عادل سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 10:30
المحور:
الادب والفن
بهياً في ملصقكَ
تحيطك هالاتُ القدّيسين
شهيدنا السعيد
تطلّ علينا
من الجدرانِ و الهواءِ
من هزائمنا و انكساراتنا
من غرف النوم و غرفِ الإعدام وغرفِ الخرافةِ
شهيدَنا العزيز ــ على ماذا شهدتَ ـ !؟
ليس مهما اِن كانت شهادتُكَ
قد شيّدت ابراجَ السعادةِ
على انقاضِ تعاستنا
فالسعادةُ ترفٌ يُزيلُ النِعم!!
اخترعناك كي تتمخترَ بكَ امتنا المجاهدةُ
بين الأمم!!
زوّرنا التاريخَ و الجغرافيا
و محونا تواريخنا من اجلك
و رشونا الآلهةَ كي تكونَ كبيرَها
اخترعنا لميلادكَ يوما
و لموتنا كلَّ الأيام
رغم انكَ لم تولَد!
و انكَ شهيدٌ قبلَ ان تولد
سيرتكَ العاطرةُ في المدارس
و علوم الحجامةِ و الإتيانِ من دبر
و مفاخذةِ الرضيعات
نؤدّبُ من يخدشُ تاريخك الناصع
و يدعي انكَ كنت تغشُّ في الإمتحانات
و تسطو على دجاج الجيران
و انكَ من غلمان الأزقة الخلفية
و ….... و ما لايقال !
لك ان تطمئنّ على مستقبلكَ
فقد ضاعفنا ( تقاعدكَ ) مئة مرّة
و شهدَ سجنٌ انكَ كنت معتقلاً فيه
قبلَ ان يُنشأ
ابناؤكَ في المؤتمرات
و عمومتكَ و خؤولتكَ في الوزارات
سمّينا الشوارع و المدارسَ و الأبناء
و الهواء و الهباء … باسمكَ
و لطقمِ اسنانكَ
و احذيتكَ
و بيجاماتكَ
و حفاضاتكَ
اقمنا متحفا وطنياً
اما تقاريركَ ضدَّ رفاقكَ
و مراسلاتكَ ـ النضالية ـ مع العدو
فقد دفنّاها في سرداب فضائحنا السحيق
و اخيرا عزيزنا الشهيد
حذارِ حذارِِ
ان تنزلَ الينا من ملصقاتك
فإنّ اول قاتليكَ
سيكونُ من ابنائِك
و ختاماً شهيدَنا المولَعَ بالملصقات
كلَّ عا ….. رٍ
و انتَ شهيد!!
#عادل_سعيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟