي تخفت وراء قناع اشتراكي زائف ما لبثت أن نزعته عن نفسها لكي تظهر على حقيقتها كاحدى مكونات النظام الرأسمالي العالمي. كما يتم في نفس الاتجاه استثمار الثورات العلمية و التقنية خاصة في مجالات الاتصال والمعلوماتية والبيولوجيا من قبل الإيديولوجيين البرجوازيين عبر الادعاء أن العالم قد دخل مرحلة تاريخية جديدة وهي العولمة التي وحدت كل الشعوب والأمم في قرية كونية واحدة لكي تحقق للبشرية الرخاء المنشود بعيدا عن صراعات الماضي وحروبه الدامية فالتاريخ حسب زعمهم بلغ منتهاه و عصر الثورات ولى وانقضى . غير أن وقائع الصراع الطبقي تثبت في كل حين إن العولمة ليست إلا مظهرا من مظاهر الامبريالية تتسم بانفراد الامبريالية الأمريكية بزمام المبادرة والتمرير لمشاريعها كمشروع الشرق الأوسط الكبير والمناطق الحرة في القارة الأمريكية من كندا إلى التشيلي ومنطقة التعاون في آسيا كما أن العولمة تعني كذلك العودة إلى الاحتلال المباشر والتدخل العسكري المكشوف لتنصيب العملاء الجدد أو تثبيت العملاء القدامى. إن العولمة تعني سيطرة المؤسسات المالية عبر المنظمة العالمية للتجارة وتحول الدول إلى مجرد أداة تطبق املاءات صندوق النقد الدولي وتلبي رغبات المؤسسات المالية وهي تستعمل العولمة العديد من الشعارات لمواصلة إخضاع الشعوب و منع المقاومة. فترفع شعار محاربة الإرهاب للتصدي لكل نفس وطني يعارض سياسة النهب كما ترفع شعار الديمقراطية لتبرير التدخل والاحتلال أو كذلك لتغذية النزعات الطائفية و القبلية وتوظيف الدين لمزيد تجزئة الشعوب والأمم المضطهدة. و في مواجهة ذلك تقف البروليتاريا الثورية على أعتاب مرحلة نضالية حاسمة تستدعي حشد طاقاتها وتنظيم صفوفها لتحقيق تحررها الذي لا يكون في كل الأحوال إلا من صنعها هي نفسها وهو ما يفرض على الشيوعيين في شتى البلدان تنظيم هذه المواجهات و الدفع بها في اتجاه القضاء على استغلال الإنسان للإنسان. ولن تتحقق هذه المهمة دون إعادة بناء الحركة الشيوعية العالمية على أسس صلبة وراسخة انطلاقا من تجاوز النقائص والأخطاء وبناء على تقييم علمي وموضوعي للتجارب الاشتراكية السابقة والتمسك بالايجابيات وتطويرها حسب تطور واقع الصراع الطبقي. وفي الوطن العربي لا تزال القوى الماركسية اللينينية الماوية تعيش واقع التشتت والحلقية مما حال دون بروزها كقوة منظمة ونتج عن ذلك انتعاش الانتهازية التي راحت تشكك في اسس الشيوعية متسترة وراء شعار المراجعة ومحاربة التطرف والدغمائية و لعبت الإصلاحية المبنية على أساس الوفاق الطبقي دورا بالغ الاثر في تخريب نضال الطبقة العاملة ومجموع الشعب. لذلك على الشيوعيين الماويين التسلح ببرنامج سياسي والتشكل على أساس حزبي يضمن استمرارية العمل ويفتح آفاق التنسيق بين مختلف القوى الشيوعية في الوطن العربي و في العالم ويعمل على إرساء تقاليد جديدة .
الجزء الأول النظري أولا : عصرنا عصر انهيار الامبريالية و انتصار الثورة الاشتراكية حمل النظام الرأسمالي بذور فنائه منذ نشأته نظرا للتناقض الأساسي الذي يشقه وهو التناقض بين رأس المال و العمل أي بين البرجوازية والبروليتاريا هذه البروليتاريا التي برزت كحفار قبر الرأسمالية و التي سرعان ما خاضت النضالات من اجل تحررها ومثلت كمونة باريس سنة 1871 فجر الثورة الاجتماعية الكبرى.لقد تتالت أزمات النظام الرأسمالي وازدادت حدتها ودوريتها واتساعها خاصة مع بلوغ الرأسمالية مرحلتها العليا: الامبريالية، مرحلة رأس المال الاحتكاري المتعفن و الطفيلي والمحتضر.فاحتدت تناقضات الامبريالية التي دخلت مرحلة أزمتها العامة فاندلعت الحرب الامبريالية الأولى وتلتها ثورة أكتوبر-تشرين الأول-الاشتراكية العظمى عام 1917 التي افتتحت عصرا جديدا هو عصر انهيار الامبريالية وانتصار الثورة الاشتراكية. لقد حملت ثورة أكتوبر معها الحلول العملية للتناقضات التي تنخر النظام الرأسمالي. فحسمت التناقض بين رأس المال و العمل لفائدة الشعب في روسيا والاتحاد السوفياتي لاحقا ولو ظرفيا ولعبت دورا محددا في التأثير إيجابا في التناقض امبريالية- شعوب و دفعت هذا التناقض نحو الحسم لفائدة الشعوب وأضعفت من جهة ثانية التناقض بين الامبرياليات وأوجدت التناقض بين النظام الاشتراكي الناشئ والنظام الراسمالي المحتضر.وظلت التناقضات الأربعة آنذاك تتحكم في مجرى الصراع الطبقي والنضال الو طني (التنتاقض بين الامبريالية و عملائها من جهة و الشعوب و الامم المضطهدة من جهة اخرى-التناقض بين راس المال و العمل في البلدان الراسمالسية و المسماة زيفا اشتراكية-النتاقض بين الامبرياليات و التناقض بين النظام الاشتراكي و النظام الراسمالي.) وظل الصراع بين الاتجاه الاشتراكي وبين الاتجاه الرأسمالي قائم الذات وأصبح التساؤل المطروح بالنسبة للكادحين يتمثل في: هل ستحسم التناقضات لفائدة عمال العالم وشعوبه المضطهدة أم ستتمكن الرأسمالية من إعادة بناء نفسها ؟ إن توسع المعسكر الاشتراكي خاصة بعد الحرب الامبريالية الثانية وتحول الأنظمة الديمقراطية الشعبية في أوروبا الشرقية وفي الصين الشعبية إلى بلدان اشتراكية بعث الأمل لدى بقية الشعوب المضطهدة خاصة وأن هذه الأنظمة الناشئة والفتية حققت مكاسب سياسية واجتماعية وثقافية مهمة وأثبتت للكادحين وللبشرية جمعاء أن النظام الاشتراكي الجديد فتح عصر انهيار نظم استغلال الإنسان للإنسان وبروز نظام العدالة الاجتماعية. وقد سجل التاريخ إبداعات الكادحين خاصة في الاتحاد السوفياتي زمن لينين وستالين و في الصين الاشتراكية بقيادة ماو تسي تونغ و شملت هذه الإبداعات كل المجالات ة. غير أن التاريخ لا يتقدم حسب خط مستقيم إذ فشلت التجربة الاشتراكية الناشئة وتمكنت العناصر المتبرجزة والبيروقراطية من تحويل أجهزة الحزب الشيوعي والدولة الاشتراكية إلى أجهزة برجوازية في خدمة إعادة بناء الرأسمالية ولم تنجح محاولات الثورة الثقافية وإعادة تربية الكوادر في دعم التوجه الاشتراكي كما أن محدودية النضال ضد تواصل إقرار الحق البرجوازي والفشل في إدارة الصراع الطبقي مثل الخلط بين ديكتاتورية البروليتاريا وديكتاتورية الحزب وطمس دور المنظمات العمالية والفلاحية والشبابية والنسوية الخ...إن هذه العوامل إلى جانب الدعم الامبريالي للكتل المتبرجزة ساهم بصفة مباشرة في إفشال التجربة والالتفاف عليها من الداخل و تحويل الدول الاشتراكية إلى أنظمة راسمالية تتحدث زيفا باسم الشيوعية والاشتراكية. إن التجربة الاشتراكية تجربة فتية وناشئة هزمت أنظمة الاستغلال آنذاك وصمدت لمدة تناهز نصف القرن في وجه النظام الامبريالي العالمي ولا يعتبر فشلها لأول مرة انتصارا نهائيا للامبريالية بل أنها مازالت تمثل مستقبل البشرية والبديل الاجتماعي لنظام الاستغلال لذلك يحاول الاستعمار بكل الوسائل تشويه الشيوعية وتقديم أنظمة برجوازية الحزب والدولة مثل الصين حاليا على أنها أنظمة اشتراكية والى جانب ذلك تعتمد الامبريالية والرجعية العميلة في أشباه المستعمرات كل الوسائل لقمع الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين ومنع الكادحين من حرية التنظم والتعبير للحيلولة دون تشكل الطبقة العاملة كطبقة لذاتها قادرة على النضال والسير بباقي الطبقات الثورية نحو التحرر والاشتراكية. إن فشل التجربة الاشتراكية لا يعني تغير طبيعة العصر أو طبيعة التناقضات التي تحكم العالم لكنه يعني تغير موازين القوى وانعكاس ذلك على طرفي التناقض. ففي التناقض بين الامبريالية و الشعوب تظل الامبريالية حاليا الطرف الرئيسي وهو ما يفسر حدة الهجوم من جهة وضعف الحركة الثورية من جهة ثانية كما أن التناقض بين رأس المال والعمل في البلدان الرأسمالية يشهد تحولا ظرفيا لفائدة البرجوازية الحاكمة وهو ما يفسر سياسة سحب المكاسب على كل المستويات...أما بالنسبة للتناقض بين الامبرياليات فان الطرف الرئيسي يظل انفراد الامبريالية الأمريكية بزمام المبادرة وفرضها الحل الذي يرضي الرأسمالية الأمريكية رئيسيا. إن فشل الاشتراكية وضعف الحركة الثورية عموما وتحول موازين القوى لفائدة معسكر الثورة المضادة يعني تفوق نظام استغلال الإنسان للإنسان ظرفيا وعلى المدى القصير أما على المدى البعيد فان التناقضات لا بد أن تحسم لفائدة عمال العالم وشعوبه المضطهدة بشرط توفر القيادة البرولتارية القادرة على السير إلى الأمام و القضاء على نظام استغلال الإنسان للإنسان. إن واقع التناقضات يشهد يوميا تراكمات كمية لصالح هذا الطرف أو ذاك فتارة تسجل الجماهير تقدما ملحوظا تجني إثره مكاسب ثمينة وطورا تتمكن الرجعية من فرض سياسة النهب وتظل التناقضات متحركة على الدوام ويمكن ترتيبها انطلاقا من واقع الصراع كالآتي: أ- التناقض بين الشعوب والأمم المضطهدة من جهة وبين الامبريالية وعملائها من جهة ثانية. ب- التناقض بين البروليتاريا والبرجوازية في البلدان الرأسمالية وفي البلدان المسماة زيفا اشتراكية. ج- التناقض بين الدول الامبريالية وبين الاحتكارات فيما بينها. إن هذه التناقضات الثلاثة المتحكمة في طبيعة العصر ما فتئت تتأجج وهي تظل متشابكة وتفعل في بعضها البعض وبالرغم من هذا الترابط فان التناقض بين الامبريالية و الشعوب الذي يشق المستعمرات وأشباهها يظل تناقضا أساسيا ورئيسيا في نفس الوقت وهو يلعب دورا محددا في مجرى الصراع ضد الامبريالية وعملائها وهو بتطور النضال في مناطق آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية يقرب ساعة الثورة ويسلب الامبريالية احتياطها المادي والبشري الذي تعول عليه في حل أزمتها خارجيا وداخليا لذلك فان القوى الامبريالية تحاول بكل الوسائل طمس النضال الوطني في هذه البلدان و قمعه او تحويل وجهته و بث البلبلة حتى لا تتجه عملية الحسم وجهة الثورة الوطنية الديمقراطية بل تبقى في إطار البدائل الامبريالية وتأخذ شكل صراع الكتل الحاكمة أو التداول على السلطة من خلال انتخابات تتحكم فيها الطبقات الحاكمة و يقع من خلالها تغيير المواقع أو الرموز لامتصاص غضب الجماهير وإيهامها بان التغيير قد حصل بتنحية المسؤول على اضطهادها ونهبها... إن التناقض بين الامبريالية والشعوب الذي يشق المستعمرات وأشباه المستعمرات هو تناقض لا يحسم بالطرق السلمية بل بالعنف الثوري. وأثبتت الثورات الشعبية الظافرة إن هذا التناقض لا يمكن حله طالما لم يفرز النضال حزبا شيوعيا محكم التنظيم. إن مثل هذا الحزب فقط قادر على جر الطبقات الشعبية إلى النضال والوحدة وإرساء الجبهة الوطنية المعادية للامبريالية ولعملائها المحليين وانجاز الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة إلى الاشتراكية فالشيوعية. لكل ذلك فان ادعاءات منظري العولمة حول التحول السلمي أو حول تلاشي التناقضات من تلقاء نفسها هي ادعاءات لا أساس لها من الصحة كما إن الآراء القائلة بان "المباراة الاقتصادية " أو استبدال" الايديولوجيا بالمصالح" ستفرز عالما بلا حروب يتسم بالوفاق الطبقي والسلم الاجتماعية هي اراء تصطدم يوميا بواقع النضالات الدائرة في مناطق الزوابع الثورية حيث تتجمع فيها مختلف التناقضات في العالم. إن الثورة الوطنية الديمقراطية في هذه المناطق كجزء لا يتجزأ من الثورة البروليتارية العالمية أصبحت ملقاة على عاتق البروليتاريا المنتظمة في حزبها الشيوعي والمتحالفة مع جماهير الفلاحين وباقي الطبقات المضطهدة . وهذا ما يطرح بإلحاح على البروليتاريا تحت قيادة حزبها الشيوعي مواجهة الامبريالية وعملائها و تطوير خطها الماركسي اللينيني الماوي في الصراع ضد الانتهازية والاصلاحية والتفكير والتنسيق مع القوى الشيوعية عربيا و عالميا. مقتطف من برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية- 2006
#الحركة_الشيوعية_الماوية-تونس- (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|