أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - تهافت الفلاسفة الجدد














المزيد.....

تهافت الفلاسفة الجدد


اسامة غالي

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 16:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان مشروع نقد الحقيقة يحمل بين طياته لغة تجاوز الأيديولوجيات التي تعمل على تحرير الخطاب المعاصر من الاستلاب الاقناعي الموروث الذي اسدل ستاره على الفكر لفترات طويلة،كما وانه يشخص المنطلقات الفكرية المتوحدة في الخطاب اللاهوتي كي يعيد النظر في الأدوات والآليات ، نظراً الى ان هذا الخطاب يوحد عبر آلياته بين الفكر والدين ويلغي المسافة بين الذات والموضوع، كيما يبتعد عن تفسير الظواهر الاجتماعية او الطبيعية بارجاعها جميعا الى مبدأ واحد او علة اولى، وكذلك يعتمد في طرحه للمفاهيم على سلطة التراث واليقين الذهني القطعي ورفض اي خلاف فكري في الاسس والاصول وان كان يتعاطى مع الخلاف في الفروع والتفاصيل ]ينظر: نقد الخطاب الديني،نصر حامد،المركز الثقافي العربي،الدار البيضاء ،المغرب،ط3 ،2007م،ص14[،فمن هنا عمل مشروع النقد على ادلجة الحقيقة بوصفها خطاب يقصي الطرف الآخر ويحتبسه بين ثنائياته المتضادة او المتناقضة،مكّون المعنى وفق مقولات (المطلق والمقدس والثابت والكامل والنهائي) ]تواطؤ الاضداد،الآلهة الجدد وخراب العالم، علي حرب،الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت،ط2، 2010م،ص118[وغيرها مما ينتجه العقل احادي التفكير،لكن سرعان ما وقع نقاد الحقيقة في التهافت ،وهم يمارسون في نصوصهم النقدية (العنف المتبادل الذي يجاوز رغبة الإقصاء الى الاستئصال،وهو عنف لا يتباعد عن مفارقة التناقض الدال بين الشعارات المرفوعة والوقائع الفعلية للممارسة التي تبين عن ميول عدوانية متأصلة) ]نقد ثقافة التخلف، جابر عصفور،دار الشروق،مصر،طبعة خاصة بمكتبة الاسرة،2009م/2010م ،ص274[،فالنص النقدي المقترح يمثل نتاج الكاتب وترجمة لافاقه الفكرية،و لو احتوى على مفارقات او تنازلات عن بعض المبادئ التي قيضت في بادئ الامر، هذا يعني ان التفكير عاد مزدوجاً، وثمة تهافت فكري قبل ان يكون نصيا،الامر الذي حدا ببعضهم ـ تبريرا لتهافته ـ ان ينطوي تحت المنهج التفكيكي الناقد للغة الاصطفاء والذي يتيح للآخرين إن يشاركوا في صنع (الحضارة القائمة،من المعارف والعلوم او القيم والمفاهيم او الوسائل والادوات) ]تواطؤ الأضداد،علي حرب، ص183[،ويقاربوا بعضهم الاخر عملية التفلسف باعتبارها منزع عقلي فطري مكنون في عمق كل إنسان ]ينظر:المصالح والمصائر،صناعة حياة مشتركة، علي حرب، الدار العربية للعلوم ناشرون،بيروت،ط2، 2010م،ص116[،ما ممكن اختزاله بمجموعة معينة، الا ان أولئك المتفلسفون الجدد قد شكلوا مأزقا اخر/ المأزق التراجعي / تباعد فيه المراس عن التفكير والاجراء عن التنظير،فهم في مرتبة أللاوعي يسارعون الى تسفيه الرأي المغاير،والتشكيك في كل اجتهاد او تجريب مخالف]نقد ثقافة التخلف، جابر عصفور ،ص275[،ولم يعالجوا الأزمة المعرفية نقدياً بقدر ما افضىوا عليها طابع التهميش والإقصاء لفاعلية الاخر و نتاجه،هذا ما دلت عليه سيميائياً عتبات النصوص النقدية والتي تمثلتها بعض مؤلفات علي حرب ،وهو يتحدث عن الدين تحت ثيمة (عودة مرعبة) او يتحدث عن الحرية والديمقراطية تحت ثيمة (كوارث التقديس) او يتحدث عن من يرفض الحداثة تحت ثيمة (لا عودة عن الحداثة) ،فكل هذه العتبات تعد مؤشرا لعملية استئصال فكري متبادل يتحول فيه المرسل الى مستقبل والمستقبل إلى مرسل..



#اسامة_غالي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة والمعنى في مقاربة فلسفية اخرى
- الحقيقة والمعنى من منظور مختلف
- السؤال الشعري عند ناهضة ستار ومرجعياته المعرفية...قراءة في م ...


المزيد.....




- -مستقبل أمريكا هو المجر-.. كاتبة تبين ما فعله فيكتور أوربان ...
- ماكرون وتبون يعيدان إطلاق العلاقات الثنائية بعد أشهر من التو ...
- مصر ترحب باعتماد البرلمان الأوروبي شريحة الدعم المالى الثاني ...
- تعليقا على الحكم بحق مارين لوبان، لا سياسي فوق القانون - الغ ...
- -برفقة سليماني-... صورة أرشيفية للقيادي في -حزب الله- المسته ...
- ميزات شاومي 15 الفاخر
- ما الذي يجري بينهما.. خريطة تفاعلية تظهر مناورات بكين قرب تا ...
- -صغننة قلبي-.. دنيا سمير غانم تحتفل بعيد ميلاد شقيقتها إيمي ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية الصيني في الكرملين
- قطر والإمارات تشاركان مع إسرائيل وأمريكا في تمرين -إنيوخوس 2 ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسامة غالي - تهافت الفلاسفة الجدد