مسعود محمود حسن
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 16:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجيل الرابع من أيديولوجية المقاومة
ظهر الجيل الأول من إيديولوجية المقاومة في العالم العربي خلال الحكم العثماني, حيث أبت بلدان عربية الخضوع للخلافة العثمانية كاليمن, وناهضت بلدان اخرى هذا الحكم بعد أن استشرى الفساد والظلم في جسده كبلاد الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية. امّا الجيل الثاني لأيديولوجية المقاومة فظهرت ضد الاستعمار الأجنبي للوطن العربي. وانتشرت مقاومة الاستعمار مفهوماً وممارسة بشكل واسع حتى شملت كافة البلدان العربية. وظهر الجيل الثالث لأيديولوجية المقاومة بشكل خاص في فلسطين كفعل مناهض للاحتلال الصهيوني. واتخذ الجيل الأوّل لأيديولوجية المقاومة اسم مقاومة الظلم والفساد. واتخذ الجيل الثاني اسم مقاومة الاستعمار, واتخذ الثالث اسم مقاومة الاحتلال. ومع تفجر ثورات الربيع العربي ظهر جيل رابع من أيديولوجية المقاومة, وهو مقاومة الاستبداد. وقد يرى البعض انّ مقاومة الاستبداد العربي نسخة معدلة أو مطوّرة من مقاومة الظلم العثماني على اعتبار أن الفعل المقاوم في كلا المقاومتين موجه من الشعب ضد النظام الحاكم, إلا أنّ المشاركة الشعبية الواسعة والطابع السلمي لثورات الربيع العربي هما السمتان البارزتان اللتان تمنعان من اندماج أيديولوجية مقاومة الاستبداد العربي في أيديولوجية مقاومة الظلم العثماني. ففي حين كانت مقاومة الحكم العثماني مقاومة نخبوية أولاً وعسكرية ثانياً, فأن مقاومة الاستبداد العربي هي مقاومة جماهيرية أولاً, وسلمية ثانياً. وإذا انقلبت المقاومة السلمية للاستبداد إلى مقاومة عسكرية فذلك يعود لصيرورة الظروف الخاصة بالثورة كما حدث في ليبيا وسوريا, ولا يعود إلى جوهر المقاومة والأساس الذي قامت عليه. فالسلمية كانت ولا تزال المبدأ الأساس في ثورات الربيع العربي. بينما عسكرة المقاومة ضد الحكم العثماني كان منطلقاً أولياً لها. وإلى جانب السلمية التي اتسمت بها مقاومة الجيل الرابع, هناك كما أسلفنا سمة الشعبية والجماهيرية, حيث شاركت جميع فئات المجتمع وطبقاته وشرائحه ومشاربه حتى الأطفال والنساء في هذه المقاومة.
مسعود محمود حسن
إعلامي كردي من سوريا
[email protected]
facebook: Masoud Omery
#مسعود_محمود_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟