نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 12:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مــَن مــِن السوريين سمع بهذه الكلمة قبل سنتين؟
لقد عشت على هذه البسيطة فترة طويلة، وحصلت على شهادات علمية وأدبية عديدة، وأزعم أن رصيدي من المفردات العربية جيد، ومع ذلك لم يكن لهذه "الكلمة" وجود في قاموسي.
نعم، كنت أعرف كلمة مسيحي، علوي، درزي، إسماعيلي، كردي، شركسي، آشوري،،،، لكن هذه الكلمات لم تكن ـ بالنسبة لي ـ تعني شيئا غريبا أو مختلفا..
كان مـُسلـّما ـ بالنسبة لي ـ أن نختلف باللهجة، أو بطريقة مناجاة ما، ومن، نؤمن بهم. لكن ذلك لم يفسد أبدا للأخوة الوطنية قضية.
لكن "عصابة آل الوحش" ومنذ أن استولت على السلطة بالغدر والخداع، بدأت تعمل بشكل ممنهج على تقسيم السوريين إلى ملل ونحل.
وما أن أرد السوريون أن يحصلوا على أبسط حقوقهم الإنسانية، حتى خرج إلى العلن ما كانت تعمل عليه "العصابة" منذ عقود. حيث انبرت أبواقها،، ومرتزقتها، وعملاؤها وأذنابها، لإفهام السوريين أنهم ليسوا شعبا واحدا، ولإفهام الخارج أن "الأكثرية" تخطط لإبادة "الأقليات". فمنذ اليوم الأول، دسّـت عملاءها في المظاهرات الوطنية السلمية، ليرددوا شعارات غريبة على ثقافة السوريين ؛ أكثرية وأقليات.
كلنا يذكر كيف اندس الشبيحة في صفوف المعتصمين في ساحة الساعة في حمص، ورددوا "الجهاد الجهاد" إلى أن أخرجهم المتظاهرون.. وكلنا يذكر كيف دست العصابة عملاءها في المظاهرت لكي يرددوا "المسيحي على بيروت، والعلوي بالتابوت".
لقد كان كل ذلك مقدمة لاتهام المطالبين بالحرية، والكرامة الإنسانية، بالإرهاب. ومقدمة لتخويف أبناء "الأقليات" على مستقبلهم...
إن مقولة "حماية الأقليات" مضحكة ومبكية في نفس الوقت...
مضحكة لأن هذه "الأقليات" جذورها مغروسة في أعماق الأرض السورية، وعاشت بكل وئام وأمان مع الأكثرية طيلة 1400 سنة، ولم تكن يوما بحاجة لحماية من "عصابة" أو من الخارج.
ومبكية، لأن كثيرا ممن كانوا يـُعتبرون "نخبة" تلقفها وأخذ يرددها.
فكيف أصبحت "الأكثرية" بعبعا بين عشية وضحاها؟
#نصر_اليوسف (هاشتاغ)
Nasr_Al-yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟