أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - - السارقون - في دهوك














المزيد.....

- السارقون - في دهوك


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


يوم الخميس 18/4 ، الرابعة عصراً ، ذهبتُ لمشاهدة عرضٍ مسرحي ، هنا في دهوك .. في الحقيقة ، لم أكن أنتظر الكثير .. ولم أتوّقع أن تكون المسرحية ، ذات شأن . ولكن مِنْ حُسن الحظ : كانتْ توقعاتي خاطئة ! .. وأحكامي المُسبقة كانتْ تنقصها الدِقة .
المسرحية كانت باللغة الكردية .. بعنوان ( دزيكه ران / السارقون ) ، تأليف : رفيق نوري حنا . وهي من إعداد وسيناريو وإخراج الشابَين " أحمد مشختي " و " يوسف رشيد " .. وتمثيل الشابة " به ري " وكُل من الشباب " دلشاد " و " فخرالدين " و " سردار " و " هرمان " و " نفروز " . أدناه بعض الملاحظات :
- هنالك إنطباعٌ سائد ، حول إنعدام أي حركة ثقافية حقيقية في منطقة بهدينان عموماً ، ودهوك خصوصاً .. ولكن الذي رأيته من إكتظاظ المسرح بالمُشاهدين ، من مُختلف الأعمار ، والتواجد الكثيف للنساء أيضاً .. وطُغيان نسبة الشباب على الحضور " فرُبما لم نكن نحنُ العجائز نتجاوز العشرين شخصاً وسط أكثر من مئتَين وخمسين من الشباب ! " .. وكان اليوم هو اليوم الثاني للعرض ، وعلمت ان يوم امس أيضاً ، مثل اليوم .. لم تكن القاعة الصغيرة التي تتسع لحوالي المئتي مُتفرج " والمُخصصة أصلاً لتمرينات طلاب معهد الفنون " .. القاعة هذه لم تكفي لإستيعاب الحاضرين .. فإضطر العديد منهم للوقوف حتى نهاية العرض .
- سألتُ أحد المُشرفين على المسرحية ، عن السبب في إقتصار العرض على يومَين فقط .. في حين هنالك إقبالٌ واضح من الجمهور وتوقعات بأن الحضور سيكون مُستمراً ، حتى لو مُدّد العرض لعدة أسابيع ؟ . أجابَ : في الوقت الذي نشكر فيه الدوائر الرسمية ذات العلاقة ، والتي قّدمتْ الدعم بأنواعهِ في جميع مراحل العمل ، حتى إستطعنا جعل المسرحية ترى النور .. لكن الأموال المُخصَصة .. كانتْ تكفي بالكاد ، للعرض لمدة يومَين في دهوك ! . علماً ان هنالك طلبات من دوائر الثقافة والمسرح في كُل من زاخو وأربيل ، من اجل تقديم المسرحية في المدينتَين .. وسوف نقوم بذلك فعلاُ في الفترة القريبة القادمة .
.......................................
تتحدث المسرحية ، عن [ المُحّرمات الثلاثة ] : السياسة / الجنس / الدين .. في إقترابات تتراوح بين ، المواربة والترميز أحياناً ، والمُكاشفة والتشهير أحياناً اُخرى . وتدور الأحداث المتفرقة في سواقٍ صغيرة ، لِتصب أخيراً في مجرى كبير للفساد . إحدى الشخصيات الرئيسية في المسرحية ، تُجسِدها الممثلة " به ري " في دور [ زيان / أو الحياة ] .. والممثل " فخرالدين " في دور [ جاكيت دز / أو سارق الجاكيتات ] .. والممثل " دلشاد " في دور [ هونه رمه ند / او الفنان ] .. والممثل " سردار " في دور [ سقراط / او الفيلسوف ] .. والممثل " هرمان " في دور [ برين بيج / او المُضَمِد ] .. وأخيراً الممثل " نفروز " في دور [ نوزدار / أو الطبيب ] . هذه هي مجموعة الفنانين الشباب الستة ، الذين أبدعوا بإمتياز فوق خشبة المسرح ( رغم الإمكانيات البسيطة المُتاحة ) .. يُرافقهم خلف الكواليس ، شبابٌ آخرون مهمتهم ضبط الصوت والإنارة والموسيقى والمُؤثرات .. ويُديرهم كلهم ، المُخرجان الفنانان : أحمد مشختي ويوسف رشيد .
العمل عموماً .. يهدف الى إثارة النقاش حول أمورٍ في غاية الاهمية : " الحياة " التي تُعاني من الضياع ، وفقدان الامل والإستغلال البشع بكافة انواعه . و " الفن " والثقافة ، والتهميش الذي يرزح تحته المُثقف في مجتمعنا . و " الفكر والفلسفة " وإبعادهما القسري عن الحياة الفعلية والأحداث اليومية ، وغُربة الفيلسوف وزميله المُثقف ، عن المجتمع . و " السارق " المٌتلون الإنتهازي ، المُستغل الجشع الذي يستميت من اجل إحتكار " الحياة " لنفسه فقط . و " المُضمد والطبيب " رَمزَي الإدارة والسُلطة ، العاجزَين عن إصلاح الأمور والمُتواطئَين أحياناً مع السارق ، واللذان يشتركان أحياناً اُخرى في إدامة الفوضى على مسرح الحياة !
.....................................
الفنانون الثلاثة الكبار : " به ري " / " دلشاد " / فخرالدين " .. كانوا فعلاُ ممثلين مُحترفين أدوا أدوارهم بِدقة وبراعة . أعتقد انه لو اُتيحتْ لهم رعاية جيدة وصقل لمواهبهم ، فسيكون لهم شأن في الساحة الفنية ، يتجاوز حدود دهوك وأقليم كردستان . أنحني إحتراماً لهؤلاء الفنانين ، ولاسيما للشابة الموهوبة الشجاعة [ به ري ] ، إذ ليس من السهل أن تكون مُمثلاً مسرحيا ، هنا .. فكيف لو كنتَ فتاة فوق ذلك ؟! .
توظيف الفلسفة والميثولوجيا : سقراط / أسخيلوس / عقدة اوديب / ألكترا ... الخ . وكذلك توظيف التشابه بين عِبارَتَي : بير أي الفِكر بالكردية ، وبير أي البيرة المشروب الكحولي . وأيضاً إختيار ألوان الجاكيتات التي كان يرتديها السارق . توظيف كُل هذه الامور ، في نقد العديد من المفاهيم الإجتماعية المتخلفة ، كان مُوفقاً بعض الشئ . وكذلك الإشارات الرمزية الواضحة ، الهادفة الى تعرية الطبقة الفاسدة ، المُستغلة لمناصبها .. والدعوة المباشرة لل [ الناس أو الشعب او الجمهور ] للقيام بفعل التغيير ، كان أبرز النقاط إيجابية .
لكنني أرى ان اللقطة الختامية ، التي ينفرد فيها " الطبيب " وال " مضمد " .. في البقاء على المسرح .. وخلطهما للامور وتكسيرهما للأشياء .. كان فيها الكثير من التشاؤم واليأس !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبروك .. عيد الأربعاء الكبير
- النتيجة .. قبل الإمتحان
- لا صوت ولا رائحة
- هل الناخب العراقي مُجّرَد سَمَكة ؟
- إنتخابات المحافظات / صلاح الدين
- - الفساد الإنتقالي - في العراق
- الوضع العراقي و ( اللواصِق )
- التمدُن والنزاهة ، مُقابل التخلُف والفساد
- - الأجنبي - أحسَن
- ( دالغة ) نفطِية
- يومٌ حزين للصحافة العراقية
- الطلاقُ بالثلاثة
- الموصل .. قبل الإنتخابات
- الإنتخابات الثلاثة في أقليم كردستان
- الحكومة .. وأقلام التأريخ
- مُراسلونَ وخَدَم
- متى ستسقط الحكومة ؟
- - صخرة البَصَل - .. والكعبة
- رسالة أوجلان .. ملاحظات أولية
- الموصل ... مدينةٌ خطيرة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امين يونس - - السارقون - في دهوك