بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 00:48
المحور:
الادب والفن
الحياة معجزة 2005(امير كوستاريكا):عن كوستاريكا المخرج المفعم بحب الحياة
امير كوستاريكا مخرج صربي من اشهر أفلامه(تحت الأرض 1995) الذي حقق من خلاله جائزة كان الكبرى،ومن اشهر أفلامه أيضا زمن الغجر وابي في رحلة عمل...
يمتاز فيلم الحياة معجزة بتنويعات كبيرة في الاسلوب،ومن دون أن نخوض مطولا في هذا الحكم فاسلوب كوستاريكا في هذا الفيلم يشبه إلى حد كبير أسوب فليني السينمائي،حين تتحول تخيلاته إلى نقطة مبالغ فيها وعند ذلك ينقصها الترابط والتشويش،فأول لقطة في الفيلم لرجل يصرخ(أنا مفلس) تشبه إلى درجة كبيرة اللقطة الكبيرة والمشهورة في فيلم أماركورد أنا أريد إمرأة....
هنا ومن وراء واقع سياسي صعب ومرير، يصبغ كوستاريكا فيلمه هذا بشتى أنواع السينما،فإن كنا نبحث عن فنتازيا لا نعرف ما هو المقصود منها،فنحن سنجد الكثير من الحيوانات التي تتصرف تصرفات غريبة أشهرها الحمار الذي يقف على سكة حديد يرغب بالانتحار نتيجة فشله في قصة حب...
وإذا كنا نبحث عن كوميديا سوداء،فهي موجودة بقوة وأحيانا تصل إلى درجة الافتعال،أما عن الصخب فحدث ولا حرج عن مهرجانات صاخبة قد تحمل كناية أو لا تحمل لواقع سياسي على وشك الانفجار (بوسنة والصرب)،وتقريبا فكل شخصيات الفيلم تعيش حالة من التوتر العصبي،وكأننا نتحدث عن فليني وبالذات في أفلامه المتأخرة،ولولا الخلفية القوبة (الحرب) التي قام عليها الفيلم لقلنا أن الرابط بين الأحداث هو خيط رفيع جدا...وحين يتحدثون-وحتى المخرج نفسه-عن درما شكسبيرية على شاكلة روميو وجولييت أو الملك لير متداخلة مع أحداث وشخصيات هذا الفيلم ومع حرب البلقان،فطريقة السرد المشوشة والعصبية أصابت المتفرج بالذهول غير المتقبل...
هناك ميزة واحدة لا نستطيع التغاضي عنها في هذا الفيلم...فالفيلم مفعم بالحياة...مفعم بحب الحياة وكوستاريكا على الرغم من شدة قسوة المواضيع التي يخوض فيها والتي تتميز بالاطالة بشكل عام،إلا أننا نجد دائما وغالبا ما يشير إلى حب كوستاريكا لهذه الحياة التي نعيشها....
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟