أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - غْزِيْزْلِة وخْنِيْنِص قصة للأطفال














المزيد.....


غْزِيْزْلِة وخْنِيْنِص قصة للأطفال


خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)


الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 07:18
المحور: الادب والفن
    


غزيزلة عمرها شهور قليلة، لا تعرف شيئاً في الحياة غير النطنطة هنا وهناك، آه نسيت أن أقول أن غزيزلة هي غزالة صغيرة، ولكني ظننت أنكم عرفتم ذلك بأنفسكم.

أبوها يقول لها كل يوم قبل أن يخرج: غزيزلة، يجب أن تساعدي أمّكِ كي تتعلمي شؤون المنزل
غزيزلة تقول لأبيها وهي توصيه أن يأتي لها بعشبة تحبها لكنها تنتب في مكان بعيد: حاضر يا أبي...

لكن حاضر التي تقولها غزيزلة كانت تغادر مع كلمات أبيها بمجرد أن يخطو خارج الكهف الذي يعيشون فيه.

أمها تلتفت إليها وتقول: هل سمعتِ ما قال أبوكِ؟ يجب أن تساعديني لتتعلمي...

لكن غزيزلة لا تردّ، لأنها تكون قد خرجت تنطنط بين الحشائش والأعشاب، وبالطبع لم تسمع ما قالته أمها...

في الطريق، كانت تسمع جميع الآباء يقولون نفس الكلام لجميع الأبناء، ولكن جميع الحيوانات في سنها كانوا يخرجون أيضاً حين يخرج آباؤهم للعمل، ويبدأون بالنطنطة واللعب جوار النهر الصغير الذي يخترق الغابة من أول شجرة فيها إلى آخر عشبة، حتى أن النهر يستمر في المشي بعد أن تنتهي الغابة.

بالطبع، ومثل كل شيء، كان لغزيزلة علاقات قوية، وعلاقات أخرى أقل قوة مع الحيوانات التي في سنها، ولكن أقوى هذه العلاقات كان مع الخنزير الصغير "خنينص" وهو اسم الدلع للخنوص ابن الخنزير، والغريب في الأمر، أن خنينص كان الحيوان الوحيد الذي يسمع كلام أبيه، ويبقى في البيت بعد أن يخرج أبوه، ورغم ذلك، فقد كان هو وغزيزلة من أعز الأصدقاء.

بعد أن ينتهي خنينص من مساعدة أمه في المنزل، كان يخرج ليتشمس قليلاً، وفي هذا الوقت كانت تأتي غزيزلة ويلعبان سوياً إلى أن تقترب الشمس من المغيب.

في صباح أحد الأيام، قال أبوه كلاماً مختلفاً عما يقوله كل يوم، فقد طلب من أمه أن تجهز نفسها لكي يذهبا لزيارة قريبة لهما، تعرضت لهجوم من قبل ذئب، لكنها نجت بأعجوبة، رغم أنها مصابة ببعض الجراح، فبكى خنينص لأنه يريد الذهاب معهما، لكن أباه قال بلهجة قاسية: لا، الطريق طويلة ولا أريدك أن ترافقنا لأن مشيتك بطيئة وسوف تعيق حركتنا.

سكت خنينص، وبعد أن خرج أبواه راح يفكر: كيف عرف أبي أن مشيتي بطيئة وهو لم يأخذني معه ولا مرة إلى خارج الغابة؟ حقاً إن الآباء غريبون.

تفاجأت غزيزلة وهي ترى خنينص خارج البيت في هذا الوقت من الصباح، ولما عرفت بالحكاية، وضعت يدها على كتف خنينص، وقالت بلؤم غير معتاد من الغزالات: هل تريد أن تثبت لأبيك أنك قوي وكبير؟

أعجبت الفكرة خنينص كثيراً، وصار يتخيل نفسه كبيراً وقوياً يستطيع حمل فيل بيد واحدة، ويستطيع قطع شجرة بلوط بمجرد أن يركلها بقدمه، فوافق على الفور، ولكنه سأل: وماذا يمكن أن أفعل كي أثبت لأبي أنني كبير وقوي.

نظرت غزيزلة إلى النهر وحكّت رأسها، إسمع يا خنينص، أنا منذ فترة أسأل نفسي، أين يذهب هذا النهر المتشرد بعد أن يخرج من الغابة؟ هل يحمل أسرار الغابة وينقلها إلى مكان آخر؟ هل يخبر الأسود عن مكان الغزلان والخنازير؟

نظر إليها خنينص بدهشة ولكنه لم يتكلم لأنه لم يعرف ماذا يجب عليه أن يقول، فأكملت غزيزلة: دعنا نتسلل وراء النهر لنعرف أين يذهب بعد أن يخرج من الغابة.

فرح خنينص كثيراً بهذا الاقتراح، لأنه لم يخرج من الغابة من قبل، ولكنه لم يكن يعرف أن غزيزلة أيضاً لم تتجاوز المسافة بين بيتها وبيته، أي لا فرق بينه وبينها.

أخذ الإثنان يسيران مع مجرى الماء، وبعد قليل وصلا إلى حافة الغابة، واستمرا في المشي مع النهر، مرة يذهب النهر يميناً فيذهبان معه، ومرة يذهب يساراً فيذهبان معه، وبدا كأن النهر يراقصهما، حتى أن سمكة فضية بزعانف زرقاء خرجت من النهر وألقت عليهما التحية، وقالت: أنا أعرف أنكم تأكلون العشب، ولكن احذروا من الحيوانات التي تأكل اللحوم، فأنتما وجبة شهية لهما، قالت ذلك وغاصت في النهر.

استمرت غزيزلة وخنينص في المشي، والنهر لا يريد أن ينتهي، أنه طويل جداً، قال خنينص الذي بدأ يشعر بالتعب، فقالت غزيزلة: يبدو أنك تعبت لأنك لا تمشي كثيراً، هيا بنا نعود إلى المنزل، يبدو أنك لن تستطيع أن تصل معي آخر النهر.

في الحقيقة إن غزيزلة كانت أشد تعباً من خنينص، لكنها استغلت كلام خنينص كي تلقي باللوم عليه في عدم إكمال الرحلة، وفي طريق العودة وجد خنينص الكثير من الدود الشهي تحت الصخور بجانب النهر، كما وجدت غزيزلة الكثير من الأعشاب التي تحبها، وكانت تظن أن أباها يذهب إلى بلاد أخرى كي يحضرها لها.

مشى خنينص وغزيزلة في طريق العودة مرهقين، وسألها خنينص: لماذا كان الذهاب ممتعاً والعودة متعبة؟
قالت غزيزلة وهي ترفع رأسها مثل معلم يعرف كل شيء: لأننا في طريق الذهاب كنا مدهوشين مما نراه لأننا نراه لأول مرة، أما الآن فكل شيء قد رأيناه ونحن ذاهبون، فأصبح لا يثير الدهشة.

تعجب خنينص من حكمة ومعرفة صديقته غزيزلة، وشعر بالسرور أن له صديقة مثلها.

وحين وصل الإثنان إلى الغابة، كانت جميع الحيوانات الصغيرة بانتظارهما، فقد أبلغ الأرنب الصغير الجميع أن غزيزلة وخنينص قد خرجا من الغابة، وظل الجميع ينتظرون عودتهما، فقابلوهما بعاصفة من الأسئلة، وأشارت غزيزلة بعينها إلى خنينص الذي فهم الإشارة، وبدأ الإثنان في الإجابة على الأسئلة وكأنهما زارا كل غابات العالم وأنهاره.


12 نيسان 2013



#خالد_جمعة (هاشتاغ)       Khaled_Juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا من سرقتُ الخيلَ
- سامر العيساوي، لم أرَ من قبلُ جيشاً في نظرةِ عين...
- استشهد ميسرة أبو حمدية، ماذا عن الآخرين؟
- أنا مَنْ قالوا لكِ عنْهُ
- أجل، ستناغيك الوردة
- فيما كنتُ بذرة موسيقى
- تدمر دمشق تدمر
- يا صاحب المقام
- وليد يريد أن يكون قائد سفينة قصة للأطفال
- كيف حالُكَ؟
- الرصاص المكتوب
- لم يأتِ أحد
- هذا الفراغ، هذا الامتلاء
- أريد أن أكون حراً وجائعاً...
- ذاكرة رجل آخر قصة قصيرة
- يا الدمشقيُّ!!!
- كسيّدٍ غيرِ مهذَّبٍ هو الحنين
- الإساءة للرسول، الإساءة للعالم
- ما يحدث في فلسطين لم يحدث بعد
- ضياع الحلم الفلسطيني


المزيد.....




- الجزء الثاني من الفيلم الناجح -Freakier Friday- أصبح جاهزاً ...
- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد جمعة - غْزِيْزْلِة وخْنِيْنِص قصة للأطفال