هبة عصام الدين
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 09:13
المحور:
الادب والفن
مجلة الثقافة الجديدة، عدد أبريل 2013م
قصيدتان/ هبة عصام
1- حدس
..................
أصابعي خاليةٌ من الحبرِ
والخيانةِ،
يقول آدم إن التفاحةَ ماتت
والمزارعون لا يملكون الحدسَ الكافي
لحمايتِها من هواءٍ فاسد
.
يقول أوزوريس
إن اللصوصَ يحفرون عميقاً
فيما يهجمُ النملُ الفارسي
والجرادةُ ذات الأرجلِ السامةِ
.
أقول هذه أرضي أنا
وحين صرختُ إن الإسمنتَ يجفُّ
فوق حناجِرِنا
كان الأغبياءُ يلبَسون وجهَ الحكمةِ
ويبتسمون
.
لا أذكرُ متى تَوقف الكلامُ
لكنني في كلِّ صباحٍ
أغسلُ الكوابيسَ بمياهٍ باردة
وأعيدُها تحتَ الوسادةِ في هدوء..
.
لا أذكر تحديدًا
لكنني هذا الصباحَ
أغسلُ مانشيتاتِ الجريدةِ
أغسلُ تفاصيلَها..
العروسُ الهاربةُ في ليلةِ زفافِها
أعادوها مُضرجةً بالدماء
تحاصرها الأنفاقُ الملتويةُ،
الغبارُ المتصاعدُ،
القلقُ على وجهِ المذيعةِ السمراء،
أجهزةُ التنفسِ الاصطناعي،
ويدُ الله التي تكتب الغيب..
.
قلتُها منذ ألفِ عامٍ
فأرسلوني إلى طبيبٍ نفسي !
...............................................
2- علامات طريق
..............................
تحدثُ المعجزاتُ أحيانًا
لكنها لا تغضُ الطرفَ عن طريقٍ طويلٍ
مِن السلالمِ الدوارةِ
الأشياءُ الصغيرةُ التي تتغيرُ دونَ أن نشعرَ
رائحةُ الانتظارِ مثلاً
الدورانُ في المكان
حتى الوصولُ إلى السماءِ
لا يعني تجاوُزَ الشارعِ المجاورِ
حين تَسقُطُ على صوتِ بائعِ الخُرافاتِ
وميكروفونِ الدعايةِ الانتخابيةِ
أشياءٌ تدفعُك دفعًا
لتغييرِ بياناتِ البطاقةِ الشخصيةِ
وجوازِ السفر
ربما يمنحُك هذا كرامةً في بلدٍ غريب
.
سيقولونَ في المطارِ:
ما يبقى مِن الوزنِ الزائدِ
لن يكون كافيًا لاصطحابِ قلبِك دونَ نقصان
اتركْ معابدَك هنا
فقد هرَبْتَ مِن الأوثانِ على أيةِ حال
وفي الجهةِ الأخرى
صديقٌ يتعلمُ العربيةَ من أجلِك
وأنت لأجلِه
تمنحُ الحبَّ فرصةً بيضاء..
.
تحدثُ المعجزاتُ أحيانًا
وآيتُك إلقاءُ ميراثِ الريبةِ
تمضغه كعلكةٍ وتُلقي به قطعةً تلوَ الأخرى
لكنك دونَ وعي
ترسمُه علاماتِ طريق
...................................................
#هبة_عصام_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟