أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً














المزيد.....

الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان يفترض بالرئيس التركي أحمد نجدت سيزر القيام برحلةٍ إلى تاريخ جمهوريته التركية , والتي قامت على المجازر وبحيرات الدم , وعلى حساب الشعوب الحية التي تثبت اليوم دونما مواربة أنّها أقوى من الكثبان العسكرية التركية وتيارات سياساتها الطورانية العمياء , لإجراء نوعٍ من المصالحةِ مع تلكم الشعوب والتاريخ والذاكرة بدلاً عن زيارة سوريا .
منذ عقودٍ وجمهورية العسكر المحمدجليك الطوران هذه مشتتة الذهن والجوارح بين إغراءات الغرب ونوستالجيا الشرق . منذ عقودٍ وتركيا المتأزمة هذه تبحث عن موطأ قدم لها في المنطقة كنوعٍ من الحنين الى صفحات ماضيها المقبور على أيدي الأحرار المنتفضين في كل بقعة من جغرافيتها العثمانية المديدة .
لكنهم لها بالمرصاد . أبعدوا قبرص عن مظلتها . ثم أثقلت كاهلها الرفسات الأوروبية المتكررة لملف عضويتها المنتظر في المحفل الأوروبي وإزهاق روح تركيا عبر إعدادها سيكولوجياً لمفاوضاتٍ ماراتونيةٍ لأجل العضوية . الى جانب المطرقة الأرمنية المنبعثة من رماد المجازر الحميدية والطورانية والتي رويداً .. رويداً تحشر تركيا في الزاوية الأكثر ضيقاً على سندان السياسة العالمية ولا ننسى الكابوس الكردي المزمن الذي يقض مضجع بني طوران . من ثورات 1913 – 1914 وثورة الشيخ سعيد وانتهاءً بملف كركوك الذي يشكل أحد الأوهام والأساطير المؤسسة للسياسة التركية .
تركيا التي كانت في عهود الحرب الباردة مجرّد جوكر معوّل عليه من قبل الغرب , أصبحت تصوغ استراتيجيةً جديدةً محورها الأبرز هو البحث عن مكانة دولية تنطلق من العمق الشرق أوسطي
العربي والإسلامي عبر تصفيرها للمشكلات مع دول الجوار : إيران – سوريا – اليونان – بلغاريا – روسيا .ولا يبدو أنها تفكر - على الأقل - في الوقت الحالي بالابتعاد عن المسرح العراقي , فمصير التركمان وهم مسمار تركيا في كردستان العراق يؤرقها , يؤرقها أكثر أنّ أمريكا حائطٌ عالٍ في وجه المسعى التركي القديم الجديد لفرملة الأكراد هناك وكبح حراكهم المتصاعد , لا تفيد في ذلك كلّ التطمينات الأمريكية والكردية لها ولدول الجوار في أنْ ليس هنالك أيّ نزوعٍ نحو إعلان دولةٍ كرديةٍ في المنطقة .
الكثير من مفردات المنطقة السياسية تغيرت رأسا على عقب فوت الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط نظامه الشمولي , ولكن سلوك دول الجوار العراقي لم يتغير ويبدو أنه لن يتغير .
فالموضوع الأبرز على أجندة اجتماعات الطرفين السوري والتركي في دمشق هو العراق , ومن العراق شماله العصي على السياسات التركية في تعلقها الغريب بعقدة الماضي المجيد . والحل الأنجع برأي الطرفين هو وحدة العراق دولة وشعبا , فالوحدة تنفي الانفصال الكردي على قاعدة قانون نفي النفي الهيغلي .
وليس غريباً أن يكون مقدم الرئيس التركي الى سوريا نوعاً من المساعي الحميدة التركية !!! لوقف مسيرة الإصلاحات السورية بخصوص المكوّن الكردي لسوريا , وذلك لما رشح في الآناء الأخيرة عن خطوات ستتخذها دمشق تطوي بها بعض الملفات الداخلية العالقة ومنها : ملف الكرد المجردين من الجنسية . هل التحسن المفترض للحالة الكردية في سوريا يزعج تركيا ؟ ...
على كل حال يبقى هذا نوعاً من الفرضيات لا نريد الاستطراد فيه .
إنّ خيارات تركيا الأنّوية , المرحلية ليس بمقدورها الصمود والثبات أمام التغيرات العاصفة . تركيا مدعوة أكثر الى تحسين أوضاعها الداخلية المتعلقة بملفات حقوق الإنسان , والمسألة الأرمنية , والمسألة الكردية , لضمان مستقبل أفضل لشعوبها في أفياء الاتحاد الأوروبي التي تلهث عبثاً وراءه منذ ستينات القرن المنصرم , أمّا تعاطي العقل السياسي التركي النوستالجي مع جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز ودول الحرم التاريخي التركي فلن يفيدها بتاتاً .
البروفسور / أحمد داوود أوغلو / مستشار رئيس الحكومة التركية ومنظر سياسات تركيا الخارجية مدعو الى برمجة تعزيز الحريات الداخلية , والقفز فوق ورقة الأخطار الأمنية التي تبدو ورقة خريفية ساقطة ولا مبرر للتستر بها منذ اعتقال / أوجلان / .
أخيرا , هل طريق تركيا الى الاتحاد الأوروبي يمر من دمشق .؟...



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا كانت أمريكا عدوّة الله فمن هو صديق الله ؟ ..
- سياسة الفكر المحروق
- راعي خراف الرب وفقهاء الظلام
- الكورد أمة .. من ما قبل جنكيزخان الى ما بعد سقوط صدام
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الأكراد والعقول العنكبوتية المقلوبة - من يسقط في برميل النفط ...
- الذهنية الاقصائية - الأقليات والجاليات وتعالي الأنا العربية
- الذهنية الاقصائية - خرافة الايديولوجيا القومية الحديثة -ياسي ...
- الذهنية الاقصائية - ياسين الحافظ ومسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي-مسألة الأقليات
- الذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي - مركزية العرب وه ...
- مدخل الىالذهنية الاقصائية في الخطاب الثقافي العربي
- عن الأفق الديمقراطي
- ( العقل الدونكيشوتي والعقل الالكتروني (تحية الى موقع سيدا ال ...
- حلبجة.. أوشفيتز..والعرب


المزيد.....




- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم سودانيا قصاصا وتكشف عن اسمه و ...
- بدء معاينة الأضرار التي خلفتها حرائق الغابات في مناطق أتيكا ...
- مصدر: القضاء على 5 من قوات الإنزال الأوكرانية بمقاطعة كورسك ...
- آب روسيا اللّهاب من كورسك الى كورسك
- رئيس كوريا الجنوبية: توحيد الكوريتين مهمة تاريخية يجب تنفيذه ...
- 7 سلوكيات غريبة تدل على العبقرية
- أفغانستان.. 2,5 مليون فتاة يحرمن من حقهن في التعليم
- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى اسماعيل - الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً