أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - صراع الميتافيزيقيا و الجدلية..















المزيد.....

صراع الميتافيزيقيا و الجدلية..


اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني

الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 22:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صراع الميتافيزيقيا و الجدلية..
اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني/ مالك ابو عليا
ان فلسفة ماركس و انجلز هي النقيض التام لفلسفة هيجل , فهيجل الذي اعتقد ان ابداع الفكرة هو خالق الواقع الحقيقي,و لكن الفلسفة التي قلبت رأسا على عقب, الفلسفة الماركسية تقول بأن الوعي و الفكر ليس الا انعكاس للواقع يتمثل في ذهن الانسان.
يتميز المنهج الميتافيزيقي في الفلسفة بعدم اعترافه بالتغيرات وم بأنه يفصل بين تناقض الأضداد, و لاترى الميتافيزيك كنه الواقع المتغير بشكل مستمر, اما المنهج الدياليكتيكي (الجدلي) فينظر الى الظواهر في ترابطها الوثيق و العلاقة المتبادلة فيما بينها.
و بما ان المنهج هو الطريق لدراسة معينة. فقد درس ماركس وتخطى بمنهجه الفلسفي رؤية المظاهر المباشرة,كطريق يتيح تكوين نظرة علمية إلى العالم المادي الموضوعي، وهذه النظرة العلمية الجدلية, ضرورية للغاية لفهم وممارسة عملية التغيير الثوري للمجتمعات.
إلى جانب المنهج الجدلي في الفلسفة, هناك المنهج الميتافيزيقي الذي يرى الأشياء و كأنها كاملة و مطلقة,لا تتأثر بالظروف المحيطة, فكلمة "ميتافيزيقية" هي كلمة يونانية, ميتا وتعني (ماوراء) و(فيزيقيا) وهي تعني علم الطبيعة.
وبينما الطبيعة متغيرة، فإن الكائن الذي يوجد وراء الطبيعة سرمدي لا يتغير، الروح الأعلى, الروح العالمي, الكائن الأسمى,الخ... وبما ان المنهج الميتافيزيقي لا يدرك الحركة، لذلك فالعام في الظاهرة هو السكون.
ان القول (بأن الرأسمالية هي نظام اقتصادي ابدي), و ما يجري فيها من ازمات دورية و خلل رهيب يصيب بناها الهيكلي هو (من فساد الادارات و جشع بعض الأشخاص و انانيتهم)هو احد ضروب التفكير الميتافيزيقي.
و مرة اخرى القول بأن النظام الرأسمالي نظام (ابدي) هو قول ميتافيزيقي و لا يدرك مجرى الصراع الطبقي و لا يرى جوهر العمليات الاجتماعية و التناقضات الصارخة في المجتمع الرأسمالي,و لأن الميتافيزيقي يتمثل في وعيه كائن (أبدي) لا يتغير.
و يعتقد المنهج الميتافيزيقي ان الانسان كما هو لم يتغير منذ الأزل,فهذا المنهج يفصل بصورة اعتباطية بين الكائن و كل ما يحيط به , بين الانسان و مجتمعه, و لكن في الواقع فالإنسان هو نتاج لتاريخ المجتمعات، نتاج لتغير التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية فالإنسان يتواجد داخل المجتمع، وليس خارج المجتمع، وهذا التواجد يعكس العلاقة الجدلية بين المجتمع والفرد. بين الوجود والإدراك.
المنهج الميتافيزيقي يحدد كل ظاهرة تحديدا نهائيا, و يعتقد انها متنافرة لا يمكن ان تكون موحدة,
فهذا المنهج يعتقد بأنه لا يمكن أن يوجد متناقضات في نفس الوقت فهذا النهج يقول بأن الكائن، إما أن يكون حيا وإما أن يكون ميتا ولا يمكن أن يكون حيا وميتا في نفس الوقت.
مع العلم مثلا بأن في الجسد الإنساني في كل لحظة تحل خلايا جديدة محل الخلايا الميتة. وتقوم حياة الجسم، كل جسم حي، على هذا النضال المستمر بين الأضداد.
لقد كان للمنهج الميتافيزيقي ضرورته التاريخية،اذ كان يجب في بدجاية نشوء الادراك البشري معرفة ماهية الظاهرة قبل الدخول الى عمقها و اكتشاف ما يدور فيها من تغيرات,
غير أن تطور العلوم جعل العلماء يخرجون من دائرة الميتافيزيقيا.
اما المنهج الجدلي فينظر الى الظواهر بعلاقاتها المتبادلة مع بعضهما و ما ينتج عنها و ولادتها, استمراريتها و انتهاءها.
ولذلك نقول بأن الجدلية تتعارض في كل ناحية مع الميتافيزيقا. وليس ذلك أن الجدلية لا تقبل أي سكون أو فصل بين مختلف جوانب الواقع بل هي ترى في السكون جانبا نسبيا من الواقع بينما الحركة مطلقة. وكذلك تعتبر الجدلية ايضا بان كل فصل او تمييز هو نسبي لأن كل شيء يحدث في الواقع بطريقة أو أخرى, وأن كل شيء يؤثر في الآخر.

والمنهج الجدلي يهتم بالحركة في جميع أشكالها، وليس التغير المكاني (الميكانيكي) و حسب, بل بتغييرات الحالات كتحول الماء السائل إلى بخار و تفاعل المواد الكيميائية, وتفسير دافع الحركة عن طريق صراع الاضداد.
تقوم الميتافيزيقيا بفصل الأضداد عن بعضهما، و يعتبرها متنافرة بصورة دائمة. أما الجدلية, فهي تكشف بأنه لا يمكن أن يوجد بعضها دون بعض، وإن كل حركة وكل تحول إنما يفسره ما ينشأ بينها من صراع الأضداد. وأفضل مثل على ذلك حياة الجسد التي هي نتيجة صراع مستمر بين قوى الحياة وقوى الموت، وأنها انتصار تنتزعه الحياة من براثن الموت.
إذ إن كل كائن عضوي هو في كل لحظة، ذاته وليس بذاته، فهو في كل لحظة، يتمثل بمواد جديدة ويفرز مواد أخرى، تموت في كل لحظة خلايا من جسده بينما تتكون أخرى.
فإذا بماهية هذا الجسد تتجدد في مدة قصيرة، وقد حل محلها ذرات مادية أخرى وبمعنى أن كل كائن عضوي هو دائما ذاته وليس بذاته.
وإذا تأملنا الأشياء جيدا وجدنا أن قطبي التناقض لا يمكن الفصل بينهما بالرغم من تناقضهما، وإن كل منهما يتداخل في الآخر.
ان جدلية هيغل مثالية لأن طبيعية التاريخ الإنساني بالنسبة إليه، لم تكن سوى تجلي (الروح العالمي). وهكذا بقيت جدلية هيغل جدلية روحية صرف.
فقط ماركس استطاع أن يعيد الجدلية إلى مكانها الحقيقي, الى ارضية الفلسفة المادية, التي كانت ميتافيزيقية بدورها قبله, فرفض نظرة هيغل المثالية للعالم التي ترى الكون المادي ثمرة للفكرة الأزلية أو المطلقة، و قد بين ان الجدلية هي قوانين العالم (المادي) , و ليس السماوي.
نستطيع ان نقول بأن ماركس وإنجلز لم يتوصلا الى المنهج الجدلي المادي بصورة اعتباطية، كقفزة (خارقة) اوتوماتيكية, بل اعتمدا على العلوم نفسها التي تتخذ الطبيعة موضوعا لها والطبيعة جدلية في ذاتها.
برهنت الجدلية على عمقها واتساعها في الفلسفة الماركسية, و طبق مؤسسي الماركسية المادية الجدلية على التاريخ البشري فأسس علم المجتمعات و أساسه المادية التاريخية. و برهنا بشكل علمي جدلي لا يدحض بسير البشرية الى الأمام نحو المجتمع الشيوعي-هذا السير الذي ينبع من طبيعة البنية الاقتصادية الرأسمالية وضال الجماهير في كل انحاء العالم ضد الرأسمالية المتوحشة - الخالي من الطبقات و الذي يخلو من استغلال الانسان للانسان , حيث تتجلى مملكة الحرية.
ولهذا أعلن المنظرين البرجوازيين دائما الحرب على الفلسفة الماركسية التي تكشف عورات النظام الرأسمالي و تفضحة , و تبرهن على زوال الضرورة التاريخية لاسلوب الانتاج الرأسمالي.
ولذلك نجدهم يطرحون نظريات (نهاية العالم) و (صراع الامم) و (مجتمع الرفاه) وغيرها من النظريات البعيدة عن الموضوعية والعلمية، فالماركسية اللينينية كنظرة علمية و فلسفية عن العالم تتضمن إدراك زوال الطبقات وفنائها الضروري. لأن الفكر والنهج و فلسفة المادية تدرك وتعالج صراع الاضداد داخل المجتمع الرأسمالي اي (الصراع الطبقي)، وتعي بأن المجتمع البشري في حركة مستمرة وان هذه الحركة هي حركة ثورية.



#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرد و الجماعة و النزعة الفردية
- النظرية الماركسية اللينينية و جوهرها الحي.
- المادية الجدلية , احد عناصر الفلسفة الماركسية اللينينية
- الرأسمالية و اغتراب الانسان ..
- التشاؤم الاجتماعي ....
- القروض الاستهلاكية....
- اضطهاد المرأة في التاريخ
- الرأسمالية و عسكرة الأطفال
- علم المادية التاريخية / الحلقة السابعة / التشكيلة الرأسمالية ...
- علم المادية التاريخية / الحلقة الثامنة / الوعي الاجتماعي .
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة / التشكيلة العبودية و ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة السادسة /التشكلية العبودية و ا ...
- علم المادية التاريخية/ الحلقة الخامسة/المشاعية البدائية
- علم المادية التاريخية / المفهوم المادي للتاريخ /الحلقة الراب ...
- علم المادية التاريخية /العلاقات الجدلية بين قوى الإنتاج وعلا ...
- علم المادية التاريخية/ المفهوم المادي للتاريخ
- علم المادة التاريخية
- الرأسمالية و اجبار الانسان على الانتحار
- صندوق العولمة الدولي
- المرأة , من منظور ماركسي لينيني عام ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني - صراع الميتافيزيقيا و الجدلية..