|
معالي الوزير السيادي الخطير
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 20:07
المحور:
الادب والفن
كان يا ما كان ، في قديم الزمان ، الشاب : "عيع" ، المواطن في بلد "العوع " العجيب الشكل و الطعم و النوع . جَمَعَ عيع كل ما تبقى لديه من الخرجيّة ، و ترك بيت الطين ، و أرضه الزراعية ، بعد أن غرق بالديون التي تراكمت على هامته طوال عشر سنين بسبب خسارته في الموسم الزراعي الواحد تلو الآخر نتيجة إغراق الأسواق المحلية بالمحاصيل الزراعية و الخُضَر الزهيدة الأسعار جداً لكونها مستوردة مدعومة بالدولار من طرف حكومات البلدان الأجنبية المصدِّرة لها . قصد "عيع" القرية الكبيرة "دبداب" ، يبحث فيها عن أسباب رزق جديد حلال . أمضى أول شهر له في المسطر ، دون أن يهدي الله أي رب عمل على تشغيله عنده ، بسبب لهجته الريفية التي جعلت قطيع البطبط يسمّونه بـ "الشروگي" . تصوَّر عيع أولاً أن المقصود بالشروگي هو ذلك الرجل الذي تنبعث منه الروائح العطنة لعدم إستحمامه كل يوم ؛ فأخذ يستحم بالصابون يوميّاً في مياه نهر دجلة . و لكن رجال و نساء قطيع البطبط واصلوا تسميته بالشروگي حتى بعد إستحمامه بالصابون "البلادي" وسط الشط . سأل "عيع" أحد زملائه العمال العاطلين مثله عن معنى لقب "الشروگي" ، و عن نوع الصابون الذي ينبغي له أن يستعمله لكي يصبح "لا شروگياً" ، فأجابه زميله بأنه متحيِّر مثله ، لكونه لا يعرف المعنى الصحيح لهذا اللقب الذي يطلقونه عليه أيضاً ؛ حيث سبق له و أن إعتقد بأنه يُطلق على الشخص الذي لديه شارب ، فحلق شاربه بالموسى كلياً ، و لكنه فشل في أن يصبح لا شروگياً . ثم نصحه زميله بالذهاب للجامعة ؛ هناك ، حيث يوجد فطاحل العلماء ، للتثبِّت من معنى ذلك اللقب المحيِّر منهم . سأل عيع عن مكان الجامعة ، فأرشده أحد السابلة إلى أقصر الطرق للوصول مشياً للجامعة المعروفة بإسم "جامعة الحضانة" . و عندما بلغ بوابة جامعة الحضانة ، تعجّب "عيع" لرؤية الشابّات من كل نوع وهن يتكلمن - متضاحكات حيناً ، و معبّسات أحياناً أكثر ، و متمايلات دوماً - مع الشبّان من نوع واحد فقط . كانت بعض الشابّات المتثنيات منقّبات بالأكفان السوداء ؛ و غيرهن ملكَّچات بالخِوَذ ؛ مع أخريات محنّطات الفكوك كالمومياوات ؛ و أقلهن فارعات طبيعياً . في غمرة إنبهاره بالمشهد الماثل أمامه ، نسي "عيع" السؤال عن ماهية : "الشروگي" , بل سأل فرّاش جامعة الحضانة – الذي كان متعباً من المشاوير المتعددة التي يكلفنه بها الطالبات المحنطات في جامعة الحضانة و المقبولات قبولاً "خاصاً" لكون أحد أفراد أقاربهن هو "صماخ من الصماخات" – عن ماهيّة ذلك المكان ، و الشباب الذين فيه ، فأجابه الفرّاش بالقول هازلاً : - شوف خويا ؛ هنا هوّا المكان إللي يجيبون الناس مطاياهم و ثيرانهم إلنا . إحنا نستلمهم منهم ، و نسوّيهم أوادم هنا ، و نمنحهم أرقى الشهادات المزوَّرة زيارة أصلية . و أول ما نسلّمهم شهايدهم ، يعيفونا و يروحون ، و يسوّون نفسهم بعد ما يعرفونا أبداً ، و لا يستعبرونا بفلسين . و منّا يروحون يتراگضون تريگض للبازار السياسي ، و يگلگون زين خصاوي رؤساء الكتل السياسية هناك ، فيرشّحهم هؤلاء في الإنتخابات الدَمِّقراطية ، و يحصل الواحد منهم على صوت واحد فقط ؛ أو صوتين و نصف الصوت بالتزوير . بعدين ، يجتمعون رؤساء الكتل ، و يتقاسمون غنائم الدَمَّقراطية فيما بينهم بالعدل و الميزان ، فيصعدون أصحاب شهادات جامعة حضانتنا هذه على كرسي الرئيس أو الوزير أو النائب ، و ينهمكون بكل جدّ و إخلاص بالإشتغال على باب الله ، و گشِّ المليارات گش . و يگومون يشترون القصور ، و يركبون الحور على كُشنات كل نوع من أنواع الحنطور ، و نبش القبور ، و زَلْط الطيور ، و تقليب الجحور ، و توزيع عبوات "السيفور" علينا - أنت و آنا من ولد الخايبة . و بعدين ، يسددون بالتقسيط مستحقات أولياء الأمور ، و يصبحون من المشاهير المعتبرين اللي يومياً يطلعون بالفضائيات حتى يلقنون المشاهدين مباديء فلفسة : دار ، دور . - عمّي : يبيّن عليك إنت كلش عندك معلوميّة بالشِعِر ! - إي : آنا شاعر شعبي عِتيج ! - منتاز ! العباس عليك ، عمّي : يعني ، إذا جبيتلك لهنا – مچرَّم السامعين – فَرِد مْطَي ؛ تگدر تسوويلياه آدمي و وزير ، و يگومن يگشنلي الفلوس بالمريارلات يوميّاً گش ؟ - إي ، إبن العم ؛ إنت كل شي تريده ، إحنا هنا نسوِّيلكيّاه للمطي . - لع ، آني ما أريدن كل شي ! آنا أريدنَّك بَس تسويليّاه وزير ! وزير ، و بَس ! - مو تدلل ! إنت بَس جيبه للمطي هنا ، و خلّي الباقي على الله ، و علينا ! - دير بالك ، عمّي ، مو تسوولياه شروگي ! تدري آني طاگه رويحتي من ذولا الشراگوه ! - أخي ، شنو إنت أثول ؟ أشو دا أگلك وزير ، تگلي شروگي . عرب وين ، طنبوره وين ؟ - العفو عمّي ، العفو . و الله اليوم إلا أجيبنلك أحسن مطي بالسوگ ! بس ، عمّي ، فدوا أروحن لهذا الشارب الحليو ، أريدنّك تدير بالك عليه هواي ، كلش ، كلش ! ترا أخيَّك مضرور ، و الناس حاسدينه ، و هوّا غرگان للچمري بالديون ! - أنت تامر ! جيبه للمطي ، و إنشاء الله يصير خير ، و على بركات الله ! خلال ساعة ، كان "عيع" قد إشترى بكل ما تبقى لديه من الصرماية حماراً حساويّاً من زريبة حَمَد خنّوس . ركبه ، و طار به لجامعة الحضانة . وقف عند البوابة ، و ترجّل عن دابته ، و ساقها من لجامها نحو الفرّاش - الذي قام له بابتسامة عريضة ، و أمسك بلجام الحمار الأشهب - و هو يقول : - السلام عليكم . - وَيْ عليكم السلام ، و رحمة الله و بركاته ، يا أبن العم ّ العزيز ! هذا شنهي من مطي ؟ - هذا – مچرّم السامعين – أحسن مْطَيْ لگيته بالطولة ! حساوي ـ و ما بيه أي لوله ! - ما شاء الله . - أريدنّك تسويليّاه وزير ، حتى يگِشْلي بالمريالات گَشْ ! - شتريده ، بيا شهادة ؟ - ها ؟ إبكيفك ! آني عايفها وراك ! - شوف يا إبن العم . للوزير : شهادة البكلوريوس بيومين ياخذها ؛ و الماجستير بثلثتيّام ؛ و الدكتوراه بخمستيّام . أنت يا هو الرايدها ؟ - أريدنها أم الخمسة ، و أمرنا لله الواحد القهار ! - ما يكون خاطرك إلا طيِّب : خمستيّام ، و تجي لهنا ؛ و آنا أسلملكيّاه : هَمْ دكتور ، و هَمْ وزير ! - يعني : أعِدّن خمستيّام من اليوم ؟ يو من باچر ، و أجيلك ؟ - من باچر ! گول : إنشاء الله ! - إنشاء الله ! - نقرا الفاتحة : بسبسصبصبصصبببببم . - الفاتحة : ببسبسبسبسبسبسبسبم . في الموعد المقرر ، عاد "عيع" للفرّاش ، فبشَّره الأخير بكون حماره قد أظهر في الدراسة عبقرية إستثنائية ؛ و لهذا ، فقد حصل على شهادة الدكتوراه بيوم و نصف اليوم ، حسب خطة حرق المراحل ! و هو الآن وزير سيادي خطير ! ثم أعطاه إسم و عنوان وزارته . شكر "عيع" الفرّاش أجمل الشكر ، و أثنى عليه أحسن الثناء ؛ بل و عانقه بقوة ، و ذرف دمعتين على كتفه . ثم ودعه طائراً للوزارة إياها . بعد تفتيشه من فوق لتحت ، و من تحت لفوق ، ستين مرة ؛ دخل "عيع" أخيراً قاعة إستعلامات الوزارة ، فوجدها تغص بمئات المراجعين النساء من كل نوع ، و الرجال من نوع واحد . مرّت بضع ثوانٍ ، فدخل القاعة عملاق ضخم الجثة يحمل بيده رشاشاً ، و تتوزع خمسة مسدسات معلقة من قُبُلٍ و من دُبُرٍ . خاطب العملاق – بوجه متجهم – موظفي الإستعلامات بالقول : - سيّد وليد ، هل يوجد هنا أي صحفي ؟ - لا ، أستاذ ! - هل كل الموبايلات مؤمنة ؟ - نعم ، أستاذ ! يلتفت العملاق نحو المراجعين ، و يرسم إبتسامة عريضة على وجهه ، و هو يخطب فيهم : - السلام عليكم ! - و عليكم السلام ! - بارك الله بالجميع . بسم الله الرحمن الرحيم . و بعد الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين ، أقول : أهلاً و سهلاً بالمواطنين الأعزاء . سيداتي ، آنساتي ، سادتي : أنتم رأسمالنا الحقيقي ! و بودي العرض لحضراتكم بأن معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير يسلم عليكم جميعاً ، و يحييكم أعطر تحية ، و يقول لكم أن كل طلباتكم مستجابة و بأرخص الأكلاف . كلكم يعرف أن الوزير السيادي الجديد ليس ماصخ العينين ، و لا جشعاً مثل الوزير القديم ! الوزير السيادي الجديد هو إنسان متَّقي ، و يخاف ربّه ، و يحب الفقير ، و يحارب الفساد المالي و السياسي ! يعيش معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير ، يا ! - يعيش ، يعيش ، يعيش ! - ثانية ؛ على حب النبي المصطفى ! - يعيش ، يعيش ، يعيش ! - ثالثة ؛ على حب آل البيت الأطهار المجتبين ! - يعيش ، يعيش ، يعيش ! - بارك الله فيكم ! أنتم تعلمون أن الوزير الشاب الدكتور اللوذعي و صاحب النيافة هو إبن عشائر مؤصَّل . و لذلك ، فهو يعرف الواجب و الأصول ، و هو ضد الإستحواذ ، و التفرقة الطائفية ، و المحاصصة السياسية ! و هوّا إنسان متواضع ، و دَمِّقراطي ، و فاتح أبوابه للجميع ! و هو يعتذر من أي تقصير لكونه لم يستلم الوزارة إلا قبل يوم و نصف اليوم فقط . و هو مستعد للتوسط في حل كل مشاكلكم في الوزارات كافة . و الشهادة لله ، نحن لا نأخذ منكم غير بس تكاليف المصاريف التي ندفعها من الجيب فقط ؛ و أنتم تتفقون معي بأنه لا يوجد شيء يُكتسب ببلاش . نعم : القاعدة الربانية المباركة المطبقة على الجميع هي : شيِّلني و أشيِّلك . و عليه ، فأن التسعيرة الجديدة الزهيدة - تنزيلات خمسين بالميّة - للمصاريف هي كالتالي : التعيين على الملاك الدائم بخمسة و عشرين مليون دينار ، فقط ؛ منح القرض العقاري بما يساوي مئة راتب : عشرة ملايين دينار ، فقط ؛ منح السلفة عشرة ملايين دينار : بمليون دينار ، فقط ؛ منح السلفة خمسة ملايين : بخمسماية ألف دينار ، فقط ؛ النقل ضمن دوائر الوزارة : بخمسة ملايين دينار ، فقط ؛ النقل إلى وزارة ثانية - عدا وزارة الكهرباء - بسبعة ملايين دينار ، فقط ؛ النقل إلى وزارة الكهرباء بعشرة ملايين دينار ، فقط ؛ تثبيت العقود المؤقتة على الملاك الدائم بخمسة ملايين دينار ؛ الترقية إلى درجة مدير بعشرة ملايين دينار ؛ الترقية إلى درجة مدير عام بخمسين مليون دينار لكل شهر ، فقط ؛ إلغاء أي عقوبة إدارية بمليون دينار ؛ المقابلة الشخصية المستعجلة للوزير بمليون دينار ، فقط . سيِّد وليد ! - نعم ، أستاذ ! - سجِّل الأسماء بقوائم حسب نوع الطلبات ، و أجمع إيداعات الصندوق ، و طابقها مع القوائم ؛ و بعدها ، أيّد التطبيق بالتوقيع ، ثم إرفع القوائم لجنابنا ، مفهوم ؟ - مفهوم ! - عيني ، أسمعني يا خوي : و الزلمة اللي ما بقت عنده خرجيّة ، و عنده فرد شغيلة مسْتَعَجلة ويّا الوزير ، شيسوّي ؟ سأل عيع . - أخي : الماعنده ، نحن ما نجبره على دفع فلس أحمر واحد ! كل ما على المراجع الكريم عمله هو أن يلتزم بالدور حسب القانون و التعليمات ! نحن دولة سيادة القانون ! - و شكثر أتنطّر حِتينا يجيني السرة ؟ سأل عيع . - حسب عدد المراجعين ؛ أنت تعلم أن عدد سكان بلد "العوع" قد أصبح الآن أربعين مليوناً ، و عندك الحساب ! - و المراجع إللي ثارد للعچس ويّا الوزير ؟ سأل عيع . - و ما هي صلتك بمعالي السيد الدكتور الوزير الخطير . - آنا صويحبه ! روح گنلله للوزير : آنا "عيع" ، إبن "الحجّي عاع" ، إللي زتيته بجامعة الحضانة . - سيِّد وليد ! - نعم ، أستاذ ! - سجِّل إسم و عنوان هذا المراجع المعگل على قصاصة ورق ، و سلِّمها لي حالاً ! - صار ، أستاذ ! بقي عيع ينتظر في قاعة إستعلامات الوزارة حتى الساعة الرابعة إلا ربعاَ من بعد الظهر ، عندما عاد العملاق للقاعة - التي لم يبق فيها أحد غير عيع - و قال له : - معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير أبلغني بأنه لا يعرفك مطلقاً ؛ و أنه لا توجد لديه أية علاقة شخصية بك ! - دِگول غيرها ، يا خوي ! لا تتقشمر عليّا ، ترا آنا مفتش بالدبس ! - معاليه أكدلي أنه ما يعرفك ، و ما شايفك قبل ! - هذا شلون حچي ، هاذ ؟ آنا صويحبه ، و متعنّيله من بعيد ، وصاحب خطوة ، و أريدن أشوفنّه ! هسّاع ! - عود لويش أنت ما تريد أن تفهم ؟ ها ؟ لقد إنتهى الدوام الآن ، و موكب معالي السيد الدكتور الوزير السيادي الخطير جاهز للتحرك بعد دقائق ! صدقني أنه لا يعرفك ! قد يكون المقصود هو وزير آخر غيره ! يوجد هناك عشرات الوزراء في أجهزة الدولة . لقد أكّد لي الوزير بأنه لا يعرف أحداً يراجع دواوين الوزارات بالدشداشة و العگال و نعال التاير ، و أسمه "عيع" ! هجمت الوساوس المربكة و الصاخبة على رأس عيع ، و خشي أن يخرج الوزير فيخسر هو الصاية و الصرماية ؛ فقام من مكانه ، و وضع دشداشته بين أسنانه ، و أمسك بعقاله ، و هرول كالغزال نحو موكب الوزير ، و هو يصرخ مردداً النداء : - أريدن أشوفن الوزير ! لازم أشوفن الوزير ـ هسّاع . أمسك بتلابيبه رجال حماية الوزير ، و هو يصرخ : - آنا صويحب الوزير ؛ لازم أشوفن الوزير ! هسّاع ! ترجَّل شخص أشيقر من سيارة مظللة عالية ، و قال لرجال الحماية : - أتركوه ! أنت ، أبو العگال : تعال هنا ! يتحرك "عيع" بسرعة نحو شخص الوزير و هو يتمعَّن بكل بوصة منه بفخر طاغٍ ، و بفرح غامر . - شلون تدّعي أنك صاحبي ؟ من أين تعرفني ؟ - إيه ، و الله و العبّاس ! هذا هوّا بعينه و عيانه : أشْگَر ، و بگصته طُرّة ! بسم الله الرحمن الرحيم ! الله المصلي على محمد و آل محمد ! بداعة رويحة أمّيمتك المرحومة ، يا معالي السيد الدكتور الوزير الخطير ؛ إنت ما چنيت ، قبل ست إيام ، مطي حساوي مربوط بطولة حَمَد خنّوس ، قبل ما أشتريك آنا بخرجيتي ، و أسوگنّك لجامعة الحضانة حتى يسوولك منّاك شهادة الدكتوراه ، و أسلمنّك تسلوم يد عند صويحبي الفرّاش الشاعر ؟ ها ؟ سايم عليك العبّاس يا معالي الوزير السيادي الخطير : إحِچْ الصدگ ، و لا تچذب : موش إنت چنت مطي حساوي ؟ - و لكم هذا أكيد فرد واحد سويچ و مخبَّل ، لو إرهابي مكبسل ! طرِّدوه خارج الوزارة ، يللا ، بالعجل ! و ممنوع يدخل للوزارة مرة ثانية ! - بويا ، گول غيرها ، يا مطينا ! هاي هيّا مجازاتك لتعبي و فليساتي اللي ذبّيتهن عليك ، و سوّيتك آدمي ، و خليتك تصير بهاي المنزلة ؟ - دِگوه ! دِگوه ! حيل ! - و لكم آخ ! لا يا حرام زاده ! و لكم ، آخ ! و لك ، لو ما إنت أصلك مطي چان شسوّيت ؟ ها ؟ تفو عليك يا ناكر الجميل ! آخ ! - دِگوه دَگ زين ! حيل ! كسِّروا ضلوعه ! مخبَّل ! مخبّل ! - آخ ! لا يا ملعون الصفحة على هاي العملة السودا ! و لكم آخ ! ها ، و لك ، تتجاسر على الإيدين اللي سوِّتك آدمي ؟ ها ؟ و لك ، لعد وينه خوف الله اللي دا تزامطون بيه ليل نهار ؟ آخ ! و العباس ، كلكم چذاذبه ، و سرسريّة ، و أهل برطيل ! آخ ! ها ؟ شلون وزير ، و يكسِّر بضلوع المراجعين اللي سوّوه آدمي ؟ يا عيبةِ العيبة ! و لك ، و الله ، إللي مثلك تَرمَن يروح فدوا للجراوي السايبة ! آخ ! آخ ! دِبَسْكُمْ دگ ، بَسْ ! شنهي : قابل آنا هَمْ مُطي مثل معالي وزيركم هذا ؟ آخ ! كِتْبَة السودا عليكم ، و على الخلّفوكم ، و على الخلّفوني ! آخ ! آخ ! بعد خروجه من المستشفى مُجبَّر الذراعين و الرأس ، ذهب "عيع" لفرّاش جامعة الحضانة ، و حكى له تفاصيل الإستقبال الحار له من طرف حماره الوزير الخطير . و عاتب الفرّاش – و هو يجهش بالبكاء – لكونه لم يلقّن حماره الوزير الخطير جيداً مبادئ الوفاء لمن يدين لهم بمنصبه ؛ فباح له الفرّاش الشاعر بسرّ خلود فضيلة كوميديا الإحتراف عند السياسيين في بلد "العوع" بالقول : - إسكت و خلّيها ، يا إبن العم . آنا موش إبساعتها گتلك : ذولا مطايا ، يجيبهم إلمشتريهم إلنا ، و إحنا نستلمهم منهم ، و نسوّيهم أوادم هنا ، و نمنحهم أرقى الشهادات المزوَّرة زيارة أصلية . و أول ما يستلمون المناصب العالية بالتزوير ، يعيفونا و يروحون ، و يسوّون نفسهم بعد ما يعرفونا أبداً ، و لا يستعبرونا بفلسين ؟
بغداد ، 19 / 4 / 2013
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحلام زنزانة الإعدام
-
العبقريون الثلاثة
-
الماركسية و الأخلاق
-
قصة حبيبين
-
الغربان و الحمير
-
قطاع الخدمات في النظام الرأسمالي من وجهة نظر ماركس
-
القرد و الجنّية و الغول
-
رد على د. مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة
...
-
أبا الصّفا / مرثاة للشهيد الشيوعي الدكتور صفاء هاشم شبر ، أس
...
-
الإمتحان
-
الفيل و الضبع و البغل
-
طرزان و ذريته
-
رد على د. مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة
...
-
رد على د . مجدي عز الدين حسن : الإعتباطية و القصدية في اللغة
-
شيخ المتقين و الخنازير
-
شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 3-3
-
شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 2-3
-
شَعَبْ و أبو وطن : قصة قصيرة / 1-3
-
كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 12
-
كنوت هامسون : رواية نساء المضخة / 11
المزيد.....
-
أم كلثوم.. هل كانت من أقوى الأصوات في تاريخ الغناء؟
-
بعد نصف قرن على رحيلها.. سحر أم كلثوم لايزال حيا!
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|