ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثانية عشرة - تقاليد الزواج في اليمن

عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 02:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ذكرياتي في اليمن – الحلقة الثانية عشرة – تقاليد الزواج في اليمن
الاستاذ المساعد الدكتور عصام عبد العزيز المعموري – معهد اعداد المعلمين – بعقوبة – العراق
..............................................................................................
تقاليد الزواج في اليمن
لا أعلم ما هو السر في اقتصار المعاشرة الزوجية في كل من اليمن وسوريا والأردن ومصر وربما في دول عربية وإسلامية أخرى على ليلة الخميس فقط ..ألم يقل سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم ( نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ؟ وان ( أنى ) هنا هي زمانية بمعنى يحق لك معاشرة زوجتك في أي وقت .. فلماذا التأكيد لدى هذه البلدان على الخميس فقط ؟ لقد سمعت أنه في مصر يتهافت الرجال على الصيدليات ليلة الخميس لشراء ( الفياغرا) التي يسمونها في مصر ( حبة الخميس أو دواء الخميس ) .
وسمعت في صنعاء أن ليلة الخميس مقدسة عند المرأة المتزوجة واذا لم يعاشرها زوجها في هذه الليلة فعليه أن يعوضها بمبلغ يوضع تحت الوسادة كترضية وأعتقد أن سبب ذلك يعود الى انتشار ظاهرة تعدد الزوجات في شمال اليمن وندرتها في الجنوب .. فالزوجة التي لم تنل حقها في المعاشرة يجب تعويضها .
يوم الخميس يوم مميز لدى المرأة اليمانية ولا أستطيع التعميم بل استطيع القول في المنطقة التي عشت فيها ( مودية في محافظة ابين ) فبعد أن تقوم بكل متطلبات المنزل من تنظيف وغسل صحون وملابس تلتفت الى نفسها حيث تغتسل وتعطر جسمها ببخور خاص تقوم بصنعه ربة المنزل فبعد الاستحمام ترتدي ثوبا" فضفاضا" وتضع المبخرة بين رجليها حيث يكون جسمها رطبا" فيتشبع بالبخور ذي الرائحة الزكية ثم تقوم بتصفيف شعرها وترتدي أحلى ما لديها وتضع في شعرها نباتا" مشهورا" عندهم اسمه ( الشقر ) بضم الشين والقاف ، رائحته زكية وتضع المكياج وتتعطر بأرقى أنواع العطور التي لديها وتستقبل زوجها بهذا المظهر ويكون الزوج قد قضى وقتا" ممتعا" مع أصحابه في ( تخزين القات ) حيث يعتقد أغلب اليمانيين أن تناول ( القات ) يزيد من الرغبة الجنسية لديهم فيأتي اليها بعد نشوة عارمة شعر بها بعد تناوله القات فيقضون ليلة الخميس مستمتعين بلذتها التي لها طعم خاص لديهم .
وأحيانا" يجلب الرجل اليماني لزوجته يوم الخميس نباتا" هو ( الفل) والذي تكون له رائحة زكية تضعه المرأة كعقد حول عنقها وشعرها مع بخور وأطياب ويجلب الرجل كذلك لحما" وفواكه وقات استعدادا" لهذا اليوم المتميز في الاسبوع .
أما التقاليد التي ترافق الأعراس فهنالك نوع من الاحتفال يقام في الأعراس يسمى ( الشرح ) حيث يبدأ الغناء ويقرع الطبل ويرقص كل فردين مع بعضهما ولا يمكن أن يرقص فرد لوحده حيث يأتي الشباب في المساء أيام الزواج ويتراصون في صفين متقابلين تفصلهم مسافة حوالي أربعة أمتار ويكون الطبال في المنطقة الفاصلة بين الصفين وتكون هنالك منطقة خالية في الوسط تسمى ( المدارة ) لأن الشباب والشيوخ يرقصون فيها بشكل مستقيم أو دائري بحيث تتيح لهم حرية الحركة بسهولة ويبدأ ( الشرح ) بأن يقوم صف بغناء صدر البيت والصف الآخر يغني عجز البيت ويبدأ التصفيق والرقص أو ( الشرح ) ، فالشرح يكون عادة أسرع بالحركة وأسرع مع الطبلة . وهنالك احتفال قبل الزفاف يسمى ( السيف ) ويقام عصرا" وتكون فيه أهازيج على السيف ويقوم الأفراد بضرب أهداف مختارة على حجر أبيض يسمى ( مروة ) وهنالك مبلغ يسمى (حق الفتحة) والفتحة على ما أعتقد هي غشاء البكارة ففضه يتطلب من الزوج مبلغا" اضافيا" يضاف الى المهر ويقدر بخمسين ألف ريال يماني أو يزيد أو ينقص حسب الاقتدار المالي لكل زوج وأحيانا" يكون من ضمن المهر في بعض المناطق .
وهنالك ليلة تسمى ( ليلة الحنة) وليلة أخرى تسمى ( ليلة الشل ) والشل يعني الحمل حيث يذهب أهل العريس الى بيت العروس حاملين معهم أشياء العروس ولا يذهب معهم العريس اطلاقا" وفي اليوم الثاني للزواج هنالك لديهم ما يسمى ( ليلة الرفدة ) حيث يتم عمل وليمة غداء وعلى كل فرد من الضيوف جلب مبلغ من المال مقداره ألف أو ألفي ريال يماني كهدية للعريس تساعده على تخطي عقبات الزواج أما أقارب العريس وأصدقاءه المقربون فعليهم جلب هدية متميزة كرأس غنم أو أكثر ، وفي المساء تكون حفلة النساء فقط ويسمونها (صبحية ) على الرغم من أنها تحدث في المساء وكانت سابقا" تسمى ( المظل ) .
ولحد هذه اللحظة لم أستطع تأكيد أو نفي اقتصار المعاشرة الزوجية لدى اليمنيين في الخميس فقط وأنا أتطلع لسماع المزيد من الآراء التي تنفي أو تؤكد ذلك.

#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات