حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
.
حين يعود إينا بذاكرته لسنوات مقارنا مابعد وماقبل (التغيير أو التحرير أو الاحتلال أو سقوط الصنم) ... هذا الذي تعددت اسماءه , وآمالنا به أنتج لنا حريه بلا دوله بعد ان كنا نعيش بدولة بلا حريه , ولاشك ان حلمنا كان (دولة الحريه) , لكنه حلم للضياع اقرب بعد ان قضمنا عشر ولا خطى جاده نحو بناء دولة المؤسسات الضامنه لسيادة القانون وحفظ الأمن وصيانة المال العام وحث الخطى صوب اكمال البنى التحتيه بما يتلائم مع متطلبات العصر والعمل بمبدأ تعدد الموارد تخلصا من حالة الاقتصاد الريعي الاحادي بتنمية القطاعات الانتاجيه المختلفه , ومازالت معالم القصور واضحه في المجالات الصحيه والتربويه , مازالت الاميه الالفبائيه بارقامها المليونيه تُشكِل داله سلبيه تكشف التغاضي المتعمد لسلطة القرار عن وجود مثل هكذا آفه في هذا الزمن المتسارع الخطى نحو المنجز العلمي المعرفي , مازالت معدلات البطاله اكثر مما هو متوقع في بلدٍ يستطيع التخلص من هذه السلبيه المحبطه لشريحة الشباب بتحريك أذرعه المتعدده (زراعه , صناعه ,سياحه ,تجاره , إستثمارات في النفط تكريرا واستكشافا وانتاجا وفي الاعمار والخدمات ...الخ) . والادهى والأمر ان صناعة الموت وتجارة الخراب وزرع البغضاء تفرض ضلها الثقيل على حياة الناس اليوميه ... هذا مانستعرضه دائما , ومانسمع عن بدائله ولانراها واقعا ملموسا , المبادره الزراعيه تحولت الى صندوق لتسليف المتنفذين والارض جرداء , جولات التراخيص إستقدمت العماله الاجنبيه من كل اصقاع الارض دون ان تٌسهم في توفير فرص عمل , وإن توفر قليل منها فلا يحضى به إلا ذو الحظ العظيم , هناك صندوق للإسكان والعشوائيات تزداد إتساعا تُنشأ بالطين والصفيح , باب التطوع للقوات المسلحه مفتوح والأعداد قياسيه بالنسبه لعدد السكان , ولكن كما دون نوع يرافق ذلك وجود ظاهرة ما يُسمى ب(الفضائيين) , وهم شباب يُثبَتونَ في كشوفات الوحدات العسكريه دون ان يكون لهم حضور وإسهام بإنشطتها لأنهم من معارف المتنفذ فلان والمسؤول علان أو ممن يدفعون نصف الراتب لاهل القرار
ميليشيات وحركات مسلحه وخلايا نائمه تتحين الفرص لتُعبِر عن وجودها غير المرغوب به , يُلازم ظهورها موت وخراب ...فأي معنى للحريه بين عناصر هذه الخلطه الغريبه من المتناقضات؟ لاشك اننا نستطيع ان نقول مانعتقد به , لكن كل مايُقال ويُكتب لا يَجد أذانا صاغيه .... ووسط كل ما نعايشه يوميا من السلبيات تكون حريتنا أقرب لطاهرةٍ تشاطر عاهرات مسكنهن .
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟