عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 12:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابع للشأن الليبي وما يزخر به من من مفارقات عجيبة فيما يتعلق بكيفية تسيير شؤون المؤتمر الوطني العام، والمزايا التي منحت لاعضائه والتي تعادل مزايا رئيس الوزراء ،بمرتب شهري قدره 9000 دينار مع جواز سفر احمر وسيارة مجهزة وحرس شخصي ومستشارين اثنين إضافة إلى سكن وظيفي، واقامة في ريكسوس،ومنحة لشراء سيارة جديدة وتعيين في سفارات بالخارج وشركات تابعة لهيئة الاستثمار الخارجي، وغيرها، تجعل المرء يتذكرعلى الفور قصة " إدارة عموم الزير" التي كتبها المؤرخ المصري الدكتور حسين مؤنس.
ملخص القصة التي جرت وقائعها في عصر المماليك، عندما إقترح والي المدينة علي السلطان شراء زير ، يوضع كخدمة للمارة الذين يضطرون للنزول لاسفل الطريق والشرب من النهر، فأوجعه عذابهم المستمر في هذا الحر الشديد ليشربوا من هذا النهر.. تشاور مع رئيس ديوانه، وبعد أخذ ورد في عمل ما يرحم الناس من هذا العذاب اليومي للشرب من هذا النهر.. رأى الوالي وضع (زير) تحت شجرة في الطريق، ويعين له عامل يقوم بملئه وحراسته ونظافته وأعطاه دنانير من ماله الخاص، وكلفه بشراء زير وما يلزمه، وقام المسؤول بتنفيذ ما أمر به الوالي.
تم شراء الزير، و تعيين أحد السقاة لملئه، وبسبب التزاحم تم تعيين حارس لتنظيم العملية، و كانت الحاجة لحراس آخرين وسقاة إضافيين، ومع تكاثر الموظفين تم تعيين مدير، وأقسام، ثم ضم ذلك في إدارة عامة، تضم شؤون مالية وشؤون ادارية، وتم انشاء جامع ومستشفى ونفق، وعندما قرر الوالي ذات يوم القيام بزيارة تفقدية إلى الإدارة العامة لعموم الزير، وجد زحاماً من الموظفين والموظفات.. وعلم ان المدير العام للزير، يقوم بزيارات لبعض الدول الأجنبية كالصين، واليابان، وأمريكا لحضور مؤتمرات المياه، ويطلعهم على التجربة الفريدة.عندها سأل الوالي عن الزير، قالوا له، انه موجود في مخزن قديم إسفل المبنى، وقد تحطم منذ زمن طويل، وعندما طلب شرب ماء اعطوه زجاجة معقمة.
والقصة طويلة.. مثلما قصتنا نحن.. ..
في آخرها انتبه (الوالي) والتفت للمسؤول وقال له : أما أنت يا صاحبي مدير عام الزير، فقد انشأت كل هذا، وحملت ميزانية الدولة نفقات باهظة كي تخدعنا، وقد ضيعت الغرض الأساسي الذي توخيناه. هذا المبنى سيكون استخدامه لمصالح الناس، وأما هؤلاء الموظفون الذين عينتهم فأنت ملزم برواتبهم من مالك الخاص.. كما قررت لهم.. قال المسؤول: مالي لا يكفي.. قال (الوالي) إذا نفد مالك يأخذون رواتبهم من مال زوجتك، وأولادك واخواتك وأقاربك الذين أغنيتهم من مال الدولة.
وأمر الوالي وكيل المدير العام تنفيذ كل ذلك فوراً، واستعادة الأموال التي أنفقها مدير عام الإدارة العامة للزير في كل رحلاته السابقة.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟